كيف ضاعت القضية الفلسطينية في اتفاق أوسلو؟
اتفاق أوسلو تحدث عن أمن "إسرائيل" وحفاظها على حدودها السابقة ولم يأت على ذكر الأمن للفلسطينيين أمام الهجمات الإسرائيلية ولم يطلب إليها تعويض لضحايا الاحتلال.
يعترض إدوارد سعيد في كتابه "غزة –أريحا سلام أميركي" الصادر عن دار المستقبل العربي على خطة السلام التي أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية مع "إسرائيل"، لأنها وضعت الطرف الفلسطيني في الجانب الأدنى من حيث الأمن والحقوق، وبالوقت ذاته استحوذت "إسرائيل" على القدس الشرقية والمستوطنات والسيادة والاقتصاد، فالاتفاق ينص على الاعتراف المتبادل والحكم الذاتي والنقل المبكر للسلطات، والمقصود هنا الفلسطينيون في قطاع غزة ومدينة صغيرة هي أريحا، ويقوم بعض المئات من جيش التحرير الفلسطيني بمهام الشرطة وبإشراف إداري على قضايا الصحة والتعليم وخدمات البريد والسياحة.
أما الإشراف على الأراضي والمياه والأمن العام والشؤون الخارجية، فهو مسؤولية إسرائيلية، وستبقى "إسرائيل" تسيطر على الضفة الغربية والمعبر الذي يربط غزة بأريحا.
يقول سعيد إنّ المنظمة بهذه العملية حولت نفسها من حركة تحرر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة وأغلقت مكاتبها في الخارج، وهذا لا يتناسب مع مصلحة الفلسطينيين المهجرين في سوريا ولبنان وسائر الدول الأخرى، تلك الحقوق التي أقرتها مواثيق الأمم المتحدة وجاءت نتيجة كفاح طويل، ولا يوجد حديث حول الحرية والمساواة ولا عن المعتقلين المسجونين في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى أن المجلس الوطني لم يدع للانعقاد رغم الشرخ الحاصل نتيجة استقالة عضوين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هما "محمود درويش وشفيق الحوت".
كما يعترض على أساليب عرفات غير الديمقراطية وعلى إدارته المالية الكارثية، ولم يشاور بلدان الطوق لوجود عدد كبير من الفلسطينيين فيها، فبهذه الحالة، هل تبقى المنظمة ممثلة لهم؟
يحمل إدوارد سعيد اعتراف عرفات بـ"إسرائيل" الوقوع بسلسلة من التراجعات أهمها: تراجع عن نصوص الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية ونبذ المقاومة التي اصطلح على تسميتها بالعنف والإرهاب، وإهدار لجميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية باستثناء القرارين "242 و338" اللذين لا يحويان أي كلمة عن الفلسطينيين وتطلعاتهم وقضيتهم، كما نسفت العديد من القرارات التي أعطت حقوقاً للاجئين الفلسطينيين وإدانة الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحقهم وإقامة المستوطنات. باختصار، يعتبر الاتفاق أداة الاستسلام الفلسطيني، لأن الاتفاقية بذلك وضعت حداً للانتفاضة التي لم تكن إرهاباً، وإنما حق شعب بالمقاومة.
الاتفاق تحدث عن أمن "إسرائيل". وفي المقابل، لم يأت أي ذكر عن أمن الفلسطينيين أمام الهجمات الإسرائيلية، بالإضافة لحفاظها على حدودها السابقة، ولم يطلب إليها تعويض لضحايا الاحتلال كما طلب من العراق بعد احتلاله للكويت، كما تجاهل الاتفاق سرقة "إسرائيل" للمياه وضمها المزيد من الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات ناهيك بأن الكثير من المعلومات أخفيت عن أصحاب العلاقة.
يأسف إدوارد سعيد لمئة عام من التضحيات والكفاح البطولي ذهبت هدراً مع هذا الاتفاق، وظهر الاتفاق للعالم وكأن الفلسطينيين ليسوا أصحاب حق، وأنهم نادمون على ما اقترفوه. أما الآلاف الذين قتلتهم "إسرائيل" خلال كل ذلك التاريخ وغزو أراضيهم وتهجيرهم كل ذلك إرهاب يجب على الفلسطينيين لا الإسرائيليين التوقف عنه، وبهذا يصبح دور منظمة التحرير مساعدة "إسرائيل" في تثبيت أمنها ونفوذها.
أما موضوع التنمية، فباعتبار أن "إسرائيل" تسيطر على الاقتصاد بالتالي ستسيطر على حركة الصادرات والواردات وحركة العمالة، وبالتالي ستبقى الحدود مفتوحة بين الأراضي المحتلة و"إسرائيل".
ويؤكد سعيد أن الاندفاع من عرفات إلى الحضن الأميركي لن يناله سوى ما نال شعوب فيتنام والسلفادور ونيكارغوا رغم نضالها السابق وارتماء الزعماء الحاليين في الحضن الأميركي، ولم تلق شعوبها إلا الجوع والهوان والأوبئة.
كما يلمح لدور الإعلام في تلميع الشخصيات وقلب الحقائق والتركيز على قضية دون سواها، مثل البث التلفزيوني للمصافحة بين رابين وعرفات في التأكيد على النجاح المتحقق في طمس حقائق الماضي والحاضر، خاصة مع قبول التفاوض باللغة الإنكليزية التي لا يعرفها عرفات ولا مبعوثه عقب استقالة المفاوضين القانونيين احتجاجاً على ما يجري.
إن النشوة بوجود دولة يجب ألا تنسينا ماهية هذه الدولة، فكفانا نظماً ديكتاتورية وبيروقراطية وطغماً حاكمة ظهرت في عهد ما بعد الاستعمار بكل ما فيها من مسخ للمجتمع ونهب الثروات.
يدعو صاحب الاستشراق إلى تجميع جديد للفلسطينيين على مستوى العالم في الداخل والخارج من خلال إحصاء حقيقي لا بيروقراطي، والدعوة لاقتراع في اختيار ممثليهم ونوع القيادة التي تحقق مصالحهم عبر جهد مكثف للمثقفين والمفكرين والمناضلين، وهو يلحظ ذلك التفاوت العجيب في الحقوق. مثلاً أن يُترك اللاجئون ليتعفنوا في بلدان الشتات وتتعفن قضيتهم، في الوقت الذي يسمح لأي يهودي من أي مكان في العالم في أن يكون مواطناً إسرائيلياً متى أراد ويمنع هذا الحق على الفلسطيني المهجر من أرضه.
يطلب إدوارد سعيد في كتابه فتح ملفات سكت عنها اتفاق أوسلو، وهو منح تعويض للفلسطينيين عن تاريخ تهجيرهم الطويل واقتلاعهم من أرضهم، كما يؤكد أن الحاجة ملحة للإصلاح داخل منظمة التحرير، ولا يمكن التذرع بالوحدة الوطنية لتجاهل هذا الإصلاح، كما يضع المثقفين الإسرائيليين والمؤمنين بالسلام أمام مسؤولياتهم في إنهاء الاحتلال ومصادرة أراضي الغير، وأن يشترك الطرفان في نبذ العنف والفقر وعدم المساواة.
والحقيقة التي يخلص إليها إدوارد سعيد أن الأموال الطائلة التي صرفتها القيادة الأميركية بهذا الأمر واستخدام حق الفيتو دائماً لمصلحة "إسرائيل" هو الذي مكنها من غزو لبنان أكثر من مرة والاستمرار في احتلالها للأراضي العربية.
والأمر الآخر استفراد منظمة التحرير بالقرار والعلاقات وتجاهلها لآراء فلسطيني الشتات في العالم، وخاصة مسألة الدعم المجتمعي للحكم الذاتي المزمع الاتفاق عليه، بالإضافة إلى تضارب تصريح الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عن الاتفاق، ففي الوقت الذي يقول قادة المنظمة إن الاتفاق ينص على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، تقول "إسرائيل" إن الاتفاق أعاد نشر القوات الإسرائيلية في مناطق غزة وأريحا، ما يدل على أن المصالح ليست متطابقة والإعلان الجديد شحيح بما يتعلق بالحقوق الفلسطينية، ويعتبر أن منظمة التحرير فقدت هويتها التي أنشئت من أجلها، لأنها أصبحت مشاركة في تحقيق وحماية أمن "إسرائيل"، وليس أمن وحماية الشعب الفلسطيني من "إسرائيل"، ناهيك بأن أي سلام يتضمن طرفين متكافئين، ولا يعني بقاء شعب خاضع لشعب آخر يحتكر الأمن والحقوق ويزيف تاريخنا ووجودنا. لذا يدعو الجميع لتثبيت تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ووجوده العريق في أرضه، مهما كبر حجم التزييف الصهيوني لهذا التاريخ، ومهما كبرت الدعاية الإسرائيلية المدعومة بالمال الأميركي.
الجغرافيا بوصلة الطريق
الكفاح الفلسطيني كان منذ البداية للسيادة على الأرض. والآن تملك "إسرائيل" أرض فلسطين التاريخية، والفشل العربي نتيجة إعلان مقولات وأهداف فضفاضة لا تجد سبيلاً للتحقيق. لذا الأمر المهم هو إتقان التعامل مع التفاصيل من خلال فهم الخريطة التي رسمها الإسرائيليون للأراضي وتطوير أساليب المقاومة، ففي تاريخ الغزو الاستعماري كانت الخريطة هي المؤشر وبوصلة الوصول للأهداف، وهي أدوات الفتح، فالجغرافيا هي فن الحرب، وهي فن المقاومة كذلك.
تضمنت خطة "إسرائيل" للسيطرة على الأراضي ما يلي:
- سيطرة تامة على الأراضي الواقعة قبل عام 1967.
- منع الفلسطينيين القاطنين بالأرض المحتلة من ممارسة حكم ذاتي حقيقي بالحفاظ على القدس موحدة وزيادة التوسع في أراضيها. لذا، إن خيار (غزة_أريحا) أشبه بخطة لإلهاء الطاقات الفلسطينية بإدارة الأطراف بدلاً من القلب وهي القدس.
إن عدم استثمار الطاقات الفلسطينية الناجحة على مستوى العالم بالنسبة إلى قضايا التنمية والنهوض بالاقتصاد أدى إلى الاعتماد على المؤسسات الأوروبية التي تربط اقتصاد الدول النامية بصندوق النقد الدولي كما في سائر الدول العربية، لذا فالضرورة الكبرى بتركيز الجهود والطاقات والتفكير على مستوى الجماعة ونبذ الفردية للوصول إلى السيادة والاستقلال الكامل لا المجزوء، وإلا سنتعرض للانقراض كما حصل مع السكان الأصليين لبعض المناطق وستستمر "إسرائيل" في قضم الأراضي منطقة إثر أخرى.
حدود التعاون الدولي
ينقل لنا إدوارد سعيد بعض الاجتماعات التي جرى لقاء فيها بين عدد من الأميركيين العرب وشخصيات إسرائيلية بهدف تخفيف العداء بين فلسطين و"إسرائيل"، وكان هو الفلسطيني الوحيد الموجود، ابتدأت بمؤتمر هارفرد عام 1969، تبعه العديد من اللقاءات غير الرسمية، ولم يغطِ الجانب الفلسطيني، ولم يستثمر هذه الحوارات، ولم يشارك إسرائيليون من غير الصهاينة فيها، مثل البروفيسور إسرائيل شاحاك الذي وقف بوجه السياسة الإسرائيلية أو مثل مفكرين مثل نعوم تشومسكي، وكانت فرصة بهذه اللقاءات لمعرفة الآخر وإظهار حقنا وقضيتنا له، كما لم يبادر العرب أو الفلسطينيون لمبادرات من هذا النوع وترك المجال للأوروبيين والأميركيين لتزعم هذه المبادرات واستثمارها في تحويل الأنظار عن القضية المركزية بأن الصراع نوع من سوء الفهم الذي يتضمن عوامل نفسية وسواها المتضمنة تقليل حجم الكوارث الحاصلة في الواقع.
ويعتبر في الوقت ذاته أن مؤتمر مدريد كان ذروة التنازل الرسمي الفلسطيني لمصلحة "إسرائيل" التي لم تتنازل عن شيء. وهنا يوضح سعيد موقفه بأنه مع الحوار بين الثقافات والتعايش بين الشعوب والنضال لأجل السلام وبحل الدولتين على أساس الحقوق المتساوية للشعبين، ولا سبيل إليهم إلا بالكفاح لإنهاء الاحتلال وعدم التفريط بالحقوق مقابل كلمة سلام تخفي وراءها إعطاء عدونا ما يريد دون مقابل.
أوهام كثيرة بأن المرونة الفلسطينية تزيد من صداقة أمريكا وفي الوقت ذاته يتم التجاهل لمواقف الدول العربية التي يعيش فيها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين ومواقفها ذات تأثير عليهم، بالإضافة إلى المحسوبيات والتصرف بأموال المنظمة بشكل فردي وفتح المجال للاستزلام وشراء الذمم، ورغم الإجماع بأن المنظمة لا تحقق رغبات وطموح أغلب الفلسطينيين، فالكل يتهيب من إعلان ذلك لعدم توفر البديل. وهنا يؤكد سعيد أنه ما من بديل يخلق من عدم، سيحتاج ذلك إلى جهود وطرق صعبة وتغيير جذري في السياسة والمفاهيم.
حقائق مريرة عن غزة
يرى إدوارد سعيد أن غزة والقدس هما مفاتيح المستقبل الفلسطيني، القدس نظراً للمشاريع الاستيطانية فيها، وغزة لكونها المكان الجهنمي للمضطهدين والمحرومين الذين كانوا وما زالوا دينامو المقاومة التي انطلقت منها انتفاضة 1987، وغزة هي من تكرهها "إسرائيل" بشدة. وقد أوضح من خلال تصريحات الصحفية "سارة روى" كيف كانت "إسرائيل" تجهض إمكانيات التنمية في غزة والحفاظ على الوضع الاقتصادي المتدني فيها من خلال ربط اقتصادها بها وممارسة الحصار عليها.
ويلفت النظر أن أغلب من رحب بالاتفاق لم يطلع على بنوده، وهذا يفسر خيبة الأمل التي شعر بها سكان القطاع الذين توقعوا انسحاب الجيش الإسرائيلي وتدفق الأموال وانتعاش الوضع الاقتصادي، إلا أن العكس هو ما جرى، والواقع يشهد تفجر العنف بين الأفراد لا ضد "إسرائيل" والسكان يشغلهم الواقع المعيشي بالدرجة الأولى.
كما يوضح آراء بعض المثقفين اليهود مثل "سارة روي"، وهي مثقفة يهودية لامعة رفضت أن يقوم اليهود تجاه الفلسطينيين بالدور نفسه الذي فعله النازيون تجاه اليهود ومن بينها أسرتها هي بالذات، ومع ذلك لم تتعاون معها منظمة التحرير. وقد كانت فلسطين مثار حماسة الجميع عندما كان التحرير هو الهدف، ذلك الشعور الذي تم القضاء عليه عندما قبلت منظمة التحرير أن تؤدي دور شرطي "إسرائيل" في غزة.
تأملات في مجزرة الخليل
باروخ جولدشتاين الذي قام بالمجزرة يحمل في ذهنه خيالات وتصورات عن انبعاث يهودي في "إسرائيل". وقد كان مشحوناً بالكراهية ضد العرب طيلة وجوده في أميركا. وقد كان أحد تلاميذ عصبة الدفاع اليهودية بزعامة كاهانا التي أحرقت مكتبة إدوارد سعيد ذاته في جامعة كولومبيا بنيويورك.
وقد تم الترويج هناك أن الفلسطيني إما غير موجود أو إرهابي، إذ ثمة إجماع في أمريكا على أن العنف الإسرائيلي عنف صالح، بالتالي لا تذكر جرائم رابين وشارون في مجازر الرملة واللد وقصفهم للمدارس والمستشفيات ودور الأيتام يتشابه في ذلك المجازر التي قامت ضد الهنود الحمر والقصف النووي لليابان والتدمير الكامل للهند الصينية والعراق.
ولا يبرئ سعيد القيادة الفلسطينية عن مسؤوليتها في المجزرة، فهي التي وافقت على بقاء المستوطنين في مناطقهم، ولم تؤمن بالمقابل أي حماية للفلسطينيين في اتفاق أوسلو.
هل صار السلام في متناول اليد
السلام الأميركي في الشرق الأوسط يعني تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" والدول العربية وفتح الباب لاختراق الاقتصاد الإسرائيلي للأسواق العربية وعدم السماح بحيازة سلاح الدمار الشامل إلا لـ"إسرائيل".
يستغرب سعيد مع كل الهيمنة الأميركية والإسرائيلية على المنطقة عدم تنطح الجامعات العربية لتخصيص أقسام لدراسة العقل والمجتمع الأميركي والإسرائيلي لمعرفة آليات التفكير لديهم، وبالتالي سبل مواجهتها على مبدأ اعرف عدوك.
ولأنَّ النضال لإيقاف بناء المستوطنات لا يشكل مهمة استراتيجية للمنظمة، فالأمر مهيأ لتصاعد العنف وتكرار مجزرة الخليل، وكل ممارسات "إسرائيل" تدل على أن ما تريده محمية إسرائيلية، وليس حكماً ذاتياً، فقد استفادت "إسرائيل" من عملية السلام بالحصول على اعتراف رجعي بكل ممارساتها غير القانونية السابقة مثل ضم القدس ومصادرة الأراضي الفلسطينية والسيطرة الاقتصادية على حياة الفلسطينيين، ويلفت إدوارد سعيد إلى أن الكثير من بنود الاتفاق بقي سرياً لا يعرفه الكثيرون من أصحاب النية الحسنة، ولكن السؤال: ما العمل الآن بعد كل هذا؟
يقترح سعيد برنامجاً موازياً، مؤكداً أن نهاية الصراع لا تزال بعيدة، وأن القضية تعني الشعب الفلسطيني كله، وليس سكان الأراضي المحتلة فقط، والسعي لتأمين منبر إعلامي يوضح للعالم أن قضية فلسطين مستمرة ولا يمثلها ذلك الاتفاق. ومن كل ما تقدم، يهدف إدوارد سعيد إلى معرفة المجدي من غير المجدي من تضحيات الشعب الفلسطيني وربط تاريخ الكفاح بحاضرنا ومستقبلنا والرصد الأمين لآثار التغيرات الكبرى في العالم في منطقتنا، وأن يؤدي جهده دوراً متواضعاً في إثارة نقاش واسع حول مستقبلنا العربي الجماعي.