فشل سياسة بايدن الخارجية
يؤكد وزير الدفاع في إدارة الرئيس أوباما، روبرت غيتس أن بايدن كان مخطئاً في كل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي الرئيسة تقريباً على مدار العقود الأربعة الماضية".
المتخصص بكتابة السِّيَر الذاتية، فرانكلين فوير، نشر كتاباً عن الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، يكشف فيه أسرار النصف الأول من ولاية هذا الرئيس، وأسرار شخصية رجل عنيد أحسن استثمار استهانة الآخرين بقدراته بسبب سنه المتقدمة، مُستخدماً ذلك لمصلحته بدهاء.
يصفه بـ "الزعيم الأبوي"، الذي قاد الغرب كمعسكر واحد في مواجهة سائر العالم، مُراهناً على عناده وتراكم خبراته الشخصية في إدارة عدد من القضايا والملفات والأزمات، في مرحلة غنية بأحداث هزّت العالم.
يتعمّق الكاتب في رسم مَسيرة الرئيس المهنية الطويلة في صنع السياسات، ويُضيء على التقنيات التى استخدمها لإنجاز الأمور. يصفه بأنه شخص تكنوقراطي للغاية، مدفون في التفاصيل، ومهووس بتعقيدات السياسة، كما أنه ناشط للغاية، يدير كثيراً من التعاملات في البيت الأبيض، مُعتمداً على غرائزه المتقلبة وثقته القوية بنفسه.
يقرّ فوير بأن عمر الرئيس المتقدم كان عائقاً امامه، فحرمه الطاقة اللازمة لفرض حضور عام قوي، كما حرمه القدرة على استحضار اسم بسهولة. وهذا ما عكس شخصيته العامة وحالة التدهور الجسدي وضعف القدرات العقلية مع مرور الوقت، حتى أنه اعترف مراراً امام مساعديه بأنه يشعر بالتعب. وهذا ما لا يمكن لأي نظام غذائي أو تمرين أن يقاومه.
يصوّر الكتاب إحدى نقاط ضعف الرئيس بايدن، فيقول إنها تتمثل بنائبته كامالا هاريس، التي "تمتلك أذنَي أرنب"... و"هي حسّاسة للغاية تجاه أي تلميح للنقد"... والنتيجة المأسَوية أن هاريس سمحت غالباً للنقد بتوجيهها، وبالتالي فشلت في تحقيق إنجازات ذات معنى... فهي امرأة تشعر بانعدام الأمان العميق بشأن مكانتها التاريخية كأول امرأة سوداء تعمل في منصبها". وعلى الرغم من أنها "رفضت أن تشمل محفظتها قضايا المرأة أو أيّ شيء يتعلق بالعرق، فإنها أرادت أن يكون معظم موظفيها من النساء".
والظاهر ان "تشاؤم" الكاتب بهذا الخصوص لم يكن من نوع التجنّي، إذ أظهر استطلاع حديث للرأي، أجرته رويترز/إبسوس منذ أيام، أن شعبية الرئيس الأميركي اقتربت مؤخراً إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته. وفي ملاحظة لافتة يقول: "لستُ متخصصاً بأمراض الشيخوخة ولا أستطيع التنبؤ كيف سيتقدم جو بايدن في العامين المقبلين وسط ظروف كهذه... لكنني أرى في حراكه علامة على التحديات المقبلة أمام محاولة إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في العام الجديد".
شعاره "توحيد البلاد"
دخل جو بايدن البيت الأبيض، بصفته الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، بعد معركة طويلة تمثلت برفض سلَفه الرئيس دونالد ترامب نتائج الانتخابات، وتقديمه عدداً من الطعون القانونية، والتي ما لبثت المحاكم الأميركية أن رفضت معظم هذه الطعون التي تقدّم بها فريق ترامب القانوني كونها "تفتقر إلى الأدلة على وجود تزوير في الانتخابات". بعد ذلك وقف بايدن ليقول في خطابه الأول كرئيس: "حان وقت مداواة الولايات المتحدة. هذا زمن توحيد البلاد وليس بث الفُرقة".
الحقيقة أن قوة شكيمة بايدن كانت وما زالت من أبرز نقاط قوته، بالإضافة إلى تمرّسه في العمل السياسي، بحيث أثبت، هو "الديمقراطي المخضرم"، ثباته أمام العواصف.
بدأت مسيرته المهنية في واشنطن في مجلس الشيوخ الأميركي عام 1973 (قبل 50 عاماً)، وفاز بعضوية مجلس الشيوخ لسبع دورات، وبالتالي فهو ابن مؤسسة الحكم في واشنطن. وقاد أول حملة لانتخابات الرئاسة في عام 1987، كما عمل نائباً للرئيس في إبّان حكم باراك أوباما بين عامي 2009 و2017. وبهذا المعنى، فهو "ابن معترف به لنادي السياسيين الأميركيين".
كان في السابعة والسبعين من عمره حين دخل البيت البيض رئيساً، ليصبح أكبر الرؤساء سناً في تاريخ بلاده. هو خبير في السياسة الخارجية بالنسبة إلى مؤيديه، وصاحب عقود من التمرّس في دوائر الحكم، كما أنه متحدث مقتدر صاحب لسان فصيح، وفي مقدوره الوصول إلى الناس العاديين، والأهم أنه واجه بشجاعة مآسيَ شخصية كبيرة ومتعددة. يقول فوير: "للأسف، فإن أحد الأسباب التي تجعل بايدن أقل بعداً عنّا، مقارنة بغيره من الساسة، أنه مرّ في التجربة الوحيدة التي تؤثر فينا جميعاً، ألا وهي الموت. فبينما كان يستعد لأداء اليمين الدستورية بعد فوزه بأول انتخابات لمجلس الشيوخ، قُتلت زوجته ــ الأولى ــ نيليا وابنته نعومي في حادث سير، بالإضافة إلى إصابة ولديه بو وهانتر.
اما بالنسبة إلى معارضيه، فهو صاحب زلات لا تصدق...كما أن لديه ميلاً غريباً إلى شم شعر النساء اللواتي يقتربن منه.
من الحقائق المعروفة أن بايدن يتمتع بخبرة طويلة على الصعيد العالمي، وإحدى نقاط قوته الأساسية هي خبرته الديبلوماسية، فلقد كان سابقاً رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. ولطالما تفاخر بأنه التقى كلَّ زعيم دولي كبير في الأعوام الـ 45 الماضية. وبحسب كثير من سياساته، يمكن وصفه بأنه معتدل في توجهاته الخارجية.
لقد صوّت ضد شنّ بلاده حرب الخليج عام 1991، ثم صوّت لمصلحة غزو العراق عام 2003، ثم أصبح لاحقاً من كبار منتقدي تورط بلاده في غزو العراق.
وبطبيعة الحال، فهو نصح أوباما بعدم شن عملية القوات الخاصة التي قتلت أسامة بن لادن في باكستان.
ومن المفارقات أن زعيم "القاعدة" لم يفكر كثيراً في بايدن، فلقد كشفت الوثائق، التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية من مخبأ بن لادن وأفرجت عنها، أن الأخير أمر أنصاره باستهداف أوباما وليس نائبه، لأنه كان يعتقد أن "بايدن غير ملائم تماماً لمنصب الرئاسة، وسيقود الولايات المتحدة إلى أزمة لو وصل".
واليوم، ليس من السهل على بايدن الادعاء أنه يحمل لواء التغيير. فهو أمضى ما يقارب نصف قرن في أروقة السلطة في واشنطن، لكن الإدارة لم تُقدِم على أيّ تغيير.
يفتقر إلى ضبط النفس
كان من سوء طالع بايدن أن عهده شهد في العامين المنصرمين أخطر حدثين عالميين: حرب أوكرانيا والانسحاب الأميركي الصادم من أفغانستان.
بالنسبة إلى المسألة الأولى، قال فوير: "كانت المزايا التي يُضْفيها وجود رئيس أكبر سناً واضحة للعيان. لم يكن الرجل مجرد زعيم للتحالف، بل كان الشخصية الأبوية، التي قادت الغرب كمعسكر واحد في مواجهة سائر العالم، والرجل الذي يمكن للقادة الأجانب أن يطلبوا إليه النصيحة، ويتطلعوا إليه للحصول على الضمانات".
وهنا يستدرك الكاتب فيقول إن "قيادة بايدن، فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في حربها ضد الجيش الروسي، اعتمدت على غرائزه المتقلبة وثقته القوية بنفسه. لقد غضب على الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، في أول اجتماع لهما في البيت الأبيض، حينما طلب زيلينسكي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ومنذ ذلك اللقاء، يتابع الكاتب، فشل الرجلان في إقامة علاقة جيدة. كان السبب الأساس في غضب بايدن ناجماً عن تحليل زيلينسكي "السخيف" لديناميات حلف شمال الأطلسي. وظلّ الرئيس الأوكراني يعاني الاستياء المستمر من هذه المقابلة، ويلوم بايدن على الإذلال والإحراج السياسيين اللذين عرّضه لهما. ورأى خبراء، والكلام دائماً للمؤلف، أن عرض الكتاب للبداية المتعثرة لعلاقة بايدن وزيلينسكي قد يزيد في قلق المسؤولين في البيت الأبيض من الكتاب وتأثيره السلبي بعد صدوره.
إلّا ان الحدث الأصعب في حياة بايدن السياسية تمثّل بالانسحاب الأميركي الكارثي عام 2021 من أفغانستان، وتركها لقمةً سائغة لطالبان.
كان الأمر، بحسب ما ورد في الكتاب، في منزلة صدمة كبرى لإدارة بايدن، الذي غضب أشد الغضب عندما علم بأن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، فرّ من كابول، فسارع إلى مغادرة البيت الأبيض لقضاء إجازة مبكرة في كامب ديفيد.
كان يتوقع تسليماً تدريجياً للمسؤولية إلى الحكومة الأفغانية عندما تبدأ حركة طالبان القيام بدور نَشِط في حكم البلاد. وبدلاً من ذلك، سيطرت طالبان على الأراضي فور خروج القوات الأميركية من قواعدها العسكرية، حتى قبل فرار الرئيس الحليف للأميركيين، خوفاً على حياته.
وما زاد في ثقل الأزمة على بايدن أن أشد الانتقادات لم تعد تأتي من وسائل الإعلام المحافظة فحسب، بل أيضاً من كتّاب الأعمدة والمراسلين الموقرين الذين احترمتهم الدائرة الداخلية لبايدن واهتموا بهم.
ويشير الكاتب إلى أن ما يُحسَب لبايدن في المجال السياسي هو رده السريع على الدخول الروسي لأوكرانيا، وسعيه بنجاح لبناء جبهة غربية واسعة للمواجهة. لكن زلّات لسانه كانت له بالمرصاد. فحين غادر بولندا مختتماً زيارته لها، العام الماضي، بدا مُحبَطاً ويعاني من جراء الأسف على نفسه. فهو كان صرّح، خلال الزيارة، قائلاً حرفياً ما معناه: "من أجل الله، لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة"، مُشيراً إلى الرئيس الروسي بوتين. وبدا في حينه كأنّ الرئيس الأميركي يدعو إلى تغيير النظام في روسيا. لقد أدرك متأخّراً أنه أخطأ، وأن على البيت الأبيض توضيح هذا الخطأ، وبالفعل، أصدر مساعدوه بياناً ينفي فيه البيت الأبيض فكرة دعوة الرئيس إلى تغيير النظام في روسيا. وهنا، يستدرك الكاتب قائلاً: "... وبدلا من الاعتراف بخطئه، أعرب لأصدقائه عن غضبه من الطريقة التي عومل بها كطفل صغير... كان مستاءً جداً من مساعديه، لأنهم خلقوا الانطباع بأنهم قاموا بتنظيف الفوضى التي ارتكبها".
يقول الكاتب إنه "بعد هذا الخطأ الشنيع، الذي ربما أكسب بايدن التقدير الذي يريده، أصبح ارتجاله هو العنوان الرئيس لسلوكه... وفجأة، لم تعد الصحافة تتغزل بانتصاراته الديبلوماسية، وصارت تصفه بأنه شخص يفتقر إلى ضبط النفس".
إلّا ان ذلك لم يجعله يتراجع وينطوي على نفسه، بل دفعه إلى الإمعان في استثمار مهاراته الخطابية في عالم يضمّ كثيراً من الساسة الآليين، الذين يتكلمون كما يُملى عليهم. وأثبت، بحسب الكاتب، أنه "شخص حقيقي يتكلم بما هو مؤمن به، وقادر على إثارة مشاعر تجمّع من العمال من ذوي الياقات الزرقاء عبر خطاب مباشر وتلقائي، يختتمه بالاختلاط بالحشد فيصافح ويربّت على الظهور، ويلتقط صوراً شخصية مثل نجم روك بشعر فضي".
بايدن.. العنصري
يُؤخَذ على بايدن أنه، في سبعينيات القرن الماضي، أظهر ميولاً عنصرية فاقعة، إذ إنحاز إلى رافضي الاختلاط في الولايات الجنوبية، مُعارضاً بشدة نقل الأطفال البيض والسود في حافلات مشتركة بدعوى الإسراع في الاندماج بين البيض والسود في المدارس العامة. واستخدم هذا الموقف مراراً ضده خلال حملته الانتخابية.
لكنه كان محظوطاً حين تم اختياره ليكون نائباً لأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، لكنه، بدافع ينضح بالنَّفَس العنصري، وصفه بـ "أول أميركي أفريقي طليق اللسان ولامع ونظيف ووسيم". وهذا مما أُخِذ عليه أيضاً. وعلى الرغم من ذلك فإنه يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين السود خلال حملة الانتخابات الرئاسية الحالية.
لكن الأشدّ إيلاماً له هو اتهامه بالاعتداءات الجنسية. فتقدمت ثماني سيداتٍ العام الماضي باتهامه بلمسهن بأساليب غير لائقة، وحتى بالمعانقة. وقامت القنوات الإخبارية الأميركية بنشر مقاطع عن طريقته الشخصية اللصيقة في تحية النساء في المناسبات العامة، والتي يبدو أنها تتضمن أحياناً شم الشعر.
كذلك اتهمته إحدى مساعداته السابقات - منذ 30 سنة - وتُدعى تارا ريد، بأنه أسند ظهرها إلى الحائط واعتدى عليها جنسياً عندما كانت تعمل في مكتبه. وفي آذار/مارس الماضي، ظهرت ريد من جديد رافعةً شعار "صدقوا الضحايا". لكن بايدن نفى هذا الاتهام، وأصدرت حملته بياناً قالت فيه: "لم يحدث هذا على الإطلاق". وما ساعده على نفي التهمة أن ريد قالت، في مقابلة تلفزيونية فيما بعد: "كان وكيله يقول أشياء مروعة عني، عبر وسائل التواصل الاجتماعي". ورداً على كل ذلك، تعهّد بايدن أن يكون "أكثر حرصاً" في تعاملاته مع الآخرين.
الحقيقة الثابتة تفيد بأن الرئيس يعاني عقدة اللمس والشم كلّما تعلّق الأمر بالنساء اللواتي يقتربن إليه، الأمر الذي يعود عليه بالمتاعب. وربما كان عادة او إدماناً.
لذلك، كتب صحافي في مجلة "نيويورك"، العام الماضي، أن "الكلام الذي يتحدث به بايدن، من دون أن يفكر ملياً فيما يقوله، والحركات التي يُقدم عليها بصورة لاإرادية، باتت الشغل الشاغل لفريق حملته بأكمله".
الخاتمة:
دخل بايدن معترك السياسة قبل ولادة كثيرين من الناخبين الحاليين، المفترض أن في أيديهم مستقبله في البيت الأبيض.
في طفولته، كان يعاني التلعثم في الكلام، لكنه ألقى ذلك خلفه وتقدّم خطوة واثقة في العمل السياسي، إلى أن دخل البيت الأبيض. وخلال العقود القليلة الماضية شارك في اتخاذ قرارات مهمة، وكانت له مواقف بشأن كل حدث رئيس، لينتهي رجلاً تلاحقه الكاميرا لالتقاط هفواته وتسجيل زلّات لسانه.
هذا ما هو ظاهر وبات موضوع تندّر، لكنه ليس كل شيء. فالرجل قدَري إلى حدّ بعيد، كما يقول كاتب سيرته، فـ"عندما يتحدث عن حياته، يستخدم كلمة القدَر باستمرار، كرجل متدين للغاية، ويُحمّل الكلمة معنى دينياً، ويكرر دائماً أنه لا يستطيع أن يقول إلى أين يتجه به القدر. لذلك، عندما أسمع ذلك أدرك عدم القرار في الجملة، حين يتحدث عن مستقبله". هو يكرّر كثيراً أن أسلافه كانوا يعملون في مناجم الفحم في شمالي شرقي ولاية بنسلفانيا، وأنه غاضب لأنهم لم يحصلوا على الفرص التي يستحقونها في الحياة. إلا أن أحداً من أسلافه لم يكن من عمال المناجم، والكلام للكاتب، فهو "سرق هذه المقولة، وعدداً من المقولات غيرها، من خطابات السياسي البريطاني العمالي نيل كينوك، الذي كان أقرباؤه عمال مناجم فعلاً. وهذه مجرد واحدة من بين عدد من المقولات، مما بات يُعرف باسم "قنابل جو"، لكنه في النهاية سياسي قريب من القلب وحقيقي بلا تمثيل ولا تصنّع، ولا شك في أن أزمة أفغانستان أثّرت في شخصيته"، بصورة كبيرة.
ويستذكر الكاتب موقف وزير الدفاع في إدارة الرئيس أوباما، روبرت غيتس، الذي وصف بايدن بقوله إن "من المستحيل ألا يحبّ المرء هذا الرجل، إلا أنه كان مخطئاً في كل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي الرئيسة تقريباً على مدار العقود الأربعة الماضية".
ويختتم كاتب سيرة حياته قائلاً: "لطالما كان جُو قلِقاً بشأن سنّه المتقدّمة، والتي كانت في دائرة الضوء. وبالتالي، لن أتفاجأ إذا أعلن انسحابه من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة... أود أن أقول إن ذلك سيكون ذلك مفاجأة بالنسبة إليّ. لكنها لن تكون مفاجأة تامّة".