عالم آثار فرنسي: تراث غزة مهدّد بالدمار
عالم الآثار الفرنسي رينيه إلتر يتابع عن كثب تدمير التراث التاريخي في غزة بسبب القصف الإسرائيلي، حيث تضرّرت ودمّرت عشرات المواقع التاريخية منذ عودته من القطاع إلى فرنسا قبل أشهر.
أكثر من 5000 عام من التاريخ مهدّد بالحرب بين "حماس" و"إسرائيل". إن قطاع غزة هو "متحف في الهواء الطلق"، إذا أردنا أن نصدّق رينيه إلتر، عالم الآثار من منظمة Première Urgence غير الحكومية. منذ بداية "الصراع"، تعرّض التراث الأثري والتاريخي لقطاع غزة للقصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وكان عالم الآثار الفرنسي يقوم بأعمال التنقيب والترميم مع فريقه الفلسطيني عندما اندلعت الحرب، قبل أن يتمكّن من مغادرة القطاع، لكن أعضاء فريقه الذي درّبه بقوا هناك، وهم من أبلغوه بالأضرار التي لحقت بالمواقع التاريخية.
"نعم، لقد تأثّر التراث، لأنّ لدينا صوراً تظهر كل يوم، ولدينا معلومات عن الأماكن الرئيسية التي ربما تكون قد دمّرت أو تأثّرت"، يوضح رينيه إلتر، ويستشهد على سبيل المثال بالمسجد العمري ومتحف الباشا الواقع في وسط مدينة غزة أو حمامات حمام السمرة العثمانية "التي دمّرت بالكامل. زملائي، عندما يكون لديهم القليل من الكهرباء، وشبكة إنترنت، يقومون بمسح الشبكات الاجتماعية ويرسلون لي المعلومات".
ويقول إلتر إن زملاءه "يتحمّلون الكثير من المخاطر. إنهم يخرجون ويرون الأماكن التي عملوا فيها، والأماكن التي يرتبطون بها بشدة، ويصوّرون مقاطع فيديو ويلتقطون صوراً، وهذا يسمح لنا بإبداء الملاحظات"، يتابع عالم الآثار.
ووفقاً لمنظّمة "اليونيسكو"، فقد تمّ تدمير أو تضرّر ما يقرب من 200 موقع تراثي في غزة منذ 7 أكتوبر. كما أدرجت الوكالة التابعة للأمم المتحدة موقع "دير سانت هيلاريون"، ضمن قائمة المباني المطلوب حمايتها.
ونظراً لصعوبة النزول على الأرض، تقوم الأقمار الاصطناعية برصد التراث الفلسطيني.
"منذ بداية شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، قمنا بإنشاء برنامج مراقبة عبر الأقمار الاصطناعية من وكالة "يونوسات"، على عدد معيّن من المواقع التي حدّدناها في غزة"، يوضح إلتر.
ويضيف: "هذه المواقع معرّضة لخطر الاختفاء إذا لم نعتنِ بها في الأشهر المقبلة، إن لم يكن لحمايتها، بينما ننتظر القيام بعمل أفضل، وهذا ما نبنيه كبرنامج. الفكرة هي حقاً الحفاظ على ما لا يزال من الممكن الحفاظ عليه وإنقاذه.
وحتى لا تفقد الخبرة والمعرفة المكتسبة، لا يزال أعضاء فريق العالم الفرنسي يتلقّون رواتبهم. "إنهم حريصون على العودة إلى العمل بمجرد أن تسمح الظروف بذلك"، يقول رينيه إلتر.