سعاد حسني: قصيدة الشعراء المستحيلة
بعد 21 عاماً على رحيلها، لا يزال الفراغ الذي تركته سعاد حسني شاغراً، ولا يزال سر رحيلها غامضاً.. من هم أشهر أفراد أسرتها الفنية؟ وما أبرز محطات حياتها؟
حكاية "سندريلا" من أشهر الحكايات الشعبية في العالم، وفيها أنَّ فتاةً فقيرةً اختارها الأمير عروساً له من بين كل فتيات المدينة. الجميع عرف القصة باعتبارها مجازاً عن شخص يحقّق نجاحاً بعد معاناة. وعلى الرغم من شهرتها كنصٍّ مترجمٍ إلى اللغة العربية، فإن جذور الحكاية تعود إلى مصر القديمة، وتحديداً إلى قصة "رودوبيس" التي تحكي عن فتاةٍ يونانيةٍ مستعبَدَة، تزوّجت من ملك مصر.
بعد مئات السنين من القصة التي سجلها الجغرافي اليوناني سترابو (توفي عام 24 ميلادياً)، ظهرت في مصر فتاة ذات أنف دقيق، وشعر أسود، وجسد رائع، كانت أيضاً بنت طبقة اجتماعية بسيطة، غير أن النسر الذي سرق صندل "رودوبيس" وألقاه فوق رأس الملك، لم يكن هذه المرة سوى الشاعر عبد الرحمن الخميسي، الذي التقف موهبتها، وألقى بها أمام أعين الجميع، فمنحوها لقب "سندريلا"، محبةً واقتداراً، وعرفوها باسم سعاد حسني.
ابنة عائلة فنية
وُلِدت سعاد محمد كامل حسني البابا، في 26 كانون الثاني/ يناير 1943، في حي باب اللوق في القاهرة، لأبٍ ترجع أصوله إلى الشام. والدها هو محمّد كمال حسني البابا الخطاط العربي الشهير، الذي انتقلَ من سوريا إلى القاهرة عام 1912، ليُعيَّن خطاطاً في المعهد الملكي للخط العربي، ووالدتها، المصرية جوهرة محمد حسن صَفّور، تنتمي إلى عائلةٍ من أصولٍ حِمصيةٍ.
نشأت الطفلة سعاد في ظروفٍ صعبةٍ، في أسرةٍ كبيرةِ العدد، إذ كان لها 16 أخاً وأختاً، وكان ترتيبها العاشر بينهم. لها شقيقتان فقط، هما: كوثر وصباح، و4 إخوة و4 أخوات من أبيها، و3 إخوة و3 أخوات من أمها. ونظراً إلى ظروفها هذه، لم تدخل سعاد مدارس نظامية، واقتصر تعليمها على البيت.
نشأت الطفلة سعاد في ظروفٍ صعبةٍ، ووسطَ أسرةٍ كبيرةِ العدد، إذ كان لها 16 أخاً وأختاً، ولم تدخل مدارس نظامية، بل اقتصر تعليمها على البيت.
لم تكن سعاد الوحيدة ذات الميول والمواهب الفنية بين إخوتها، فالمغنية نجاة الصغيرة هي أختها من أبيها. وكان جدّها حسني البابا مغنياً معروفاً في دمشق، فيما تنوّعت مواهب إخوتها بين الخط والغناء.
ظهرت موهبة سعاد باكراً، فكانت وقفتها الأولى أمام ميكروفون الإذاعة عبر برنامج "بابا شارو"، حيث غنّت نبوءتها الأولى:
أنا سعاد أخت القمر
بين العباد حسني اشتهر
عبد الرحمن الخميسي يكتشف "النجمة"
كان الشاعر عبد الرحمن الخميسي مدعوّاً إلى منزل والدة سعاد حسني وزوجها (بعد طلاقها من والد سعاد)، فتلمّس حضورها الطاغي، المختبئ داخل فتاةٍ نحيفةٍ خجولة. حينذاك، لم يغمض عينيه عن النور الذي سطع أمامه، فهو صاحب الرؤية الثاقبة، التي قدمت إلى السينما الكثير والكثيرين. قال حينذاك متحمّساً: " البنت دي نجمة".
لم يكتفِ الخميسي بالقول، بل مد يديه وحملها كمن يحمل قمراً في ليلة ليلاء. أشركها في مسرحية "هاملت" لشكسبير، لتؤدّي دور "أوفيليا"، لكنها أخفقت، بعد 6 أشهر من المذاكرة والتدريب، ذلك لأنها كلما أرادت حفظ دورها تلعثمت، ولم تستطع قراءة أشعار شكسبير. لكنَّ الخميسي أخذ على عاتقه مهمة تدريبها، وأعطاها دروساً في النطق والتعبير والأداء، حتى رشّحها لبطولة فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، الفيلم الذي كتب له السيناريو وأخرجه هنري بركات.
أخذ الشاعر عبد الرحمن الخميسي على عاتقه مهمة تدريبها، وأعطاها دروساً في النطق والتعبير والأداء، حتى رشّحها لبطولة فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959.
كان "حسن ونعيمة" الشرارة التي أضاءت نورها، كأن سعاد التي قال عنها الخميسي في مذكراته: "كلما نظرت إلى عنقها تذكرت نفرتيتي"، لم تألف أشعار شكسبير، لأنها كانت تبحث عن قصةٍ شعبيةٍ تطابق مصريتها الخالصة، التي جعلتها أسرع النجمات وصولاً إلى القمة، فبدايتها في البطولة كانت أمام محرّم فؤاد، في الوقت الذي كانت السماء محتشدةً بالنجمات مثيلات: هند رستم وصباح وشادية وهدى سلطان وغيرهن، فيما النجاح الذي حققته، بأدائها المرهف، جعلها تزيح النجوم جميعاً.
انطلاقة زخمة أزكتها التغيرات في مصر
بعد النجاح الذي حققته، انطلقت سعاد حسني في العمل بنهمٍ. يُرجع الناقد علي أبو شادي، في مقالٍ له نُشر في "مجلة الفنون" عام 2001، السبب في ذلك، إلى أنها وجدت في العمل " ملاذها ومجالاً لتحقيق ذاتها، وراحت تنتقل من فيلمٍ إلى آخر، ومن مخرجٍ إلى آخر، في أعمالٍ برع في توليفها تجّار السينما المصرية، وفي نمطٍ متكررٍ... أعمالٌ تتراوح بين التفاهة وتواضع المستوى".
ويشير أبو شادي إلى أنَّ قائمة أفلام سعاد في تلك الفترة، احتشدت بأسماء أفلام من نوع "ه 3"، "حواء والقرد"، "شباب مجنون جداً"، "العُزّاب الثلاثة"، "شقة الطلبة"، وغيرها من الأعمال التي استثمرت موهبتها فيها، حتى كادت تحترق. وإن لم تخلُ القائمة من بعض الأعمال التي لفتت الأنظار إلى طاقاتِ هذه الساحرة الصغيرة وإمكاناتِها، مثل"القاهرة 30"، "الزوجة الثانية"، "ليلة الزفاف"، "نادية"، و"بئر الحرمان".
حقّقت سعاد حسني مع كل فيلم لها نجاحاً جماهيرياً، فتمدّدت شعبيتها، واحتلت مناطق أوسع في قلوب الجماهير. كان للمصادفة دور في ذلك، فقد واكب ظهورها (أواخر الخمسينيات) حراك سياسي واجتماعي، كان يُفترض أن تكون الطبقة المتوسطة في طليعته.
حققت سعاد حسني مع كل فيلم لها نجاحاً جماهيرياً، فتمددت شعبيتها، واحتلت مناطق أوسع في قلوب الجماهير.
وتؤكّد الكاتبة داليا سعيد مصطفى، في مقالٍ نُشر في مجلة "نزوى"، في شهر تموز/يوليو عام 2005، أن تلك التحولات انعكست على السينما في نواحٍ شتى: الموضوعات التي تناقشها، نوعية الأدوار، صورة المرأة والرجل في هذا المجتمع الحديث. باختصار، كانت السينما المصرية تبحث عن وجوهٍ جديدةٍ تلائم ذلك التوجّه الاجتماعي الجديد.
لم تكن المصادفة وحدها ما جعل الطبقة المتوسطة تتعلق بسعاد حسني، بل ملامحها أيضاً، وجمالها الأخّاذ، وجه وجسد جميلان، بل ساحران، بالمعايير المتعارف عليها، لكنّه جمال يقول فيه الناقد الفني محمود الكردوسي، في مقالٍ بعنوان "بنت موت"، إنه: "جمال عادي، أي قريب ومألوف إلى جمهورٍ تنتمي غالبيته إلى هذه الطبقة. جمالُ بنتٍ مصريةٍ عاديةٍ، جمالٌ واقعيٌّ فيه ما يكفي لجرّك إلى جمالٍ كامنٍ يُثير الفضول، فتظلّ مشدوداً إليه".
صلاح جاهين: العين التي تختار
في السبعينيات، تناولت أفلامها، عموماً، موضوعات الأوهام والهزائم التي تعلّقت بالحقبة الناصرية، وكذلك الانكسارات والمشكلات التي تعرّضت لها المرأة في فترة التحديات والتناقضات تلك. وتقول داليا سعيد مصطفى، "نلاحظ في هذه الفترة أنّها لم تعد تقدّم أفلاماً كثيرةً في السنة نفسها، كما كانت الحال في الستينيات، إذ يبدو أنّها أصبحت تركّز أكثر في الاختيار".
في تلك الفترة، ثمة شاعرٌ آخر ظهر في حياة سعاد حسني، هو صلاح جاهين، وقد جمعتهما المصادفة في موسكو عام 1972، حين كان يخضع للعلاج، فيما كانت تصوّر فيلم "الناس والنيل". منذ ذلك الحين، أحاطها جاهين بحنانه الأبوي، وملأ الفراغ الذي تركه عبد الرحمن الخميسي.
ارتبطت سعاد بالشاعر صلاح جاهين ارتباطاً وثيقاً، لكن هذا الارتباط لم يتجاوز كونه علاقة معلم بتلميذته، فقد كان جاهين يساعدها في اختيار الأفلام التي ستمثل فيها.
أصبح جاهين العين، التي تختار لها الأفلام من بين المعروض عليها، إلى جانب أنّه قدّم معها فيلم "خلي بالك من زوزو"، فحقّقا نجاحاً جماهيرياً غير مسبوق، جعلها تتربّع على عرش النجومية. وكان ثاني تعاونٍ بينهما في فيلم "شفيقة ومتولي"، الذي أتاح لها واحداً من أجمل أدوارها، من خلال رجوعه إلى الحكاية الشعبية، ومزجه بين الواقع والأسطورة، وربط الحاضر بالماضي.
وقد ارتبطت سعاد بصلاح جاهين ارتباطاً وثيقاً، لكنه لم يتجاوز كونه علاقة معلم بتلميذته، وتقول عنه: "من حسن حظي أنني عرفت صلاح جاهين، واقتربت منه، وتعلّمت دروساً سرت في شراييني لا يمكن أن أحددها في كلمات".
صلاح عبد الصبور: أحلام الفارس القديم
لم يحب سعاد حسني العامة فقط، بل الشعراء كذلك، فقد بقيت قصيدتهم المشتهاة، وحبيبتهم المستحيلة. فبعيداً عن علاقاتها الأبوية بالشاعرين الخميسي وجاهين، ارتبطت بعلاقةٍ عاطفيةٍ مع شاعرٍ ثالثٍ، هو صلاح عبد الصبور، الذي يعدّ واحداً من أعلام الشعر العربي.
يحكي الكاتب الصحفي محمد يوسف، في مقالٍ نشر في "مجلة الفنون" عام 2001، أنَّ صلاح عبد الصبور اعترف له، عامة 1969، بأنَّه أحبَّ سعاد حبّاً جمّاً، وبأنّها بادلته مشاعره.
وأضاف يوسف أنَّ عبد الصبور تكلّم عن سعاد برقَّةٍ وعذوبة، مؤكداً أنه "كان الذي أرشدها إلى معنى الفن وقيمة الفنان، وكيف تتذوق الشعر وتبحث عن مناهل الثقافة". أما عن سبب عدم زواجهما، فأوضح عبد الصبور السبب بالقول: "إنني جبُنت. لم أستطع أن أكون آرثر ميلر مارلين مونرو".
أرشد الشاعر صلاح عبد الصبور سعاد حسني إلى معنى الفن وقيمة الفنان، وعلّمها كيف تتذوق الشعر وتبحث عن مناهل الثقافة.
وفي مقالٍ عنوانه "السندريلا التي تحوّلت إلى حالةٍ شعرية"، راح الشاعر حلمي سالم يخمّن أي القصائد يمكن أن يكون صلاح عبد الصبور قد كتبها لسعاد حسني، فلم يستبعد أن تكون قصيدة "أحلام الفارس القديم" واحدةً منها، متخيلاً صورتها وهو يقول:
صافيةً أراك يا حبيبتي
كأنما كبرت خارج الزمن
وحينما التقينا يا حبيبتي
أيقنتُ أننا مفترقان
أحبَّ صلاح عبد الصبور سعاد حسني، لكنَّها لم تحبّه كما ادّعى. كان بالنسبة إليها "صحبةً رائعةً، وقلباً أبيض، ومعلماً جميلاً". ربما أعجبها أن تكون ملهمته أيضاً، كما جاء في كتاب "سندريلا تتحدّث" لمنير مطاوع، الذي تقول فيه سعاد: "أما الحب فكان خيالاً، خيال شعراء، لا أكثر ولا أقل، مع أنّي كنتُ مستمتعةً وقتئذ بدوري كملهمة".
أحبها كثيرون، لكن يبقى السؤال: مَن الذي أحبته سعاد؟
ربما كان الفنان عبد الحليم حافظ هو الوحيد الذي عُرف كحبيبٍ لــ"السندريلا"، وقد أثير حولهما كثيرٌ من الشائعات، أو الأصح، كثير من قصص لم يجزم أحدٌ بحقيقتها، حتى إنَّ رواية زواجهما عُرفياً ظلت تتأرجح ما بين الحقيقة والشائعة، ينكرها البعض ويؤكدها آخرون، أشهرهم الإعلامي مفيد فوزي، الذي قال في إحدى الندوات إنه "يحتفظ بمستنداتٍ وشريط كاسيت مهم لهذه الواقعة، لكنه لا يريد استغلال مثل هذه القضايا الشخصية".
على أي حال، اعترفت أسرتها بزواجها من عبد الحليم حافظ، وأضافته إلى قائمة أزواجها، عبر موقع الإنترنت، الذي أنشأته أختها غير الشقيقة جانجاه عبد المنعم. يمكننا القول إنها تزوجت 5 مرات، الأول عرفياً من العندليب، الذي دام قرابة 6 أعوام، إذ افترقا عام 1965، لتتزوج بعد عام من المخرج صلاح كريم مدة عامين تقريباً، وتطلّقا سنة 1968. اقترنت بعلي بدرخان، ابن المخرج أحمد بدرخان، عام 1970، واستمر زواجهما 11 عاماً، إلى أن افترقا سنة 1981. وفي السنة نفسها، تزوّجت زكي فطين عبد الوهاب، وكان حينذاك طالباً في السنة النهائية بقسم الإخراج في معهد السينما، إلا أنّهما انفصلا بعد أشهرٍ فقط. أما آخر زواج لها فكان عام 1987 من كاتب السيناريو ماهر عوّاد، وبقيت مرتبطةً به حتى وفاتها.
الثمانينيات وبداية الانهيار
في الثمانينيات، أصبحت سعاد مُقلّةً في أعمالها، فبين عامي 1981 و1991، قدّمت 11 فيلماً فقط. تقول الصحافية داليا سعيد مصطفى عن تلك الفترة، إنّها كانت فترةً دالةً على المؤشّر الآخذ بالهبوط في حياتها الفنية، مضيفةً: "ومع أنها قدّمت اثنين من أقوى أعمالها، هما: "أهل القمة" و"موعد على العشاء"، ينتابنا إحساسٌ من خلال أفلامها الأخيرة بأن فنانتنا قد أصابها إحباطٌ من نوع ما، أو ربما نوعٌ من فقدان الرغبة في تقديم أعمالٍ مهمة".
لم تشهد الثمانينيات بداية انهيارها الفني وحسب، بل أزمتها الصحية أيضاً، وتحديداً خلال تصوير مسلسل "هو وهي"، إذ ظهرت عليها أعراض الإصابة بتآكلٍ في فقرات الظهر، وازدادت الآلام في أثناء تصويرها فيلم "الدرجة الثالثة" عام 1987، إلى أن تفاقمت الأوضاع بسبب مشاركتها في فيلمها الأخير "الراعي والنساء"، على الرغم من الأوجاع التي تعتريها، ما أجبرها عام 1992 على السفر إلى فرنسا، حيث خضعت لعمليةٍ جراحيةٍ في عمودها الفقري.
سرعان ما عادت إليها الآلام بعد عودتها من فرنسا، ثم أصيبت بشللٍ في الوجه نتج عن التهابٍ فيروسي في العصب السابع، ما جعلها تخضع للعلاج بالكورتيزون، الذي سبَّب لها زيادةً كبيرةً في الوزن، وهو ما أثّر في حالتها النفسية. لكن، ما فاقم وضعها الصحي بصورة كبيرة هو وفاة والدتها، إذ قطعت في إثرها العلاج بالكورتيزون فجأةً، ومن دون تمهيد، لتُصاب بعد ذلك بنكسةٍ أجبرتها على السفر إلى لندن للعلاج على حسابها الخاص.
لم تشهد الثمانينيات بداية الانهيار الفني لسعاد حسني فقط، بل أزمتها الصحية أيضاً، وتحديداً خلال تصوير مسلسل "هو وهي".
صدر قرار الحكومة المصرية بعلاجها على نفقة الدولة متأخراً، بعد 7 سنواتٍ كاملة من العلاج على نفقتها الخاصة، ولكنه سرعان ما قُطع. وعندما سُئلت عن هذا التأخر، وعن محاولة الدولة استخدام اسمها لتحسين صورتها والدعاية لنفسها، قالت: "حتى لو افترضنا ده فعلاً، ليه ما نكونش إحنا صادقين في نيتنا، ونقول لهم شكراً، وأهو خير جاي متأخر، أحسن من اللي ما جاش خالص".
عاشت سعاد حسني في لندن، وهي تأمل العودة إلى القاهرة سريعاً، حتى أتمّت رحلتها العلاجية وقرّرت العودة، ليُفاجَأ الجميع بموتها في 21 من حزيران/يونيو عام 2001، إثر سقوطها من شرفة شقة في الدور السادس من مبنى ستيوارت تاور في لندن.
أثار موتها جدلاً كبيراً،ما بين أن يكون انتحاراً، كما أكد عددٌ من أصدقائها الذين ردّوا أسبابه إلى حالتها النفسية، وأن يكون اغتيالاً.
وعلى الرغم من التحقيقات التي أجريت وقتذاك، سواء من وسائل الإعلام أو من الشرطة البريطانية، لم تعرف الحقيقة. وبقي مشهد جثتها المضرجة بالدماء ثابتاً في ذاكرة محبّيها، وسؤالاً من دون جواب، مع صوت شاعرها الأقرب صلاح جاهين:
على رجلي دم نظرت له ما احتملت
على إيدي دم سألت ليه؟ لم وصلت
على كتفي دم وحتى على راسي دم
أنا كُلي دم... قتلت؟ ولا انقتلت؟