رحيل "وسيم الشاشتين" سمير شمص
بصورة مفاجئة أُعلن عن وفاة النجم المخضرم سمير شمص بعد أيام قليلة على نقله إلى مستشفى أوتيل ديو نتيجة توعك في صحته، لتنطوي معه صفحة مشرقة من الأعمال التي حضر فيها مع السيدة فيروز، صباح، فاتن حمامة، وسميرة أحمد، وكان ماهراً في تقمص الشخصيات.
عرف الفنان الراحل سمير شمص بعلاقاته الودية الواسعة في الوسط الفني، فقد تميز بوجهه البشوش وكياسته وتواصله الحميم مع الزملاء والعاملين في المهنة، وهو يعترف بأنه لطالما كان ميالاً إلى مهنة الكتابة التي مارسها في الصحافة ثم في سيناريوهات للشاشتين، أو نصوص معدة لبرامج في التلفزيون أو الإذاعة ولم يكتف بهذا القدر مع الميكروفون بل أشرف على العديد من دورات التدريب على الأداء استناداً إلى خامة صوته المميزة ولغته العربية السليمة والمتمكنة من القواعد المعروفة.
أبو ربيع – له أيضاً ريما من زوجته الممثلة سهام أبو العز – كان متقد العاطفة حين ذكر أحد ولديه، وإعتبر دائماً أن الثروة الوحيدة التي رزقه الله بها هي عائلته أهم حضن. التمثيل أخذه ردحاً من الزمن من الكتابة، فقد شكلت وسامته والكاريزما التي ميزته عنصرين طاغيين في العروض التي إنهالت عليه في المسرح أولاً ثم في السينما حيث حظي بفرصتين مع فيلمي الأخوين رحباني والسيدة فيروز: سفر برلك، وبنت الحارس، وشارك أيضاً في 25 فيلماً بينها: العسل المر، الشريدان، شارع الضباب، وبينها في مصر: 3 نساء، والباحثات عن الحرية – بإدارة إيناس الدغيدي –
وأتيحت له فرصة ذهبية في مصر حين استدعاه المنتج المصري الأشهر رمسيس نجيب للتعاقد معه على سلسلة أفلام والإقامة في القاهرة على أنه اكتشاف نجومي ثمين، لكن الفرصة تبخرت فجأة مع إعلان خبر وفاة المنتج نجيب، فترك القاهرة ولم يعد يفكر في الإنطلاق منها، معتبراً أن القدر يريده حيث هو في بيروت، التي صال وجال فيها بدءاً من العام 1965 لامعاً في العديد من المسلسلات بينها: رجل من الماضي، العنب المر، وطلبته القاهرة في عملين ضخمين: أول مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة – وجه القمر، وثانٍ مع الفنانة المخضرمة سميرة أحمد في حلقات: إمرأة من زمن الحب.
وفي الوقت الذي ضاقت فيه فرص التصوير للشاشتين بفعل ظروف عديدة، منح الراحل صوته الرخيم وأحاسيسه الفياضة لفن الدبلجة، يوم سادت عمليات دبلجة المسلسلات المكسيكية إلى العربية على نطاق واسع فشارك في عشرات الأعمال التي شكلت مصدر دخل ثابت له مع قلة إنتاجات المسلسلات المصورة، لكنها بالمقابل جعلت معظم الفنانين يوظفون مهاراتهم في التجسيد من خلال الدبلجة فكانت خبرة إضافية لعموم الممثلين جعلتهم أقدر في التعاطي مع الشخصيات التي يجسدونها.
أول من نعى الراحل نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون نعمة بدوي الذي اعتبره إضافة نوعية لكل عمل شارك فيه، منذ كان أول من وقع عقداً مع المسرح الوطني، مع المخرج نزار ميقاتي، والفنان شوشو – حسن علاء الدين – وقبل 18 عاماً فاض حنينه إلى الكتابة فأصدر رواية من نوع الخيال العلمي بعنوان: عند حافة الكون، وكانت بحوزته عدة مسوّدات لكتابات أخرى كان ينوي نشرها وهو يتحين الوقت الأنسب لإطلاقها، لكن القدر لم يمهل البعلبكي الجنتلمان فمات في المستشفى عن 82 عاماً.