توفي الناقد الأدبي المصري صلاح فضل، صباح اليوم السبت، عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد صراع مع المرض.

وشغل فضل عدة مناصب علمية وأكاديمية خلال حياته، أبرزها ترؤسه لمجمع اللغة العربية في القاهرة، الذي انتُخب عضواً فيه في العام 2003. 

ونعى المجمع فضل في بيانٍ، قائلاً إنّه "يمتلك مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز؛ فهو ناقد أدبي بصير بفنون الأدب العربي والأدب المقارن ونظرية الأدب ومناهج النقد الحديث، بالإضافة إلى كونه مترجماً".

كما نعته وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني، التي قالت إنّ "مصر والأمة العربية فقدت علماً من أعلام الأدب والنقد، أثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات والترجمات، وترك ميراثاً علمياً خالداً".

وُلد صلاح فضل في العام 1938، وحصل على إجازة من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة سنة 1962. ثم حصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية في إسبانيا، في العام 1972.

عمل فضل خلال فترة دراسته في إسبانيا مدرساً للأدب العربي والترجمة، في كلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد، منذ العام 1968 حتى العام 1972. وتعاقد، خلال الفترة نفسها، مع "المجلس الأعلى للبحث العلمي" في إسبانيا، بهدف الإسهام في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره.

بعد عودته، عمل فضل أستاذاً للأدب والنقد في جامعة الأزهر. كما عمل أستاذاً زائراً في كلية المكسيك للدراسات العليا، بين عامَي 1974 و1977، وأنشأ خلال وجوده بالمكسيك، قسم اللغة العربية وآدابها في "جامعة المكسيك المستقلة"، وذلك في العام 1975.

منذ العام 1979 وحتى وفاته، عمل المفكر والناقد الراحل أستاذاً للنقد الأدبي والأدب المقارن في كلية الآداب في جامعة عين شمس. وكان له نشاط أكاديمي وثقافي واسع في مصر وخارجها، وأسهم في إقامة عدد من المؤتمرات العلمية والنقدية، وشارك في معظم الملتقيات العلمية العربية.

أشرف صلاح فضل على موسوعة أعلام مصر في القرنين الـ19والـ20 التي تصدرها مكتبة الإسكندرية، والتي أنجزت حتى الآن مواد تغطي 6 آلاف عام من تاريخ مصر، جرى وضعها على موقع المكتبة.

امتلك الراحل مؤلفات عديدة أثرت المكتبة العربية، في الأدب والنقد الأدبي والأدب المقارن، وزوّدت الباحثين برؤى جديدة في الشعر والمسرح والرواية؛ منها "منهج الواقعية في الإبداع الأدبي"، "نظرية البنائية في النقد الأدبي"، "تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي"، و"علم الأسلوب.. مبادئه وإجراءاته".

حصل فضل على جوائز عديدة خلال مسيرته الطويلة، كان آخرها جائزة "النيل"، وذلك في العام 2018.