دبلوماسي أميركي: استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط وهمية وملفّقة

يؤكد المؤلف أن "الانتصار"الأميركي في حرب الخليج وإطلاق عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية لم يكونا أكثر من "أوهام مزدوجة".

  • كتاب: الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط
    كتاب "الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط"

تبرز قيمة كتاب "الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط" من أهمية صاحبه، وهو سياسي أميركي شارك بشكل مباشر في رسم العديد من السياسات والاستراتيجيات التي وضعتها واشنطن لمنطقة الشرق الأوسط، وعملت على تنفيذها على امتداد العقود الأربعة الأخيرة، بداية من الثورة الإيرانية في العام 1979، حتى عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في الكيان في كانون الثاني/يناير 2022.

يأتي الكتاب ليروي قصة ثماني إدارات رئاسية أميركية متعاقبة، وسلوكيّاتها السياسية تجاه منطقة الشرق الأوسط، مما أعطى السرد وضوحاً زمنياً، حتى لو كان يحجب الاتجاهات التاريخية الأوسع.

خسارة أميركا نفوذها

ينقل الكاتب خبرته كشاهد ومؤرّخ ومشارك في صنع سياسات بلاده، وهو أنتج العديد من الكتب والأبحاث عن الشرق الأوسط، إلا أنه من خلال تجربته كسياسي ومفكّر لا يجد سبباً وجيهاً للإشادة بالسياسات الرسمية الأميركية التي ساعد في تشكيلها، بل ويسخر منها ومن صُنّاعها الذين كان من بينهم "بعض المستعربين الأكثر خبرة في وزارة الخارجية". ويستنتج أنه "في بعض الأحيان لا يكون صنّاع السياسات الأكثر فعالية هم أولئك الذين لديهم أفضل السير الذاتية الأكاديمية أو الخبرات الإقليمية، بل أولئك الذين يتمتعون بميزان وحكم جيدين".

يُظهر "سايمون" باعاً طويلاً في ربط الأحداث، ليس فقط داخل الإدارات التي شارك فيها، بل أيضاً في الإدارات الأخرى التي ساهمت بوضع القرارات بشأن الشرق الأوسط. فيرى أن "غزو العراق مثلاً جاء نتيجة تراكمية لغطرسة الإدارات الأميركية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة"، الأمر الذي سمح وسهّل برأيه تمهيد الطريق لغزو ذلك البلد، وأدّى "من غير قصد إلى استبقاء عشرات الآلاف من القوات الأميركية في المنطقة حتى اليوم".

وبمرارة غير مسبوقة من سياسي أميركي ــ سابق ــ يهاجم "سايمون"  بيروقراطية صنّاع السياسة الأميركية، ويخصّ من يسمّيهم بـ "هؤلاء النافذين الذين أشرفوا على ملف "عملية السلام" على مدار عقود طويلة، فيرى أنهم "ركّزوا على العملية (اللوجيستية البيروقراطية) أكثر بكثير من تركيزهم على تحقيق السلام، ويُعرب عن اعتقاده أنه "خلال العقود الأربعة الأخيرة، نتج عن سياسات بلاده ـــ التي تحدّثت عن ضرورة تأمين الاستقرار، وادّعت تعزيز الديمقراطية ومحاربة الإرهاب ـــ تعزيز الاستبداد وتفاقم البؤس الاقتصادي وانتشار أعمال العنف". 

كذلك فهو يجادل بأنه "لم يكن ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون سريعة في التخلّي عن الدكتاتور الليبي معمر القذافي، الذي كان حليفاً مفيداً في مجال مكافحة الإرهاب"، ويرى أن واشنطن رضخت سريعاً للمناشدات البريطانية والفرنسية للتدخّل في ليبيا، وهو ما ألزم ذلك البلد بالعيش في غمار الفوضى حتى اليوم، في حين يعتبر أنه "لا ينبغي أن يكون هدف سياسة الولايات المتحدة (إصلاح) أي منطقة، ناهيك عن منطقة معقّدة مثل الشرق الأوسط، إذ إنها لا هي، ولا غيرها، تمتلك القدرة على القيام بذلك".

وفي استنتاج مبكر يرى أن "واشنطن تخسر نفوذها بسرعة في الشرق الأوسط. ويستشهد على ذلك بنجاح الصين مؤخّراً في التوسّط لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران".

خطايا الإدارات

يقسّم "سايمون" كتابه الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط إلى 8 فصول تغطي 8 إدارات رئاسية أميركية متعاقبة. 

يبتدئ مؤلّفه من مفاوضات الرئيس جيمي كارتر على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 بين مصر و"إسرائيل"، فيقول: "كان تدخّل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط حتى تلك اللحظة متواضعاً نسبياً، إذ ابتعد الرؤساء دوايت أيزنهاور وجون كينيدي وليندون جونسون وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد عن المنطقة، وهو الأمر الذي تغيّر بالكامل عقب حرب أكتوبر... ثمّ ومع اندلاع الثورة الإيرانية، تغيّرت رؤية واشنطن بشكل جذري لعلاقتها بالمنطقة، ما عاد بأسوأ العواقب". 

يصف جهود كارتر تجاه إيران بالتعيسة، مستذكراً العملية الكارثية لإنقاذ الرهائن الأميركيين في طهران، والتي أسهمت في فوز رونالد ريغان في السباق الرئاسي عام 1980. ومنذ ذلك اليوم تضخّم الدور الأميركي في المنطقة بشكل كبير، فشهد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وفضيحة إيران كونترا.

ويشير إلى أن "الجهود الدبلوماسية الأميركية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني تعثّرت، فضلاً عن متابعة واشنطن ـــ بلا حول ولا قوة ـــ وصول الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل إلى السلطة، مما هدّد ديمقراطيتها، وأجّج موجة جديدة من العنف، وعرّض للخطر الاتفاقيات الإبراهيمية المدعومة من واشنطن، التي رأى أنها كانت بسيطة، غير مصقولة وذات أغراض تجارية".

والحقيقة أننا كمتابعين منذ مدة طويلة نلاحظ دلائل واضحة على انسحاب القوة العظمى من منطقتنا التعيسة في الآونة الأخيرة وحتى اندلاع "طوفان الأقصى"، وتضاؤل اهتمامها بها مقارنة بأخطار من قبيل المنافسة مع الصين أو الغزو الروسي لأوكرانيا. 

ويتابع "سايمون" مستنتجاً: "اليوم، على الرغم من التحديات بعيدة المدى التي تواجهها المنطقة ـــ بما في ذلك ويلات الحرب الأهلية في ليبيا وسوريا واليمن والسودان، والاضمحلال الاقتصادي في مصر ولبنان وتونس، والتهديدات المتزايدة لتغيّر المناخ وعودة الاستبداد ـــ فإنه لم يتبقَّ سوى القليل جداً من أجندة واشنطن المتفائلة في المنطقة".

العقائد الخاطئة

إذ يهمل الكاتب عهد بوش الأب ولا يُعطيه أهمية، فهو في استعراضه لعهد بوش الابن يصف الرجل بداية بأنه "كان ضيّق الأفق بشكل مُريع، وغير مبالٍ، ومندفعاً... مع نهج فظّ لمعالجة معضلات السياسة الخارجية الأميركية". 

 وبكلام مباشر يرى أن "بوش الابن سقط فريسة في يد المحافظين الجدد الذين دفعوه لشن حربين، وإلى غزو أفغانستان والعراق، على الرغم من استنتاج مسؤولي الاستخبارات بأنه لم يكن للعراق صلات ذات مغزى بالجماعات الإرهابية، ولا يمتلك أسلحة دمار شامل". ثم يؤكّد أن بلاده "خسرت الحروب في العراق وأفغانستان وقتلت، أو تسبّبت في قتل مئات الآلاف من الناس، على غير طائل".

وبخصوص أحداث 11 أيلول/سبتمبر يقول الكاتب إنه "بقدر ما كانت الهجمات على البرجين مدهشة، فإن فشل البيت الأبيض في رؤيتها مُسبقاً صدمه شخصياً ربما أكثر مما صدم الرئيس نفسه، وبدا له لاحقاً أنه من غير المعقول أن إدارة بوش يمكن أن تكون غير مكترثة بالتحذير الاستخباراتي الذي وردها من هجوم وشيك".

ويتابع: "بعد ذلك قام فريق بوش بتحريف طبيعة التهديد الجهادي، مستخدماً الحدث ذاته لتبرير مسعاه للانتقام والذي أشرف عليه مسؤولون من المحافظين الجدد والصقور، ممن تمت إعادة تدويرهم منذ عهد ريغان وإدارات بوش الأب"... "وبدلاً من زعيم القاعدة أسامة بن لادن، سرعان ما أصبح الهدف الرئيسي ببساطة.... صدام حسين. وذلك على الرغم من استنتاج مسؤولي مكافحة الإرهاب بأن الدكتاتور العراقي ليس له صلات ذات مغزى مع الجماعة الإرهابية المسؤولة. وكانت النتيجة غزو العراق واحتلاله، حيث تمّ احتضان جماعة إرهابية معادية للولايات المتحدة بشكل أكثر جذرية. وهي تنظيم الدولة الإسلامية، والذي عُرفت لاحقاً باسم "داعش".

ويستخلص قائلاً: "... لذا فالانتصار في حرب الخليج وإطلاق عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية لم يكونا أكثر من "أوهام مزدوجة" تركها بوش لخليفته الرئيس بيل كلينتون".

بالنسبة لعهد الرئيس كلينتون يرى "سايمون" أنه تعثّر بسبب مُستشاريه الذين كانوا تعثّروا هم أيضاً في الشرق الأوسط "بسبب الانجذاب إلى العقائد الخاطئة". 

وفي استعراضه لسلسلة الهزائم التي مُنيت بها السياسة الأميركية في المنطقة في عهد كلينتون، يقول إنه "على الرغم من التوصّل لاتفاقيات أوسلو في عهده، وحدوث اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنه لم يتمّ إحراز أيّ تقدّم حقيقي في بناء دولة فلسطينية"... "كذلك فإن جهوده لتأمين اتفاق سلام حقيقي في فترة ولايته الثانية، باءت جميعها بالفشل. ثم أدت هجمات أيلول/سبتمبر التي شنّها تنظيم القاعدة، لتحقيق نوع سيّئ من العسكرة السياسية التي أشعلت المنطقة لقاء لا شيء".

عن مرحلة أوباما يقول "سايمون" في كتابه "الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط" إن إدارته "جاءت إلى السلطة راغبة في الانسحاب من مستنقعات المنطقة فقط، لكنها وجدت أمامها تلك الانتفاضات الشعبية غير المتوقّعة في بعض البلدان العربية، والتي تابعتها واشنطن بالتردّد والمراوغة، لكنها وجدت نفسها منجرّة مرة أخرى إلى مواصلة سلسلة الفشل". ويستنتج أن "الإنجاز الاستراتيجي المهم الوحيد لأوباما، كان الاتفاق النووي في العام 2015 مع إيران، والذي ألغاه الرئيس دونالد ترامب لاحقاً حيث شرعت إدارته في قيادة حملة ضغط انتقامية ـــ إنما غير فعّالة ضد إيران".

الكتابة في الهواء

يقول "سايمون" إنه "في عهد ترامب تخلّت الإدارة الأميركية عن التظاهر بدعم عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية المستمرة منذ عقود، واختارت بدلاً من ذلك نقل سفارتها إلى القدس وهندسة "الاتفاقيات الإبراهيمية". وكانت "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، احتضانها أنظمة استبدادية كانت تعتمد عليها لفترة طويلة. ثم اختيارها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، في حين اهتم الرئيس بمنح حقيبة الشرق الأوسط لصهره جاريد كوشنر، الذي سعى وراء "رأسمالية المحسوبية... وهذا كلّه كان جهداً في الاتجاه المعاكس أدّى إلى تسريع تأكّل النفوذ الأميركي، وتفاقم الطبيعة الفوضوية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

ومع وصول الرئيس الحالي جو بايدن إلى منصبه في العام 2021، تراجع الاهتمام الأميركي بالمنطقة، ولم تعد دولها تهتم كثيراً بالولايات المتحدة. ويصف "سايمون" الحالة بـ "أنها كانت قصة سوء فهم جسيم وأخطاء مروّعة...، على الرغم من جهود الرئيس (المتذبذبة) في سبيل إبرام اتفاق كبير لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، يتضمّن أيضاً تحالفاً أمنياً بين الرياض وواشنطن، ربما يكون في مستوى تحالف دول الناتو. وهذا كلّه كان بمثابة الكتابة في الهواء".

يتحدّث "سايمون" عمّا يسمّيه "الوهم الكبير" والدوافع والاستراتيجيات وأوجه القصور في كل إدارة رئاسية أميركية، ابتداء من الرئيس جيمي كارتر وصولاً للرئيس الحالي جو بايدن، ويكشف، عبر شبكة من الأحداث التي عايشها وشارك في رسم العديد من معالمها، كيف تُدار عملية صنع سياسة الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية من خلال "عملية سياسية غالباً ما تحكمها الأمنيات والحسابات والسياسة الحزبية".

سوء فهم جسيم

في ملاحظة لافتة يرى أن "تضاؤل النفوذ الأميركي جاء تدريجياً مع تولّي الرئيس جو بايدن منصبه، فأكملت الولايات المتحدة انسحابها غير الموفّق من أفغانستان، الدولة التي أمضت واشنطن 20 عاماً في محاولة فاشلة لبناء دولة ونظام جديدين فيها".

ويُجمل الكاتب رأيه بالقول إن "كلّ ما في الأمر هو صنفٌ غريب من الاختلاط العشوائي لمجموعة من الأفكار المتضاربة من قبل صانعي السياسة المقتنعين بنواياهم الفاضلة، تجاه منطقة لا يعرفون عنها إلا القليل، ولا يهتمون بها بل بمصالحهم... وبالتالي فهي قصة سوء فهم جسيم، وأخطاء مروّعة، وموت ودمار على نطاق تاريخي... وفي كثير من الأحيان، أدت الخطط الطموحة لتأمين الاستقرار، وتعزيز الديمقراطية، وإحباط الإرهاب، إلى النقيض.

ويتابع: "عند وصول بايدن إلى منصبه في العام 2021، كانت استراتيجية الولايات المتحدة قد منيت بهزيمة ذاتية، ولم يكن أي من الأصدقاء أو الأعداء، من بين الدول الرائدة في المنطقة، يهتمون كثيراً بالولايات المتحدة أو بسياستها. فـ "الإدارات الأميركية كانت بمجملها (مُختلّة) تضم مُراوغين ومتمرّدين ذوي بشرة رقيقة، وكانت رؤيتهم لعملية سلام عربية - إسرائيلية سخيفة تماماً".

وفي موقع آخر من كتاب  "الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط" يشير "سايمون" إلى أنه "ومنذ بداية عهد الرئيس الحالي بايدن، بدا ضعف المملكة العربية السعودية وإسرائيل مدهشاً... ولكن مع بداية القرن الحادي والعشرين، وتحت الوصاية والدعم الباهظ من الولايات المتحدة، نما كلا البلدين ليصبحا قوتين إقليميتين، كانتا مستعدتين بشكل متزايد لتحدّي واشنطن عندما تباعدت مصالحهما عن مصالحها". ويشكو من أن "محللي الاستخبارات كانوا يجيدون الكشف عن نقاط الضعف في مقترحات السياسة، لكنهم كانوا عاجزين تماماً عن تقديم أي أفكار حول كيفية تحسينها".

ثم يخلص من خلال تجربته خلال العقود الأربعة التي قضاها في واشنطن إلى أنّ "استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط، كانت مسيرة وهمية وملفّقة بشكل مستمر".

الخاتمة 

في كتابه: "الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط"، يتتبع "سايمون" جهود الولايات المتحدة لإعادة تشكيل المنطقة بحسب مصالحها وتحالفاتها.  

الكاتب المعروف "أندرو إكسوم"، كتب في صحيفة "واشنطن بوست" في 20 نيسان/أبريل الماضي، فقال إن كتاب"سايمون" هو "تاريخ لا يرحم... ولا ينجو منه إلا القليلون"، مشيراً إلى أنه ليس لدى أحد من الساسة الأميركيين، سواء في إدارات الجمهوريين أو الديمقراطيين، ما يمكن أن يفخر به في هذا الصدد. 

أما الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية "جون سويرز" فوصف الكتاب بأنه "سرد بارع لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة على مدى 45 عاماً". ورأى أن "ضمان أمن إسرائيل كان نقطة ثابتة لمختلف الإدارات الأميركية، في حين أن محاولات البحث عن حل للقضية الفلسطينية كانت تأتي دائماً في مقام متأخّر، وكلّها فشلت".

من الواضح أن "ستيفن سايمون" اعتمد على مسيرته المهنية النشيطة في وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن الوطني خلال إدارتي كلينتون وأوباما، ما أتاح له رؤية الأمور على حقيقتها من الداخل ومعرفة تفاصيل الكثير من الإخفاقات، بداية منذ تدخّل ريغان الكارثي في لبنان، وحتى نتائج غزو بوش الابن للعراق عام 2003... ووصولاً إلى عشوائية ترامب وحتى ضياع بايدن.

ويتساءل الكاتب ـــ وهو نفسه يهودي ـــ عمّا إذا كان الفريق الذي قاد السياسة الأميركية تجاه القضية الإسرائيلية/الفلسطينية على مدى الإدارات الأميركية المختلفة ـــ وهو فريق مؤلف غالباً من يهود ـــ كان أشدّ التزاماً بأهداف إسرائيل، حيث أن هكذا التزام كان ليعجز هذا الفريق عن التوصل إلى نتيجة". وانطلاقاً من هذا الواقع الذي افترضه الكاتب، استشرف أن تلاشي الشرق الأوسط من أولويات الولايات المتحدة، تماماً كما حدث لأميركا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا في سبعينيات القرن الماضي. وهذا ما رأى أنه لا بدّ أن يترك المجال لصعود لاعبين آخرين مثل روسيا والصين.

ويختتم بأن "العملية السياسية الأميركية بمجملها في المنطقة كانت معيبة للغاية".