اليوم العالمي للكتاب: مبادرات للتشجيع على القراءة
يقارن تقرير التنمية الثقافية بين متوسط اطلاع الفرد الأوروبي التي تقارب نحو 200 ساعة سنوياً في مقابل تناقص القراءة لدى الفرد العربي إلى ست دقائق سنوياً.
يحتفل العالم كل عام باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف (World Book and Copyright Day)، الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة والتربية (اليونسكو) في 23 نيسان/ أبريل من كل عام، للتذكير بأهمية الكتاب وبضرورة الحفاظ عليه والاهتمام به.
جاء اختيار هذا التاريخ خلال اجتماع منظمة اليونسكو في باريس في عام 1995، تكريماً من اليونيسكو والعالم بأسره للكتب والمؤلفين، ولأن هذا التاريخ هو الذكرى السنوية لوفاة عدد من المؤلفين العالميين، مثل: الكاتب المسرحي والشاعر الإسباني ميغيل دي سرفانتس في عام 1616، والكاتب المسرحي البريطاني وليام شكسبير حيث ولد في الثالث والعشرين من شهر نيسان/ ابريل عام 1564 وتوفي في اليوم ذاته من عام 1616، والكاتب البوليفي إنكا غارثيلاسو دي لا فيغا في عام 1616، والكاتب الإسباني غوسيب بلا في عام 1981.
وفي هذا اليوم أيضاً ولد عدد كبير من المؤلفين والكتاب العالميين، منهم: الكاتب الفرنسي موريس درون في عام 1918، والكاتب الإيسلندي هالدور لاكسنس في عام 1902، كذلك الكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف في عام 1899، والكاتب الكولومبي مانويل ميجيا فاليخو في عام 1923، وذلك لتعزيز القراءة والنشر وحماية الملكية الفكرية من خلال حق المؤلف في جميع أنحاء العالم.
وتهدف اليونسكو من ذلك، إلى تشجيع الجميع وبخاصة الشباب، لاكتشاف متعة القراءة وتجديد وزيادة التقدير لأولئك المؤلفين الذين ساهموا في إثراء الحضارة الإنسانية.
إقرأ أيضاً: فوائد القراءة: كيف تساعدنا في تطوير عقولنا وتحسين مهاراتنا؟
وتشجع اليونسكو على دعم المؤلفين والناشرين والمعلمين وأمناء المكتبات ووسائط الإعلام للمساعدة في الاحتفال باليوم العالمي لحق المؤلف في الوصول إلى عدد أكبر من القرّاء، كما توفر موارد مثل الملصقات القابلة للتحميل.
وبهذه المناسبة تُقام احتفالات في جميع أرجاء العالم لإبراز قوة الكتب بوصفها حلقة وصل بين الماضي والمستقبل، وجسراً يربط بين الأجيال وعبر الثقافات، ويُعد هذا التاريخ رمزياً في عالم الأدب العالمي، وقد خصَّصت اليونسكو هذا اليوم لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي.
وفي عام 2000، انبثقت من اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف مبادرة أخرى صادرة عن المنظمات المهنية مدعومة من اليونسكو، وهي "مبادرة العاصمة العالمية للكتاب". وأصبح في كل سنة يقع الاختيار على مدينة تأخذ على عاتقها عبر مجموعة من المبادرات والأنشطة الاحتفال باليوم العالمي حتى حلول ذكراه مجدداً في السنة التالية لكي تصل إشرافة الكتاب، جغرافياً وثقافياً، إلى أقصى مدى ممكن.
وفي كل عام، تختار اليونسكو والمنظمات الدولية التي تمثل القطاعات الرئيسية الثلاث لصناعة الكتاب –وهم الناشرون وباعة الكتب والمكتبات- العاصمة العالمية للكتاب لمدة عام واحد اعتباراً من 23 نيسان/ أبريل.
وقد تم اختيار مدينة غوادالاخارا في المكسيك للقب عاصمة الكتاب العالمية لعام 2022 من قبل أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، بناء على توصية من اللجنة الاستشارية لعاصمة الكتاب العالمية.
وتم اختيار المدينة،التي أصبحت بالفعل مدينة إبداعية لليونسكو منذ عام 2017، لخطتها الشاملة حول الكتاب بهدف إحداث تغيير اجتماعي ومكافحة العنف وبناء ثقافة السلام.
وقد شارك عدد من دول العالم بهذه المناسبة، ومن ضمنه الأردن الذي احتفت المكتبة الوطنية فيه بيوم الكتاب، وكذلك معظم المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الأردنية والمدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
يذكر الدكتور أشرف عبدالرحيم ابو سبيت المتخصص في لسانيات ونحو اللغة العربية والمدرس في وكالة الأونروا في الأردن أن "القراءة تعزز من تسهيل عملية الدراسة على الطلاب، خاصة إذا كانت مرتبطة بالمناهج الدراسية".
وقد شارك ابو سبيت في مسابقة "تحدي القراءة العربي"، وهي أكبر مشروع عربي للقضاء على الأمية في عالمنا العربي، أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.
وكانت الأردن أحد الدول العربية المشاركة والتي وصلت إلى مراحل متقدمة في اجتياز المسابقة بتفوق وحصلت على عدد كبير من الجوائز من ضمنها للطلاب في مراحل عمرية متنوعة، فالمسابقة تسعى إلى دفع الطلاب إلى القراءة وتنويع قراءاتهم وحب الكتاب حيث يجني الطالب فوائد فكرية كثيرة من خلال تنمية مهارات انتقاء الكتابة والفكرة والمعلومة.
وفي سوريا، احتفى القراء والمثقفون باليوم العالمي للكتاب على طريقتهم الخاصة تعبيراً عن حبهم للكتاب وعشقهم للقراءة التي تنمي العقل والقدرات وتساهم في خلق جيل مثقف قادر على مواجهة التحديات والصعوبات .
يقول أياد مرشد المدير العام لمكتبة الأسد الوطنية في دمشق - وهي أهم وأكبر مكتبة في سوريا خلال احتفالية بيوم الكتاب السوري المتزامنة مع احتفالية يوم الكتاب العالمي أقيمت في المكتبة - إن "سوريا قبل نشوب الأزمة كانت من أكثر الحواضر العربية اهتماماً بالكتاب وصناعته، وكان الكتاب السوري له اهتمام كبير سواء من الجهات الرسمية أو من خلال دور النشر الخاصة "، مضيفاً أن "الكتاب السوري كان بمثابة سفير حقيقي للثقافة السورية لكل الدول العربية والصديقة".
وفي تونس، أصدرت وزارة الشؤون الثقافية بياناً بهذه المناسبة قالت فيه: إن الكتاب والمبدع رمزيّة في ضمائر الشعوب وفي وجدان كل مواطن مثقف.
يذكر أن "تقرير التنمية البشرية" للعام 2003 الصادر عن اليونسكو، قال إن المواطن المواطن العربي يقرأ أقل من كتاب بكثير في السنة، فكل 80 شخصاً يقرأون كتاباً واحداً في السنة. في المقابل، يقرأ المواطن الأوروبي نحو 35 كتاباً في السنة.
وكان تقرير التنمية الثقافية الرابع عام 2011 كشف عن تدهور نسبة القراءة بين العرب، ففي الوقت الذي يشكل فيه متوسط اطلاع الفرد الأوروبي نحو 200 ساعة سنوياً، تتناقص القراءة لدى الفرد العربي إلى ست دقائق سنوياً، وهي نتيجة ليست فقط محبطة وإنما مخيفة أيضاً.