السلطات التشيلية تعيد فتح التحقيق في وفاة نيرودا
القضاء التشيلي يقرّر إعادة فتح التحقيق في حل لغز وفاة نيرودا، بناءً على طلب من أقرباء الشاعر.
من الممكن أن يكون بابلو نيرودا، الحائز جائزة نوبل، تعرّض للتسمّم في ظل دكتاتورية الجنرال أوغستو بينوشيه، وفقاً لحكم أصدرته محكمة الاستئناف التشيلية.
وستحاول تشيلي، مرة أخرى، حل لغز وفاة نيرودا، إذ "تم أمر إعادة فتح التحقيق من أجل تنفيذ الإجراءات" التي طلبها أصحاب الشكوى، والتي "يمكن أن تساهم في توضيح الحقائق"، بحسب ما أوردت محكمة الاستئناف في سانتياغو.
وتمّت إعادة فتح التحقيق بناءً على طلب من أقرباء الشاعر، بمن في ذلك ابن شقيقه، وكذلك من جانب الحزب الشيوعي في تشيلي. وبالتالي، فإن حكم المحكمة يلغي الأمر الذي أصدره في كانون الأول/ديسمبر الماضي القاضية المسؤولة عن القضية، باولا بلازا، والقاضي بإغلاق التحقيق في أسباب وفاته.
وتوفي نيرودا في 23 أيلول/سبتمبر عام 1973، بعد 12 يوماً من الانقلاب الذي قام به بينوشيه ضد الرئيس سلفادور ألليندي، وهو صديق عظيم للشاعر. وظهرت فرضية الاغتيال بالسّم عام 2011، بحيث قيل إنه حُقن بالسم في اليوم السابق لمغادرته إلى المكسيك، بحيث كان يعتزم الذهاب إلى المنفى لقيادة المعارضة لنظام بينوشيه (1973-1990).
وحتى ذلك الحين، كانت الرواية الرسمية هي أن الشاعر توفي بسرطان البروستاتا. ورفض الخبراء الدوليون بالإجماع الرواية الرسمية للنظام العسكري. لكنهم لم يتمكّنوا من تأكيد أو استبعاد احتمال التلوّث الطوعي والمتعمّد عن طريق حقن الجراثيم أو السموم البكتيرية.
"خبرة ضخمة"
وبين الإجراءات الجديدة التي أمرت بها المحاكم، يوم الثلاثاء، "الخبرة الفوقية للمراجعة والتفسير لنتائج الخبراء" الذين قاموا بتحليل الرفات المأخوذة من جثة الشاعر المستخرجة. وتم استدعاء لجنة من الخبراء الوطنيين والدوليين لإنهاء التحقيق بصورة نهائية في عام 2023، وقاموا بتحليل نتائج سلسلة كاملة من العيّنات.
وتمّ تقديم استنتاجات لجنة الخبراء، في شباط/فبراير عام 2023، إلى القاضية باولا بلازا، وأكد عضوا اللجنة من جامعة ماكماستر الكندية، هندريك وديبي بوينار، أن اللجنة لم تستطع تحديد ما إذا كانت وفاة نيرودا بسبب التسمّم أم لا.
وحدّد بوينار وباحث آخر أنهما تمكّنا من استعادة الحمض النووي لنيرودا من أحد أضراسه، لكن بسبب تدهور حال الضرس، تمكّنا فقط من إعادة بناء ثلث جينوم بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم. ومع ذلك، أكدا أن من الممكن إعادة بناء الحمض بالكامل من دون الحاجة إلى استخراج مزيد من الجثة، فـ"هناك ما يكفي من المواد للقيام بذلك بما لدينا في المختبر. وكلّ ما نحتاج إليه هو الحصول على موافقة المحكمة".
وبين الإجراءات الأخرى، التي أمرت بها محكمة الاستئناف في سانتياغو، "تحليل جديد للكتابة اليدوية لشهادة الوفاة التي يُزعم أن الطبيب فارغاس سالازار أصدرها"، والتي تنص على أن نيرودا توفي بسبب سرطان البروستاتا الذي عانى بسببه.
وتمّ استدعاء شهود جدد وخبير في دراسة بكتيريا "costridium botulinum"، والتي كان من الممكن أن يتمّ حقنها في نيرودا.