"الجريمة": كل عناصر ارتكابها توفرت في فيلم واحد
الأفلام المصرية الجديدة كثيرة لكننا ما زلنا نختارالأسماء التي نثق بها، ومن بينها المخرج شريف عرفة الذي شاهدنا له جديده: الجريمة، من تأليفه وبطولة: أحمد عز، منة شلبي، وماجد الكدواني.
فيلم جيد لمخرج إبن مخرج (والده سعد عرفة). الجريمة، جديد المخرج شريف عرفة من تأليفه ومتعاوناً على السيناريو مع أمين جمال، ومحمد محرز، مع 3 شخصيات رائعة سواء في أسلوب صياغتها أو أداء الممثلين الرئيسيين لها: أحمد عز، منة شلبي، وماجد الكدواني.
متعة المشاهدة حظينا بها، خصوصاً من سيد ساحته في مجال التلقائية الممثل الرائع الكدواني في دور العقيد أمجد، ولأول مرة نشعر بأن الممثل عز يتقمض شخصية صعبة ويتفانى في سبيلها على مدى الفيلم مؤكداً جدارته كممثل. أما منة فإن التعامل معها مستقل لقدرتها على التأقلم والتلون مع الأدوار مهما تناقضت تفاصيلها.
يسيطر مناخ من الشك والغموض على الأحداث التي تتداخل إلى درجة كبيرة ثم تبدأ بالتفكك تباعاً مع عبور الفيلم من حقبة إلى أخرى، لأن أحداثه تدور في فترة السبعينات في منطقة القصير المصرية في الفترة التي سبقت ترسيخ سياسة الإنفتاح الإقتصادي أيام الرئيس الراحل أنور السادات.
زواج لم يستند إلى قاعدة واضحة بين عادل (أحمد عز) ونادية (منة شلبي) بعد تعارف قصير، لتنتقل العلاقة سريعاً إلى كل ما هو سيء، هي تخونه في بيتهما، وتصر على لقاءات وصداقات من دون رقابة أو السماح لزوجها بطرح أسئلة عليها، لتمارس فوقية غريبة عليه.
تتطور سلبيات العلاقة ويتعرّض عادل للكثير من المعوّقات وصولاً إلى مرحلة إيذائه ليتبين أنه يغيب في الغالب عن منزله لضرورات تتعلق بعمليات تهريب يقوم بها مع رجال عديدين منذ أيام جده (رياض الخولي) الذي دأب على ضخ العادات الإيجابية في شخصيه منذ كان طفلاً وفي الوقت نفسه يشرف على تجارة المخدرات.
وحين يتواجهان في صورة من صور التحدي يتغلب عليها ويحتجزها في قبو تحت المنزل في صورة أقرب إلى السجن الإنفرادي، ويقوم حمدان (سيد رجب) بتوصيل الطعام إليها بأمر من عادل الذي يمارس سادية ضدها انتقاماً من وقاحتها في الجهر بخيانته وتتحداه أن يطلقها.
ويركّز عادل في نوستالجيا الحديث مع إبنه الوحيد حسين عن سيرة أمه وأفعالها على أنه لم يقتلها بل هي احترقت في حادث وقع في المنزل وإمتد حريق إلى زنزانة إحتجازها في القبو من دون قدرة أحد على إنقاذها.
الجريمة، للمخرج شريف عرفة حرام ألاّ يجد طريقه إلى الصالات المصرية مع أسابيع كافية، والعربية الغائبة تماماً عن الإنتاجات السينمائية الجديدة، لأن عناصر نجاحه عديدة، سواء في النص أو التمثيل، أو التصوير(عبد السلام موسى).