استمرار فعاليات "أسبوع كنفاني الثقافي" في عمّان
ندوة "غسان المثقف والروائي والمفكر السياسي" تُقام في العاصمة الأردنية عمّان، يتناول المشاركون فيها أبرز السمات في كتابات الأديب والمناضل الشهيد.
ضمن فعاليات "أسبوع كنفاني الثقافي"، الذي تنظمه دائرة الثقافة والعمل الشبابي لحزب الوحدة الشعبية، في الذكرى الـ50 لاستشهاد الأديب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني، أقيمت أمس الخميس في العاصمة الأردنية عمّان ندوة "غسان المثقف والروائي والمفكر السياسي"، بحضور حشدٍ كبيرٍ من المثقفين والشباب.
قدّم الندوة الدكتور موسى العزب، الذي أشار إلى أننا "نحتفي بالذكرى الـ50 لاستشهاد غسان، ونحن في نفس الوقت نحتفي بثقافة المقاومة، وشرف الفعل المقاوم".
وقال الباحث نزيه أبو نضال في ورقته، أنَّ "كنفاني أراد أن يكون أكثر من شخص واحد، وأن تكون له أكثر من حياة واحدة يقدمها لفلسطين، ولذلك كان كالشظايا متعدداً لا واحداً".
وقدّم أبو نضال قراءةً لعالم غسان المسرحي، استعرض فيها مسرحياته الثلاث، " القبعة والنبي"، "جسر إلى الأبد" و "الباب"، ومسرحية رابعة جرى تحويلها عن قصته "القنديل الصغير"، وأعطيت عنوان "الفوانيس".
عن "القبعة والنبي"، قال أبو نضال إنّه "عمل مسرحي عميق من الداخل والخارج، فأنت المتهم أو القاضي، الشيء أو اللا شيء، وفي نهاية الطريق نكتشف أنَّ في داخل كل شخص منا هذه القبعة التي تحتاج إلى نبي".
ومن جانبه، أوضح المفكر موفق محادين أنَّ "غسان ينتمي إلى موجة المثقفين العضويين، الذين ربطوا الأدب والكلمات بالمقاومة والقتال والدم".
وتابع أنَّ "غسان، كما ناجي العلي، وماجد أبو شرار، وكمال ناصر، وغالب هلسة، والمهدي بن بركة، وسعد جرادات الذي استشهد هو يفكّ الحصار عن مخيم تل الزعتر... هذه موجة عربية فلسطينية وعالمية كرّست معنى المثقف العضوي، حيث كانوا من المثقفين الشموليين، بمعنى أنّهم كانوا قاصين وروائيين ونقّاداً ومقاتلين أيضاً، حيث أنتجت علاقة مختلفة بين الثقافة والسياسة".
وأردف محادين أنَّ "استشهاد غسان كنفاني يؤسس لثقافات وأجيال، ويفتح أبواباً، حيث أنَّ غسان كتب مقالات كثيرة حول التجربتين الصينية والفيتنامية في مجلة "الصياد"، بيّن فيها أنَّ الطريقة الوحيدة لمواجهة الاحتلال الصهيوني هي الكفاح المسلح، وحذّر مبكّراً عبر هذه المقالات من التسوية".
وتحدّث محادين عن رواية "رجال في الشمس"، حيث أشار إلى أنَّ كنفاني "لم يقدّم الرجال الذين كانوا في الخزان كصورةٍ سلبيةٍ، بل حوّل مأساة الصورة إلى صورة تحريضية، كأنه يقول اقرعوا جدران الخزان، والذي لا يقرع الجدران يذهب إلى مزبلة آلة الصحراء. وبحدّة هذه الرسالة التي في الرواية، ربط كنفاني بين المشروع الصهيوني والرجعية العربية على أساس التطبيع الوجودي والبنيوي".
وقدّم الدكتور عصام الخواجا ورقةً بعنوان "إضاءات على الفكر السياسي عند غسان كنفاني"، أكّد فيها أنَّ "العودة إلى قراءة غسان تأكيد على التأصيل لمشروع التحرر الوطني، وخيار المقاومة لدحر المشروع الصهيوني الاستعماري، بترابط الوطني بالقومي".
وتابع الخواجا موضحاً أنّ " المسألة التنظيمية في الثورة احتلت مكاناً محورياً عند غسان كنفاني"، وبيّن ذلك من خلال الاستشهاد بقراءة قدّمها كنفاني حملت عنوان " التركيب التحتي للثورة.. وثيقة عن السلاح التنظيمي".
وأشار الخواجا إلى أنَّ "غسان يحدد بشكل واضح وجلي أن هناك 3 أنواع من النخب والقيادات، التي قادت الحركة الوطنية الفلسطينية في النصف الأول من القرن الـ20. النوع الأول يتمثل في القيادة المقاومة التي أدركت بشكل كامل طبيعة المشروع الصهيوني وارتباطه العضوي المباشر بقوى الإمبريالية والاستعمار، وتحالفه غير المباشر بقوى الرجعية العربية. والنوع الثاني هو القيادات التي تجيد المقاومة والمساومة في الوقت ذاته، وتعبر عن مصالح يمتزج فيها الوطني بالشخصي. أما النوع الثالث فهو القيادات التي ترى أن ضمان مصالحها لا يتحقق إلا في عدم مقاومة الاستعمار وإبداء الاستعداد للتعاون (أو التواطؤ) معه".
ويُختتم "أسبوع كنفاني الثقافي" بفعالية غنائية، تُقام في "مسرح الشمس" يوم الجمعة في الـ12 من الشهر الجاري، ويشارك فيها "فرقة الحنونة للفنون الشعبية" والفنان كمال خليل.