إضراب لكُتّاب السيناريو في هوليود للمطالبة برفع أجورهم
في خطوة تصعيدية أدّت إلى توقّف العروض الهوليودية، كُتّاب السيناريو تنفّذون إضراباً في وجه الاستديوات وشركات الإنتاج للمطالبة برفع أجورهم.
يُعيد كُتّاب السيناريو المضربون ذكريات سيئة في هوليوود. في عامَي 2007 و2008 كلّفت 100 يوم من الإضراب قطاع صناع السينما ملياري دولار.
إضراب كتاب السيناريو يشلّ هوليود، وأدّى إلى توقّف العروض الليلية، وإلى تأخر كبير في عرض الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المقرر تقديمها هذا العام.
وقالت كارولين رينارد، كاتبة سيناريو العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، على صفحتها في موقع "تويتر": "اتركوا أقلامكم!". بينما أعلنت نقابة الكتاب السينمائيين، في غياب التوصّل إلى اتفاق، إلى الإضراب عن العمل اليوم الثلاثاء، بعد فشل المفاوضات مع الاستوديوهات والمنصات الرئيسية المتعلقة بشكل خاص بزيادة رواتب الكُتّاب.
وستؤدي هذه الحركة الاجتماعية إلى الانقطاع الفوري للعروض الناجحة، مثل "العروض الليلية"، وتأخيرات كبيرة للمسلسلات التلفزيونية والأفلام المقرر إطلاقها هذا العام.
وقالت نقابة الكتاب الأميركيين: "لم نتوصل إلى اتفاق مع الاستوديوهات والمذيعين"، وذلك في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها إلى أعضائها. وأضافت النقابة أن ردود الاستوديوهات على الطلبات كانت "غير كافية تماماً، نظراً إلى الأزمة الوجودية التي يواجهها كتاب السيناريو".
وعلّقت الممثلة وكاتبة السيناريو، أشلي نيكول بلاك، على "تويتر" بالقول: "لكن المستقبل الذي نقبل فيه، وما تحاول الشركات القيام به (...) هو أكثر من ذلك، الكُتّاب يولّدون قيمة كبيرة جداً لقبول ذلك".
بحلول وقت متأخر من يوم أمس الإثنين، أعلنت الاستوديوهات والمنصات الرئيسية، بما في ذلك "Disney" و"Netflix"، التي يمثّلها تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون (AMPTP) ، أنّ المحادثات مع النقابة "اختتمت من دون اتفاق".
وتعود آخر حركة اجتماعية كبرى في هوليوود إلى إضراب كتاب السيناريو الذي شلّ الصناعة السمعية والبصرية الأميركية في عامَي 2007 و2008.، وهو صراع استمر 100 يوم، وكلّف القطاع ملياري دولار. وقد يكون لهذا الإضراب عواقب وخيمة على صناعة الترفيه الأميركية.
ويطالب كتاب السيناريو بأجور أعلى ،وضمانات دنيا للتوظيف المستقر، وحصة أكبر من الأرباح الناتجة عن طفرة الإنتاج. من جانبها، تقول الاستوديوهات إنّ عليها خفض التكاليف بسبب الضغوط الاقتصادية. ويقول كتاب السيناريو إنّهم يكافحون من أجل كسب عيشهم من حرفتهم، مع ركود الرواتب أو حتى انخفاضها بسبب التضخم ، بينما يحقق أرباب العمل أرباحاً ويزيدون رواتب مديريهم التنفيذيين.
إنّهم يعتقدون أنّهم لم يكونوا قطّ بهذا العدد الكبير للعمل بالحد الأدنى للأجور الذي حدّدته النقابات، في حين أن شبكات التلفزيون توظف عدداً أقل من الأشخاص لكتابة مسلسلات قصيرة بشكل متزايد.
وتتهم النقابة الاستوديوهات بالسعي إلى خلق "اقتصاد الوظائف المؤقتة"، أو "اقتصاد الوظائف الفردية"، حيث يكون عمل كاتب السيناريو "مهنة مستقلة تماماً".
وادّعى تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون (AMPTP) أنّه قدّم "عرضاً شاملاً يتضمّن زيادة في رواتب كتاب السيناريو، ولكنّه غير راغب في تحسين هذا العرض نظراً إلى ضخامة الطلبات الأخرى". ووفقاً لبيانه الصحفي، فإنّ مطالب النقابة بـ"التوقّف الإجباري"، والذي من شأنه أن يجبر الاستوديوهات على تعيين عدد محدد من الكتاب "لفترة معينة، سواء كانت مطلوبة أم لا"، هي إحدى نقاط الخلاف الرئيسية. وهناك أيضاً خلاف حول كيفية الدفع لكتاب السيناريو مقابل تدفق المسلسلات، والتي غالباً ما تظلّ قابلة للعرض على منصات مثل "Netflix" لسنوات بعد كتابتها.
لعقود من الزمان، جمع كتاب السيناريو "الحقوق المتبقية" لإعادة استخدام أعمالهم، على سبيل المثال، في عمليات إعادة البث التلفزيوني أو مبيعات أقراص الـDVD.
وتتضمّن المطالبة إما نسبة مئوية من الإيرادات التي تحققها الاستوديوهات للفيلم أو العرض، أو مبلغ ثابت يُدفع عند بث كل حلقة. من خلال البث، يتلقّى المؤلفون مبلغاً ثابتاً كل عام، حتى في حالة النجاح العالمي لعملهم، مثل سلسلة "Bridgerton" أو "Stranger Things"، التي يشاهدها مئات الملايين من المشاهدين حول العالم.
وتدعو النقابة إلى إعادة تقييم هذه المبالغ اليوم، وتعتبرها "منخفضة للغاية في ضوء إعادة الاستخدام الدولي الهائل" لهذه البرامج. كما أنّها تريد مناقشة التأثير المستقبلي للذكاء الاصطناعي على مهنة كتابة السيناريو.
وتشير الاستوديوهات إلى أنّ "الحقوق المتبقية" المدفوعة لكتاب السيناريو وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 494 مليون دولار في عام 2021، مقابل 333 مليوناً قبل 10 سنوات، ويرجع الفضل في ذلك في حد كبير إلى انتشار وظائف كتابة السيناريو المرتبطة بارتفاع الطلب على البث المباشر.
بعد أن كانوا مبذِّرين في السنوات الأخيرة، عندما سعت محطات البث المنافسة إلى زيادة أعداد المشتركين بأي ثمن، يقول الرؤساء إنّهم يتعرّضون الآن إلى ضغوط شديدة من المستثمرين لخفض الإنفاق وتحقيق ربح، وينفون ذريعة الصعوبات الاقتصادية لتقوية موقفهم في المفاوضات مع كتاب السيناريو.
وسأل مصدر مقرب من نقابة المنتجين: "هل تعتقد أنّ ديزني ستسرّح 7000 شخص من أجل المتعة؟". وتابع: "هناك منصة واحدة فقط مربحة في الوقت الحالي، هي Netflix". وأردف: "صناعة السينما هي أيضاً قطاع تنافسي للغاية".