"إسرائيل" تضغط على "سبوتفاي" لحذف أغانٍ مؤيدة لفلسطين
جماعة ضغط مرتبطة بـ"إسرائيل" تسعى لإزالة أغانٍ مؤيدة لفلسطين عن موقع "سبوتفاي"، بعد أن أزال الموقع في وقت سابق عدة أغانٍ، من بينها "دمي فلسطيني" لمحمد عسّاف.
تحاول جماعة ضغط مرتبطة بـ"إسرائيل"، إزالة الفنانين المؤيدين لفلسطين من موقع "سبوتيفاي". المنظمة التي تُدعى "نؤمن بإسرائيل"، هي منظمة بريطانية مرتبطة بـ"مركز الأبحاث والاتصالات البريطاني الإسرائيلي" (BICOM)، تقوم بالضغط على كلٍّ من الحكومة البريطانية وموقع "سبوتفاي"، لفرض رقابة على مجموعة من الفنانين، ومن بينهم مغنّي الراب "لوكي".
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، إثر حملة طويلة من المنظّمة المذكورة، أزال موقع "سبوتفاي" مجموعة من الأغاني العربية الداعمة لفلسطين، من بينها أغنية "دمي فلسطيني" للنجم الفلسطيني محمد عسّاف، وهي خطوة تسبّبت في نزاع تعاقدي بين شركة التسجيلات الخاصة به والموقع. وقد رحّبت المنظمة بالقرار في بيانٍ صحفي، لكنها أوضحت أنّها تعتبر ذلك "مجرد خطوة أولى في حملة رقابة أوسع بكثير".
وتؤكّد منظمة "نؤمن بإسرائيل" أنّها تنسّق خطواتها عن كثب مع السفارة الإسرائيلية في لندن، لكنّها تصرّ على أنّها "ليست موجهة من قبلها"!
وفي العام الماضي، أطلقت عريضة حصلت على 4000 توقيع، ضغطت بعدها مباشرة على وزارة الثقافة الرقمية والإعلام والرياضة البريطانية بشأن الأغاني الداعمة لفلسطين المنتشرة على المنصّات الرقمية. وخصّت المنظّمة الأغاني الداعمة لفلسطين بنقد لاذع، وخاصة أغاني مغني الراب "لوكي"، وأشهرها أغنية "تحيا فلسطين"، بجزأيها الأول والثاني، وكذلك أغنية "فلسطين الحرة" للفنان "Ambassador MC".
وقد فشلت هذه المنظمة في مساعيها في البداية، وأثارت ردة فعل عالمية كبيرة ضدها، مما دفع بعشرات الآلاف للتوقيع على عريضة مضادة، تطالب موقع "سبوتفاي" بعدم الانصياع لضغوط اللوبي الإسرائيلي، بينهم المئات من كبار المفكرين والفنانين والموسيقيين في العالم. وشمل ذلك عشرات من أبرز الشخصيات اليهودية في الصناعات الإبداعية.
لكنَّ منظمة "نؤمن بإسرائيل" لم تتوقف عن محاولاتها، وكثّفت في شهر حزيران/يونيو من العام الماضي محاولات الضغط، في الوقت نفسه الذي أعلن فيه عملاق الموسيقا عن إنشاء "المجلس الاستشاري للسلامة"، وهو هيئة أنشأها لإقرار المحتوى الذي تريد إزالته من المنصة لـ"أسباب تتعلق بالأمان والرفاهية"، وقد تمكّنت "مؤسسة الحوار الاستراتيجي" من تأمين مقعدين داخل هذا المجلس، وهي "مؤسسة فكرية مقرها لندن، مكرسة لتحليل ومكافحة جميع أشكال التطرف السياسي والديني"، بحسب ما تُعرّف عن نفسها، ولهذه المؤسسة صلات وثيقة باللوبي المؤيد لـ"إسرائيل"، بما في ذلك منظمة "نؤمن بإسرائيل".
شارك في تأسيس"مؤسسة الحوار الاستراتيجي"، في العام 2006، رجل الإعلام الاجتماعي، بارون ويدنفيلد، الذي عمل مستشاراً سياسياً لحاييم فايتسمان، أول رئيس لـ"إسرائيل"، فيما يرأسها حالياً مايكل لويس، الذي شغل سابقاً منصب مدير "مركز الأبحاث والاتصالات البريطاني الإسرائيلي"، والذي أصبح كذلك مسؤولاً عن اللجنة التي ستساعد في تقرير ما إذا كان سيتم حظر الفنانين المؤيدين لفلسطين، ما يؤكّد أن المؤسسات الإعلامية الكبرى تُعتبر منصات غربية، وأنّها تتناقض، في أحسن الأحوال، مع نضالات دول العالم الثالث، ومحاولة حراكاته الوطنية التحرر وإحداث تغييرٍ في واقع بلدانها.