أي وجبات درامية قدمتها لنا الفضائيات العربية في رمضان؟
إنه الأسبوع الأخير من الشهر الكريم، بما يعني أنه الوقت الأنسب لقراءة عادلة للموسم الدرامي الذي ميّز رمضان 2022، والذي لم يشهد عملاً شغل الجمهور والنقاد في الوطن العربي أكثر من "بطلوع الروح"، للمخرجة كاملة أبي ذكري.
على وجه العموم مرّ الموسم الدرامي الرمضاني بهدوء وسلام على شاشاتنا العربية، وكان دخول مسلسل "بطلوع الروح"، مطلع النصف الثاني من شهر الصوم، للمخرجة كاملة أبي ذكري (إلهام شاهين، منة شلبي، أحمد السعدني) تأليف محمد هشام أبو عبية، كعنصر تنشيط نوعي للبرمجة الرتيبة التي قدمت أعمالاً محلية وليس عربية لكي تحظى باهتمام.
عدا ذلك بإمكاننا التحدث عن محطات أبدع فيها مخرجون أو كتاب أو ممثلون، من دون أخذ مسلسلات بالكامل على أنها حضرت وأثّرت، وكانت حديث الناس، والمجال هنا رحب للنقاش البعيد عن المتداول والماكينات العاملة للترويج، بل المناخ الواقعي جداً الذي يُعطي الحق لأصحابه بوضوح وصراحة وثقة.
نعتقد أن مهارة المخرجة كاملة أبي ذكري حاضرة في أعمالها السينمائية وهي اليوم وضعت خطاً عميقاً تحت عملها: بطلوع الروح، إنتاج شركة الصبّاح، والمفاجأة حصلت مع الممثلة منة شلبي في دور ذهبي امتحنها فسجّلته في خانة الإبداع.
ورغم أن حضور الأسماء اللامعة لم يكن في الغالب يحمل جديداً إلاّ أن ليلى علوي أضاءت في: دنيا تانية، ويسرا كانت متمكنة ورائعة في : أحلام سعيدة، ولم تُخطئ بإختيارها الكوميديا منبراً للإطلالة في رمضان الجاري، وحتى نكون منصفين في رصدنا فقد استوقفنا محمد رمضان بحضوره في: المشوار، وتساءلنا سريعاً لماذا يهدر صورته كممثل جيد في مشاهد وتصرفات فانتازيا لا تخدمه؟
الفنان جمال سليمان قامة تمثيلية حاضرة بقوة وعمق في "ظل"، وأمير كرارة كان مميزاً جداً ومعه أمينة خليل في: "العائدون"، ومع متابعتنا للجزء الثاني من: "للموت"، توقفنا أمام نص ندين جابر، وإخراج فيليب أسمر، أكثر من عطاءات الممثلين حيث اجتهد باسم مغنية ومحمد الأحمد أكثر من زميلتيهما ماغي بوغصن ودانييلا رحمة، ونعتقد أن الدعاية الزائدة عن حدها لا تخدم العمل الفني كثيراً.
لم نكن إيجابيين في متابعتنا بعض حلقات "والتقينا"، لكننا نفسح في المجال أمام تجربة أخرى لـ نوال بري التي كانت تائهة بنظراتها أمام الكاميرا، وردات فعلها مصطنعة خصوصاً وأن نوال معروفة في حياتها العادية بتلقائيتها المحببة، لذا يظلمها من يرفضها ممثلة فهي جربّت وتبين أنها وجه أليف وجميل أمام الكاميرا وكل ما تحتاجه ضبط حضورها فقط.
كثيرون عبّروا، منهم من أضحكنا :أحمد مكي، في الجزء السادس من "الكبير أوي"، وارتحنا لتجربة نيللي كريم في: فاتن أمل حربي، ولقوة شخصية عمرو سعد في تجسيد بطولة: توبة، واللافت تماهي الفنانة صبا مبارك معه في الأجواء المصرية فهي سرعان ما تنسجم مع الإطار الذي توضع فيه.
ووجدنا قيمة فنية في نتاج: "كسر عضم"، للمخرجة رشا شربتجي بعيداً عن الخلاف حول مرجعية النص مع الكاتب فؤاد حميرة، ووجدنا في أجواء حلقات: جوقة عزيزة، روحاً جديدة في الأعمال السورية، فنحن إزاء نص رائع لـ خلدون قتلان، وإخراج لامع مبتكر لـ تامر إسحق، ونسرين طافش في مكانها 100% :أداءً، وخصوصية وجمالاً.
يبقى أن الكلام عن الأعمال التي عرضت لن يتوقف حتى ختام الشهر الكريم، وسنعود لمتابعة القراءة إذا ما وجدنا ضرورة لذلك.