قمة العشرين: رسائل تضمنها لقاء الرئيسين الصيني والأميركي في بالي
اتجاه العلاقات الصينية-الأميركية هو أبرز محاور اللقاء بين الرئيسين الأميركي والصيني في بالي، حيث أعرب الجانبان عن الرغبة في إعادة الدفع بالعلاقات الصينية-الأميركية إلى مسارها.
عقدت الدورة الـ 17 من قمة مجموعة العشرين خلال الـ 15 والـ 16 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في جزيزة بالي بإندونيسيا، بحضور رؤساء دول المجموعة مؤتمرات أعمال القمة، والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأميركي جو بايدن في الـ 14 من الشهر الجاري قبل قمة مجموعة العشرين في بالي، وقد دام اللقاء لأكثر من 3 ساعات، تبادل الجانبان خلالها وجهات النظر في عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
جاء اللقاء كأول اجتماع حضوري وجهاً لوجه بين رئيسين صيني وأميركي منذ 3 سنوات، وأول اجتماع حضوري بينهما منذ تولي بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة، وذلك بعد الاختتام الناجح للمؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني.
إن اتجاه العلاقات الصينية-الأميركية يعدّ من أبرز المحاور في اللقاء بين الرئيسين، إذ أعرب الجانبان عن الرغبة في إعادة الدفع بالعلاقات الصينية-الأميركية إلى مسارها، وشددا على أهمية إدارة التناقضات والخلافات بين الصين والولايات المتحدة ومنع التصادم والمجابهة. وأشار الرئيس شي إلى أن ما تشهده العلاقات الصينية-الأميركية الآن لا يتفق مع المصلحة الأساسية للبلدين والشعبين، ولا يتفق مع تطلعات المجتمع الدولي، مضيفاً "على الجانبين إيجاد الاتجاه الصحيح لتطوير العلاقات بين البلدين، والعمل على إعادة هذه العلاقات إلى مسار التطور السليم والمستقر".
ومن جانبه، أكد الرئيس الأميركي بايدن أن الولايات المتحدة والصين مسؤولتان عن الحيلولة دون تحول المنافسة بين البلدين إلى صراع بسبب سوء الفهم أو سوء التقدير.
يبدو أن التدهور المستمر في العلاقات الثنائية التي وصلت إلى أدنى مستوى منذ عقود ليس ما يريده الجانبان. ففي السنوات الأخيرة، شنت الولايات المتحدة الحرب التجارية والحرب العلمية والتكنولوجية لاحتواء تنمية الصين، وتسعى إلى "فك الارتباط" معها ومعارضتها من خلال تقوية التحالفات.
لكن الحقائق أثبتت أن ذلك لا يعود بالخير على الولايات المتحدة بل يضر بمصالحها.
في اللقاء، حاول الجانبان إيجاد بعض المصالح المشتركة، وأكدا أن لتطور أفق العلاقات الصينية-الأميركية أهمية بالغة في توجيه مستقبل العالم.
كما حددت الصين "خطاً أحمر" بالنسبة إليها، وهو مسألة تايوان، إذ أكد شي أنها على رأس المصالح الجوهرية للصين، وحجر الأساس للعلاقات الصينية-الأميركية وأول خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وحث الولايات المتحدة على الوفاء بوعدها، وهو عدم تأييد "استقلال تايوان"، وعدم استخدام تايوان كأداة لتحقيق التفوق في منافستها مع الصين أو لاحتوائها. ووعد بايدن في اللقاء بأن الولايات المتحدة تلتزم بسياسة "الصين الواحدة"، وتأمل في رؤية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
إضافة إلى ذلك، تبادل الرئيسان الصيني والأميركي الآراء في القضايا العالمية والإقليمية الهامة مثل الأزمة الأوكرانية والقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.
ويتمثل معنى اللقاء في توضيح اتجاه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، أي منع العلاقات الصينية-الأميركية من الخروج عن السيطرة، وتحديد أطر لتطوير العلاقات البينية، لكن لن يغير اللقاء الاستراتيجيات الأساسية والألويات لكلا البلدين.