خلفيات العلاقات بين الهند وإسرائيل

ما هو غير معروف جيداً هو خوف إسرائيل من القنبلة النووية "الإسلامية" التي تملكها باكستان. وهذا يجعل تحالف إسرائيل والهند "طبيعياً". وعلى الرغم من أهمية التجارة، فإن العلاقة تهيمن عليها المخاوف العسكرية، وطالما أن كشمير تحتلها الهند، لا يمكن لباكستان أن تشارك في معركة القدس، ولكن هناك قوات باكستانية في الشرق الأوسط. وفي حال تمّ حلّ الصدع الهندي الباكستاني، يمكن لإسلام أباد أن تظهر بسهولة اهتماماً أكبر في بلاد الشام.

محلل سياسي هندي: العلاقات بين الهند وإسرائيل هي زواج مصلحة ليس أكثر

العلاقات الودية بين الهند وإسرائيل عمرها عشرون عاماً فقط. فقد بدأ التقارب قبل خمس سنوات في عام 2012، وأصبحت أكثر وديّة مع صعود ناريندرا مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتبنى الإسلاموفوبيا في عام 2014.

أما اليوم فعلاقات الدولتين عسكرية واستراتيجية وسياسية واقتصادية.

وخلال فترة حركة عدم الانحياز، كانت الهند مناصرة لحقوق الفلسطينيين، ولكن مع زيادة القومية الهندوسية الشوفينية، أخذت العلاقات بين إسرائيل والهند شكلاً أوثق. وهذا له علاقة كبيرة بباكستان إذ أن التنافس بين الهند وباكستان معروف.

ما هو غير معروف جيداً هو خوف إسرائيل من القنبلة النووية "الإسلامية" التي تملكها باكستان. وهذا يجعل تحالف إسرائيل والهند "طبيعياً". وعلى الرغم من أهمية التجارة، فإن العلاقة تهيمن عليها المخاوف العسكرية، وطالما أن محلل سياسي هندي: العلاقات بين الهند وإسرائيل هي زواج مصلحة ليس أكثر تحتلها الهند، لا يمكن لباكستان أن تشارك في معركة القدس، ولكن هناك قوات باكستانية في الشرق الأوسط. وفي حال تمّ حلّ الصدع الهندي الباكستاني، يمكن لإسلام أباد أن تظهر بسهولة اهتماماً أكبر في بلاد الشام.

وهكذا، تحاول إسرائيل شراء علاقات ودية مع الهند وتشجيع الصدع الهندو - باكستاني لإبقاء الوضع الراهن.

دعونا نبدأ ببعض الحقائق: الهند وإسرائيل دولتان غير مسلمتين محاطتان بمحيط ذي أغلبية مسلمة تشعر أنها بتهديدات سواء أكانت حقيقية أو محتملة. وهذا وحده يجعلهما حليفي الضرورة.

منذ عام 1992 زادت التجارة بين الطرفين إلى أكثر من سبعة مليارات دولار. ويجري التفاوض أيضاً على اتفاق للتجارة الحرة، وقد جرت حتى الآن سبع جولات من المفاوضات، كما يجري التفاوض حالياً على معاهدات تجارية أخرى.

أما الصادرات غير العسكرية من الهند إلى إسرائيل فهي إلى حدّ كبير في الماس والمعادن والمنتجات الكيميائية والمنسوجات، بالإضافة إلى المعادن والكيمائيات وخاصة البوتاس، ومركبات نقل الآلات وقطع الغيار. على الرغم من أن 75575% من إجمالي تجارتها الإجمالية في الخدمات.

وكان الوقود والزيوت المعدنية أكبر صادرات الهند بنحو مليار دولار. في حين أن إسرائيل باعت أساساً اللؤلؤ والأحجار الكريمة إلى 1.11 مليار. وبحسب هذا الوصف، فإن معظم التجارة غير العسكرية تبدو طفيفة، وإلى جانب هذه الأرقام، هناك تدفق لإعادة بيع السلع من خلال أطراف ثالثة - أوروبا واليابان، الخ.

وهناك أيضاً اتفاق بشأن التبادل الزراعي وللتكنولوجيات والموظفين، واتفاق على التعاون في تقنيات إدارة المياه.

الطرفان معنيان أكثر بالتجارة والتعاون في المسائل العسكرية. كل يشتري أسلحة الطرف الآخر. وبهذه الطريقة تستفيد الهند من نقل التكنولوجيا الأميركية إلى إسرائيل، وهو ما تشتهر به إسرائيل في صناعة التسلح.

تعد الهند حالياً أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية، حيث تنفق ما متوسطه مليار دولار أميركي سنوياً على المعدات العسكرية فى السنوات الأخيرة، وسوف يزيد المبلغ إلى ملياري دولار.

من جانب آخر، تزداد عزلة إسرائيل دولياً لذلك هناك دافع لها لإيجاد خيارات دفاعية أخرى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن العلاقات مع الهند "إننا نعزز العلاقات بين إسرائيل وهذه القوة العالمية الهامة، وهذا يخدم مصالحنا الأمنية والاقتصادية والتجارية والسياحية، بالإضافة إلى العديد من المجالات الأخرى، وهذه نعمة عظيمة لدولة إسرائيل".

وتعمل نيودلهي وتل أبيب بنشاط على تعزيز التبادلات العلمية والتكنولوجية على مستويات كثيرة معاً - ومعظمها في المجالين العسكري والاستخباراتي.

وأصبحت الهند جزءاً من الإطار اللوجستي الإسرائيلي، سواء في المجال العسكري أو السياسي.

ولتحقيق هذه الغاية، فإن تبادل المعلومات الاستخبارية كبير - خاصة فيما يتعلق بـ"الإرهاب". وبالنسبة إلى الهند، فإن هذا يساعدها على تحقيق هدف عزل باكستان. وبالنسبة لإسرائيل، تخشى المجموعات "الجهادية" التي تأتي من باكستان. وقام الطرفان أيضاً بتدريبات عسكرية مشتركة.

ومن أهم مجالات التعاون العسكري تكنولوجيا الصواريخ التي تتصدرها الهند في الإقليم.

حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يحكم الهند حالياً، يتميز بالطائفية والعنصرية، على غرار حزب الليكود والائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل. وما نراه هو تطابق وجهات نظر العالمية بين الحكومتين، والمشترك هو الكراهية الشديدة للإسلام.

رئيس وزراء الهند مودي، ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو شخصيتان تعكسان واقع وسياسة حكومتيهما.

ولكن ليس كل شخص في الهند وراء هذه العلاقة المزدهرة، حيث لايزال الدعم الهندي التقليدي لفلسطين يؤمن به معظم الشعب الهندي. بريندا كارات وهي من حزب هندي يساري تدين "سياسات نتانياهو التوسعية التي تخرب أي إمكانية لقيام دولة فلسطين المستقلة، وتعارض العلاقات العسكرية والأمنية الهندية مع إسرائيل".

إن مستقبل العلاقات الهندية الإسرائيلية الحالية سيكون موضع شك مع حكومة "حزب المؤتمر" وسيتغير الوضع برمّته تغييراً جذرياً.

وقال المحلل السياسي الهندي مانوج جوشي إن "العلاقات بين الهند وإسرائيل هي زواج مصلحة ليس أكثر.. فإسرائيل ترحب بدعم دولة كبيرة غير منحازة، في حين أن الحكومة الحالية في الهند يديرها حزب يعجب بإسرائيل لمجموعة متنوعة من الأسباب".