لماذا يهرب المتحدث باسم حماس من نفي الكلام التركي.. بالهجوم على الميادين؟!
ليست الميادين قاصرة عن تأكيد ما ورد على صفحاتها بالدليل، لكنها تحفظ مصادرها وتحترمها وتقدر صراحتها، وهي لا ترغب واقعاً في أن تكون جزءاً من مناكفاتٍ داخلية في الحركة تسبق الانتخابات المقبلة، لكنها بلحاظ ما قاله الوزير التركي أمام أكثر من 200 شخصية عامة وصحفية تسأل عن معنى الضغوط من عدمها، مقابل القول بالقبول بالطلب التركي كما أسلف الوزير جاويش أوغلو، والسؤال لا ينتهي هنا، لماذا لم يصدر بعد بيان من "حماس" ينفي ما قاله أوغلو؟!
لم تطل البروفيسورة شيفر الكلام، ليتصدى جاويش أوغلو للحديث ويستعرض أمام الجمهور الحاضر تفاصيل نظرة بلاده لما يحدث في المنطقة وما بعدها. ينتهي الخطاب ومعه ينتهي التصوير لتبدأ جولة من الأسئلة والأجوبة off the record بحسب زميل صحفي كان حاضراً في اللقاء. الأسئلة تشعبت وأجوبة الوزير التركي اتسمت بالصراحة المطلقة، إلى أن توجه أحد الحاضرين إليه بالسؤال حول نظرة بلاده إلى حركة حماس، ولماذا لا تصنفها جماعة إرهابية. ينبري الوزير التركي للإجابة بالتأكيد أن بلاده قامت بما عليها من دور للضغط على "حماس" للقبول بحل الدولتين: "مارسنا ضغوطاً على حماس لإلقاء السلاح والدخول في مفاوضات مع إسرائيل، وقد أبدت استعدادها للقبول بإسرائيل في حال حصول أية تسوية والنص كما ورد بالإنجليزية هو ("Hamas was also ready to accept the state of Israel in the case of any settlement").
عندما وصل النص أعلاه إلى موقع "الميادين نت" لم يكن من بد من نشره، لا سيما وأننا متيقنون من صحته. ليكتمل الخبر كان لا بد من استيضاح "حماس" حول ذلك. بادر كاتب هذه الكلمات للتواصل مع أحد المسؤولين الرئيسيين في الحركة عبر الهاتف، وبعد إرسال الخبر الأساس كانت الإجابة من المصدر الحمساوي المسؤول "صحيح انهم ضغطوا لكن حماس لم تستجب"، ثم عاد وأرسل "كما أن الضغوط قديمة". عدنا وأكدنا على المصدر أننا سننشر النفي واتفقنا على لقاءٍ قريب. لم تكد تمر ساعات عديدة حتى صدر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيان بتوقيع المتحدث الرسمي فوزي برهوم الذي قال: "تعبّر حركة المقاومة الإسلامية حماس عن استهجانها تداول بعض وسائل الإعلام ادعاءات وأكاذيب حول تعرّض الحركة لضغوط من أجل الاعتراف بالكيان الصهيوني، وهي ادعاءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة تماماً، إذّ إن الأطراف كافة تدرك وتعلم جيداً موقف الحركة الثابت من هذه القضية."
في الحقيقة ما يدعو للاستهجان هو موقف "حماس" بحد ذاته، إذ انها بدل أن تنفي الكلام التركي لأسباب لا نعرفها، فضلت الاستقواء على موقع الميادين ووصف ما ورد بالأكاذيب والادعاءات، في الوقت الذي تملك الميادين إثبات ما نقلته عن المصدر الحمساوي، وهي في آنٍ متيقنة من أن ما نقلته عن الوزير التركي صحيح ودقيق. عمد الكاتب للتواصل مع السيد برهوم عبر "الفايسبوك" ليواجهه بالوقائع التي لديه، فما كان من المتحدث الحمساوي إلا أن قال: "هل نترك الأمر وكأنه ثابت على حركة حماس أنها تعرضت لضغوطات واعترفت بإسرائيل"؟ ليؤكد لاحقاً أن ما جرى التصريح به هو من أعلى مستوى قيادي في الحركة، وأن الذي صرّح "للميادين نت" مؤكداً الضغوط، وفي آن مؤكداً رفض الحركة الاستجابة لهذه الضغوط، يتحمل مسؤولية ما قاله بنفسه. هكذا ذهبت "حماس" باتجاه الحل الأسهل، تكذيب الميادين وتجاهل أن المشكلة ليس في ما نقله الموقع، إنما فيما قاله الوزير التركي حول استعداد الحركة للاعتراف بإسرائيل، وهو بالمناسبة أمر لم ينفه الأتراك.
ليست الميادين قاصرة عن تأكيد ما ورد على صفحاتها بالدليل، لكنها تحفظ مصادرها وتحترمها وتقدر صراحتها، وهي لا ترغب واقعاً في أن تكون جزءاً من مناكفاتٍ داخلية في الحركة تسبق الانتخابات المقبلة، لكنها بلحاظ ما قاله الوزير التركي أمام أكثر من 200 شخصية عامة وصحفية تسأل عن معنى الضغوط من عدمها، مقابل القول بالقبول بالطلب التركي كما أسلف الوزير جاويش أوغلو، والسؤال لا ينتهي هنا، لماذا لم يصدر بعد بيان من "حماس" ينفي ما قاله أوغلو؟!