قائد السبسي أمام امتحان صعب

أمام الرئيس الباجي قائد السبسي اليوم امتحان صعب وقد عادت إليه الكلمة الفصل في ما يخصّ إقرار التعديلات الأخيرة والفصول الجديدة التي صادق عليها مجلس نواب الشعب على القانون الانتخابي.

هي تعديلات من شأنها إذا ما وقع إقرارها والمصادقة عليها من قِبَل رئيس الجمهورية وختمها والإذن بنشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية، أن تُقصي عدداً كبيراً من الذين يعتزمون الترشّح للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وفي مقدّمهم طبعاً أبرز الأسماء التي أظهرت تفوّقها استطلاعات الرأي الأخيرة مثل نبيل القروي وقيس سعيد وعبير موسي وأسماء أخرى. بالنسبة للانتخابات الرئاسية ومترشّحين آخرين بالنسبة للانتخابات التشريعية.
بالأمس استقبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الذي حسب ما ورد في التصريح الإعلامي أطلعه على جاهزية الهئية للانتخابات القادمة ، ولكن أيضاً على ما ستحدثه التنقيحات على القانون الانتخابي في صورة إقراراها من وضع جديد يجب أن تتلاءم معه الهيئة وربما قد يؤدّي ذلك إلى تأخير موعد إجراء الانتخابات. كما أكّد رئيس الهئية العليا المستقلة للانتخابات إن رئيس الجمهورية لم يُبد رأيه في التنقيحات الجديدة لا بالموافقة ولا بالرفض و أعلن أنه سيستشير أهل الاختصاص ورجال القانون في الموضوع.
ويوم الجمعة الماضي تردّدت أخبار ذكرها المعلّق السياسي بإذاعة شمس أف أم أن الرئيس سيستقبل للغرض العميد فاضل محفوظ وزير حقوق الإنسان والعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وعميد المحامين الأسبق ، وكذلك أستاذ القانون الدستوري سليم اللغماني. وقد يكون الأمر يتعلّق باستشارتهما في موضوع التنقيحات المدخلة وإمكانية موافقتها للدستور.
أما الجانب الآخر فقد يهمّ أمر إعادة الترخيص القانوني لشقّ حزب نداء تونس بقيادة نجل الرئيس حافظ قائد السبسي مقابل مصادقة الرئيس على التنقيحات المدخلة على القانون الانتخابي. وهذا أمر خطير في الواقع ولا نعتقد أن الرئيس بحُكم مسؤولياته الوطنية في حماية الدستور سيذهب إليه وهو الذي طالما ردّد مقولته الشهيرة // مصلحة الوطن قبل مصلحة الأحزاب وبالفرنسية أبلغ وأدق LA PARTIE AVANT LES PARTIS
نعتقد أن الرئيس الباجي قائد السبسي اليوم أمام امتحان صعب وعليه لكسب هذا الامتحان أن يتسلّح بتجربته السياسية الطويلة وبخبرته في إدارة شؤون الدولة وخبرته الدبلوماسية كذلك..والساعة صراحة ساعة حزم وجد.. فإما أن تراعى مصلحة الوطن في هذا الظرف الدقيق وإما تراعى مصلحة الأحزاب ومن بينها حزب نداء تونس الذي أسّسه.
تردّدت أنباء عن محاولات اتفاقات لم تتأكد ولا يمكننا تأكيدها أو نفيها تخص عودة الشرعية إلى شقّ حزب نداء تونس الذي يرأسه نجل الرئيس حافظ قائد السبسي والمعروف بشقّ المنستير ومحاولة تجميع النداء القديم والتقائه مع حزب تحيا تونس برئاسة رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، ومشروع تونس بقيادة محسن مرزوق وطبعاً موافقة حزب حركة النهضة على هذا الائتلاف ، وأن يكون يوسف الشاهد مرشّحاً توافقياً للرئاسة وتحظى حركة النهضة برئاسة مجلس نواب الشعب حسب ما ذهب إليه المحلّل السياسي والصحافي رئيس تحرير جريدة لابراس الأسبق إبراهيم الوسلاتي.
ولكن كل هذه تبقى مجرّد تخمينات ومازالت الكلمة الفصل بيد الرئيس ، ونعتقد أن الباجي قائد السبسي جاءته الفرصة على طبقٍ من ذهب ليُعيد خلط كل الأوراق لصالحة ويظهر دائماً للجميع أنه صاحب الكلمة الفصل في المواضيع المصيريه أوَلم يستشهد ذات مرة ببيتين للشعر لطرفة إبن العبد// يا لك من قبّرة

يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ خلالكِ الجوّ فبيضي واصفِري
قد رُفِعَ الفَخُّ، فماذا تَحْذَري؟ ونقّري ما شِئتِ أن تُنقّري
قد ذَهَبَ الصّيّادُ عنكِ، فابشِري، لا بدّ يوماً أن تُصادي فاصبري

فهل حان يوم الصيد للقبّرة يا سيادة الرئيس.. الأمر مفتوح على كل الاحتمالات وإن غداً لناظره قريب