أس-400 تحاصر تركيا
الإصرار التركي "الظاهر" على اتمام الصفقة التي من المقرر أن تتسلم الدفعة الأولى منها خلال اشهر قليلة قادمة تسبب في تصاعد لهجة التهديد من قبل الولايات المتحدة.
يبدو أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا بعدما شهدت استقراراً ملحوظاً بعد عقوبات ترامب الاقتصادية التى انتهت بالإفراج عن القس الأميركي الذي كان محتجزاً على ذمة قضايا تتتعلق بالتخابر وموافقة الولايات المتحدة على بيع صواريخ باتريوت بقيمة 3,5 مليارات دولار لتركيا تأخذ منحدراً جديداً يؤشر على أزمة استراتيجية جديدة بين البلدين بسبب إصرار الأخيرة "تركيا" على شراء منظومة "إس 400" الروسية وهو إصرار يقابل بتهديدات أميركية لجوار الناتو بالغاء صفقات الاسلحة سواء الطائرات f35 أو صواريخ الباتريوت.
الرئيس التركي أكد مضي بلاده في شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية المضادة للطائرات والصواريخ البالستية "إس-400"، رداً على ضغوط مارستها واشنطن لمنع إتمام صفقة الصواريخ هذه التي تنافس نظيرتها الأميركية منظومة باتريوت وفي مقابلة مع قناة "كانال 24" التلفزيونية التركية قال "في ما يتعلق بمنظومة إس-400، الصفقة تمت. من غير الوارد الرجوع إلى الوراء (...) وربما بعد إس-400 سننتقل إلى إس-500".
الإصرار التركي "الظاهر" على اتمام الصفقة التي من المقرر أن تتسلم الدفعة الأولى منها خلال اشهر قليلة قادمة تسبب في تصاعد لهجة التهديد من قبل الولايات المتحدة كانت أخرها من وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" التى هددت تركيا بعواقب وخيمة إذا لم تتخل عن عزمها شراء منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" ونقلت صحيفة "ديفينس نيوز" عن المتحدث باسم البنتاغون تشارلي سامرز قوله: "إذا حصلت تركيا على منظومة إس 400 ستواجه عواقب وخيمة من ناحية علاقتنا في المجال العسكري و(صواريخ) باتريوت، ومقاتلات إف —35".
كذلك كان للحلف جانب كبير من الأزمة التى وفقاً لصحيفة التايمز هي الأعنف في تاريخ الناتو مع تركيا التى طالما كانت رجلاً غريباً فى الناتو وفقاً للصحيفة كما نقلت وسائل إعلام دولية رسائل تحذير من قائد القيادة الأوروبية الأمريكية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، كريس سكاباروتي، لتركيا من شراء صواريخ "إس-400" من روسيا وان المنظومة الروسية لا يمكن أن تعمل مع المنظومات الموجودة لدى الحلف ولا في منطقة الدفاع الجوي التابعة للناتو، لافتا إلى أن ذلك يمثل المشكلة الأولى.
من الممكن القول أن تركيا الآن أصبحت أمام خياران بسبب هذا الإصرار الحفاظ على العلاقة الجيدة مع روسيا التى وصفها الرئيس رجب طيب إردوغان في إحدى المرات إن "أشكال التضامن بين تركيا وروسيا تثير حسد البعض" ما يعني استمرار التعاون الجيد بين البلدين في سوريا وكانت آخر ثمار هذا التعاون اتفاق ادلب وكذلك استمرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي تخطت الخمسين مليار دولار وقد تقترب مستقبلاً الى مائة مليار دولار.
وفي المقابل يكون عدم التخلي عن الصفقة يعني مواجهة عقوبات أميركية ساحقة قد تؤدي إلى انهيار الليرة التركية خاصة من بعد أن أنهت واشنطن برنامج نظام الأفضليات التجاري الذي يسمح بإعفاء تركيا من الرسوم الجمركية فيما يتعلق بنحو ألفي منتج من المنتجات الصناعية والمنسوجات الواردة إلى الولايات المتحدة وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان إن بلادها ستدفع رسوما جمركية إضافية بقيمة 63 مليون دولار بعد أن تُنهي الولايات المتحدة نظاما تفضيليا للتجارة مع أنقرة ناهيك طبعا عن التهديدات بالغاء صفقات الأسلحة.
أيضاً يبقى دعم المليشيات الكردية خاصة وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية وسيلة ضغط كبيرة علي الجانب التركي من قبل الولايات المتحدة خصوصاً مع تجديد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مطالبة واشنطن بسحب الأسلحة من تنظيم "وحدات حماية الشعب" و"حزب العمال الكردستاني"، وإخراج عناصرهما والمقاتلين من منطقة منبج تمهيدا لتسليم إدارتها لأهلها.