بلوشستان صراع جيوسياسي إيراني.. بين ضعف الاستخبارات الباكستانية والدعم الخارجي
في وقت مبكر من عقد 2000، بدأت الجماعة الإسلامية المتطرفة جند الله في أنشطتها في بلوشستان. تفرّعت المنظمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في كل من إيران وباكستان. من 2006 إلى 2010، قتل ما بين 254–346 شخصاً في موجة عنف قامت بها جند الله في إيران. شملت الهجمات في إيران تفجيرات في زهدان في 2007، وقتل فيها 18 شخصاً، وتفجير آخر في 2009 وقتل فيها 20 شخصاً. في 2009، قتل 43 شخصاً في تفجير في بيشين. في تموز/يوليو 2010، قتل 27 شخصاً في تفجيرات في زهدان. في 2010، وقع انفجار انتحاري في شاباهار وقتل فيه 38 شخصاً.
البداية مع تأكيد قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء محمّد علي جعفري عقب تفجير زاهدان الانتحاري في خاش-زاهدان، سيستان وبلوشستان، الذي استهدف حافلة للحرس الثوري الإيراني. راح ضحيته 27 قتيلاً و13 جريحاً، مصرّحاً بأن "الجمهورية الإسلامية سوف لن تأخذ بنظر الاعتبار الاعتبارات السابقة، وفي حال استمرارها وحتى للثأر من هذه الجريمة ستبادر للعمل بصورة مباشرة وإننا نوجّه السؤال التالي لجارتنا المسلمة باكستان وهو أنه لماذا يقوم الجيش وجهاز الاستخبارات الباكستانيان إلى جانب صمتهما تجاه هذه الجماعات التكفيرية بتوفير الملاذ لها؟. إننا نعتبر هذا الصمت نوعاً من الدعم لهذه الزمرة ويجب على جهاز الاستخبارات الباكستاني تحمل المسؤولية في هذا المجال. فجهاز الأمن الباكستاني يعلم بلاشك مكان اختفاء هذه الزمر إلا أنه يلتزم الصمت تجاه ذلك".
في الوسط فهو صراع بلوشستان.. حرب عصابات يشنها القوميون البلوش ضد حكومات "باكستان وإيران" في منطقة بلوشستان، التي تغطي إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان، مقاطعة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، ومنطقة بلوشستان في جنوب أفغانستان. واكتسب هذا التمرّد قوّة جنباً إلى جنب مع تدهور القانون ووضع النظام في أفغانستان المجاورة وعدم الاستقرار على المستوى الاتحادي.
جيش تحرير بلوشستان، والذي يصنّف كمنظمة إرهابية من قبل باكستان وبريطانيا، هو أكثر جماعة انفصالية بلوشية معروفة على نطاق واسع. أجرى منذ عام 2000 العديد من الهجمات القاتلة على القوات الباكستانية، الشرطة والمدنيين. يشمل هذا جماعات انفصالية أخرى مثل عسكر بلوشستان والجبهة المتحدة لتحرير بلوشستان. في عام 2005، بدأ تمرّد البلوش ضد جمهورية إيران الإسلامية. المعركة على مدى منطقة البلوش الإيرانية على الحدود مع باكستان، قد "لا يكتسب" من خلالها ما يصل من أراض في الصراع في باكستان.
في وقت مبكر من عقد 2000، بدأت الجماعة الإسلامية المتطرفة جند الله في أنشطتها في بلوشستان. تفرّعت المنظمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في كل من إيران وباكستان. من 2006 إلى 2010، قتل ما بين 254–346 شخصاً في موجة عنف قامت بها جند الله في إيران. شملت الهجمات في إيران تفجيرات في زهدان في 2007، وقتل فيها 18 شخصاً، وتفجير آخر في 2009 وقتل فيها 20 شخصاً. في 2009، قتل 43 شخصاً في تفجير في بيشين. في تموز/يوليو 2010، قتل 27 شخصاً في تفجيرات في زهدان. في 2010، وقع انفجار انتحاري في شاباهار وقتل فيه 38 شخصاً.
في 2010، قتل زعيم جند الله عبد المالك ريغي، وساهم هذا في تفكك الجماعة، لكن لم تنته هجمات المتمردين. في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، قتلت جماعة جيش العدل 14 من حرس الحدود الإيراني في كمين في مدينة رستك، بالقرب من مدينة سارافان. بعد وقت قصير من هذا، أعدمت السلطات الإيرانية 16 بلوشياً بتهم ابتدأت من الإرهاب إلى الاتجار بالمخدرات. قتلت جماعة أخرى هي حركة أنصار إيران مسؤولين إثنين في الباسيج وجرحت عدداً من المدنيين في تفجير وقع في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 استهدف جامع الإمام الحسين، في مدينة شاباهار مقاطعة سيستان وبلوشستان.
نعم إيران قلقة من العمليات المشتركة التي تقوم بها هاتان الجماعتان مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضد الشيعة. واتهمت إيران الولايات المتحدة بدعم جند الله "لسنوات". تصنف الحكومة الأميركية حسب مسؤوليها جند الله كمنظمة إرهابية، ونفت هذه التهمة. أغضبت حركة أنصار إيران الحكومة الإيرانية لاستعمالها الأراضي الباكستانية كملجأ، وهدّدت بشن عمليات عسكرية في باكستان لمواجهة المجموعات الإرهابية "في عدّة مناسبات".
في إيران أيضاً هذا الصراع على المستوى الجيوسياسي ليس سهلاً. ولكن في الواقع إنَّ الأطراف الفاعلة هنا مختلفة تماماً. فهكذا بات من المعروف منذ فترة أنَّ جماعة "جند الله"، وهي جماعة سلفية مسلحة تدَّعي أنَّها تمثِّل جميع السُّنَّة في إيران وتنطلق في عملها بشكل أساسي من بلوشستان الإيرانية، لا تتلقى الدعم فقط من السعودية، بل كذلك من جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية الموساد ومن وكالة المخابرات المركزية الأميركية سي آي إيه. ولكن في الوقت نفسه توصف هذه الجماعة من قبل الولايات المتَّحدة الأميركية على أنَّها تنظيم إرهابي، له علاقة بتنظيم القاعدة.
لقد أثارت معرفة ذلك ضجة كبيرة. وفي الواقع يعود سبب ذلك قبل كلِّ شيء إلى أنَّ بعض الصحفيين قد خلطوا ما بين جماعة "جند الله" وبين جماعة باكستانية تحمل الإسم نفسه ومن المفترض أنَّها بايعت تنظيم الدولة الإسلامية. ومرة أخرى يبيِّن الدور الباكستاني في بلوشستان إلى أي مدى من الممكن أن تكون التناقضات الجيوسياسية. ففي حين أنَّ باكستان كانت تتعاون في عهد نظام الشاه مع إيران ضدَّ البلوش في كلّ من باكستان وإيران، أصبحت في الأشهر الأخيرة تُتَّهم أكثر بأنَّها تدعم جماعة "جند الله" إلى حدّ ما، بهدف وضع طهران أمام مشكلات.
سبق أن أكّد اللواء جعفري أن "إيران ستثأر لدماء شهدائها من السعودية والإمارات بسبب دعمهما للجماعات الإرهابية"، مشدّداً أن "على باكستان أيضاً أن تدفع ثمن دعمها للأجهزة الاستخبارية المعادية". في كلمته خلال مراسم تشييع قتلى العملية الإرهابية في سيستان وبلوشستان بمدينة إصفهان، قال إن "السعودية والإمارات وأجهزتهما الاستخبارية كانوا يخططون لعمليات انتحارية في إيران وقد تم التصدّي لها، مشيراً إلى أن أعداء الجمهورية الإسلامية كثيرون وقد أعدّوا العدّة لعرقلة التقدّم في إيران. وأن القوات المسلحة الإيرانية لديها العزم الراسخ على إرساء الأمن في المنطقة، وأن على باكستان أن تعلم أن عليها دفع ثمن دعمها للأجهزة الاستخبارية المعادية. وسنثأر من السعودية والإمارات لدماء شهدائنا، وعليهما أن يعلما أن صبر إيران قد نفد. وأعرب عن أمله بألا تسمح باكستان للجماعات الإرهابية التكفيرية بالتواجد على أراضيها، معتبراً سكوتها دعماً لتلك الجماعات، محذراً إنه إذا تكرّرت العمليات الإرهابية فسنتدخل مباشرة. مؤكّداً أنه على أعداء إيران؛ (الأميركيين والإسرائيليين والتكفيريين) أن يعلموا بأن ما نحتاجه في مسار الثورة الإسلامية هو دم الشهيد وأن تأثيره واضح في مسار الأعوام الأربعين للثورة الإسلامية".