التطبيع العربي الإسرائيلي مستمر...فماذا عن الوثيقة السعودية؟
تطبيع عربي إسرائيلي مستمر، في سبيل إرضاء الولايات المتحدة، على حساب تمرير "صفقة القرن" وإلزام السلطة الفلسطينية على الخضوع لشروطها، كما وقّعت اتفاقية أوسلو عن طريق فرض الضغوطات والابتزاز المالي مقابل الموافقة على الصفقة... فماذا تبقّى من الأراضي الفلسطينية؟.
على قلب رجل واحد، هكذا اجتمعت الدول العربية وإسرائيل في مؤتمر وارسو، الذي عقد في 13 و14فبراير / شباط في العاصمة البولندية برعاية الولايات المتحدة الأميركية بالشراكة مع بولندا، في سبيل بحث عملية السلام والأمن في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
على خلفيّة الدعاية الأميركية المستمرة في طريق نسب العمليات الإرهابية لإيران وأنّها تشكل الخطر الأكبر على الشرق الأوسط، في سبيل بيع الفائض من الأسلحة التي تمتلكها الولايات المتحدة لدول الخليج العربي، وتوحيد الصفوف بين العرب وإسرائيل، في الوقت الذي تجتمع فيه الدول العربية وإسرائيل على نفس الهدف في طريق محاربة إيران، خصوصاً وأن إيران وحزب اللّه اللبناني يعتبران الداعم الكبير للقضية الفلسطينية وإمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح في سبيل الدفاع عن قضيتها.
في تسريب فيديو من مؤتمر وارسو يظهر به توجّه يوسف بن علوي وزير الخارجية لسلطنة عُمان إلى غرفة نتنياهو بالسرّ.
وأعرب نتنياهو عن سروره، إذاء العلاقات القوية التي تجمع سلطنة عُمان وإسرائيل محدّثاً عبر تغريدة له على تويتر "يسرّني الالتقاء بكم مرة أخرى. القرار الشجاع الذي اتخذه السلطان قابوس بدعوتي إلى زيارة سلطنة عُمان يحدث تغييراً في العالم".
وتابع نتنياهو حديثه مع بن علوي "أشكركم على هذه السياسة الإيجابية التي تتّجه نحو المستقبل والتي قد تؤدّي إلى تحقيق السلام والاستقرار لصالح الجميع. أشكركم بإسم المواطنين الإسرائيليين وأسمح لنفسي بأن أقول ذلك أيضاً بإسم الكثيرين في الشرق الأوسط".
فيما قال وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي لنتنياهو ،إن ما قامت به بلاده "رؤية جديدة وهامة حول المستقبل"، ولفت إلى أن شعوب الشرق الأوسط عانت لأنها بقيت في الماضي، وأشار إلى أن عهداً جديداً يخدم المستقبل ويحقّق الازدهار لهذه الشعوب قد بدأ.
ويذكر أن العلاقة الإسرائيلية ،التي تجمعها مع عُمان جاءت على خلفية الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عُمان ، حيث تم خلالها وضع خطة لإقامة ممر مائي يربط إسرائيل بالدول الخليجية.
وفي فيديو آخر، قام بتسريبه مكتب نتنياهو على تويتر ، ثم قاموا بحذفه يظهر فيه وزراء الخارجية للدول الخليجية ودفاعهم عن إسرائيل.
فيما قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة في60 دولة ونتنياهو أن العدو الإيراني أهم من القضية الفلسطينية ، محدّثاً" كبرنا ونحن نتحدّث عن القضية الإسرائيلية-الفلسطينية كأهم قضية يجب أن تُحلّ بطريقة أو بأخرى. لكن وفي مرحلة لاحقة، تراءى لنا تحدّ أكبر وأكثر سُمِيّة - في الحقيقة هو الأكثر سُمِّيةً في تاريخنا- هو ذلك التحدّي الآتي من الجمهورية الإسلامية".
أمّا وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن آل النهيان، فقد أشار إلى أن إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها.
وشارك الحديث وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، باتهامه لإيران بدعم المقاومة الفلسطينية عن طريق دعم حماس والجهاد الإسلامي وإمدادهم بالسلاح، مشيراً "انظروا إلى الفلسطينيين: مَن ذا الذي يدعم حماس والجهاد الإسلامي ويقوّض السلطة الفلسطينية؟ إنها إيران".
وكانت السلطة الفلسطينية، قد حذّرت من أية خطوة اتجاه أيّ تطبيع عربي إسرائيلي في مؤتمر وارسو، مشيرةً إلى أن هذا يصبّ في مصلحة الاحتلال في الدرجة الأولى وطعنة بالظهر للدولة الفلسطينية.
في ظل الوثيقة التي أصدرتها المملكة العربية السعودية على مقربة أيام قصيرة، والتي كشفت عنها القناة العاشرة الإسرائيلية ،عن رفض السعودية إقامة علاقات مع إسرائيل ونقل مسؤول إسرائيل رفيع المستوى للقناة العاشرة وصف الوثيقة بالسرّية للغاية محدّثاً "شدّدت الخارجية الإسرائيلية على أن السعودية "ليست مستعدّة حالياً للموافقة على صفقة القرن، التي يقدّم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلاً للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون أن تشمل نقاطاً لصالح الجانب الفلسطيني".
إلا أن السعودية لم تقم بالوقوف على مبادئها وتقطع العلاقات مع إسرائيل على غرار الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، خصوصاً المجازر المرتكبة بحق مسيرات العودة الفلسطينية، التي تنطلق بقطاع غزّة من كل أسبوع وتطالب المسيرات برفع الحصار ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
تطبيع عربي إسرائيلي مستمر، في سبيل إرضاء الولايات المتحدة، على حساب تمرير "صفقة القرن" وإلزام السلطة الفلسطينية على الخضوع لشروطها، كما وقّعت اتفاقية أوسلو عن طريق فرض الضغوطات والابتزاز المالي مقابل الموافقة على الصفقة... فماذا تبقّى من الأراضي الفلسطينية؟.