قمة وارسو ضد إيران بين مؤتمر ولقاء
الولايات المتحدة الأميركية تجتهد في التحشيد لـ "مؤتمر وارسو" ضد ايران ليتوج بجمع عواصم عربية مع تل ابيب ضمن "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" بقيادة واشنطن.
اجتهدت الولايات المتحدة الأميركية في التحشيد لـ "مؤتمر وارسو" ضد ايران ليتوّج بجمع عواصم عربية مع تل ابيب ضمن "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" بقيادة واشنطن.
هذا المؤتمر يتوقع أن يشارك فيه وزراء خارجية من دول خليجية – السعودية، الإمارات العربية، الكويت وعُمان. وسيكون رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أحد المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية فمن المتوقع أن يلقي خطاباً شديد اللهجة ضد ايران.
بشكل علنيّ وواضح قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الهدف منه هو "التركيز على نفوذ إيران والإرهاب في المنطقة"، لكنه توسّع أكثر من المنطقة في تأكيده على أن مناقشات المؤتمر تشمل البحث في نفوذ إيران وحزب الله في فنزويلا وأميركا الجنوبية.
عنوان وارسو سرعان ما اصطدم فيما بعد بجدار كبير بناه الأوروبيين وهو تمنعّهم عن الحضور ليتم توسيع أجندة المؤتمر ليشمل الشرق الأوسط خوفاً من الفشل بعد الانسحاب من الاتفاق النووي .
المواجهة الأميركية-الأوروبية لم تقف عند هذا الحد بل تطورت ليضع الاتحاد الأوروبي وقبل أيام قليلة من المؤتمر خريطة طريق واضحة تحت عنوان "تبنى الاستنتاجات المتعلقة بإيران"، للتعاطي مع إيران، أساسها "الالتزام الحازم" بالاتفاق النووي الموقع في تموز/يوليو عام 2016 واعتباره "عنصراً أساسياً في بنيّة عدم الانتشار النووي العالمية."
كما تحافظ خريطة الطريق الأوروبية على الفصل التام بين الموقف من الاتفاق النووي مع إيران وبين دور ايران في الشرق الأوسط .
صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت بأن دبلوماسيين أوروبيين أشاعوا خبراً عن أن بومبيو قد يلغي القمة في الدقيقة الأخيرة، نظراً إلى التمثيل المنخفض المستوى، أو الحضور من قبل مسؤولين صغار، رغم تفصيل الخارجية في بيان لها بعض جوانب اللقاء الوزاري حيث سيتم مناقشة الازمات الاقليمية وتداعياتها على المدنيين في الشرق الاوسط، تطوير وانتشار الصواريخ والأمن الالكتروني والتهديدات المترتبة عليه في قطاع الطاقة و مكافحة التشدد والتمويل المشبوه.
على غرار ذلك، سيعلن مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر عن بعض تفاصيل صفقة القرن، خلال المؤتمر.
وبحسب صحيفة معاريف الاسرائيلية من المحتمل عقد لقاء بين نتنياهو كوشنير، والمبعوث الأمريكي الخاص، للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على هامش فعاليات المؤتمر نفسه.
أمّا مساعد وزير الخارجية البولندي ماتشي برز ميسلاو لانغ فقد زار طهران ليطمئن الإيرانيين أن قمة وارسو هي لبحث "سبل دفع السلام والأمن في الشرق الأوسط بصورة عامة، ولن تكون ضد أي بلد آخر بما فيه الجمهورية الإسلامية"، مشدداً على أن وارسو لن تسمح باتخاذ أي إجراء ضد إيران كونها "بلداً صديقاً"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.
من جهته، رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أوضح أن الدعوة الى مؤتمر وارسو تعكس عجز الدول الداعية إليه والساعية له عن حل مشاكل المنطقة، معتبراً في مقابلة مع الميادين بأن مؤتمر وارسو هو مجرّد إجراء يأتي في اطار حربهم النفسية ومصيره لن يختلف عن السابق.
كما أوضح أن الهدف الأميركي من مؤتمر وارسو قد يكون زرع الفرقة بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي.
بعد الاطلاع على جدول أعمال المنتدى وبرنامجه قررت الخارجية الروسية عدم المشاركة فيه، موضحةً أن الدعوة التي تلقتها روسيا تنص على أن الوثيقة الختامية، تعدّها فقط الولايات المتحدة وبولندا بدون مشاركة الدول الأخرى في ذلك، فضلاً عن أن سيرغي لافروف شككّ في قدرة هذا الاجتماع على المساهمة في حل قضايا المنطقة.
وفي ظل هذه المعطيات يشكك الكثيرون بما سيخرج عن وارسو فيصفه البعض بأنه أقل من مؤتمر وأقرب إلى كونه لقاء بين الأصدقاء وفي المقابل تسري معلومات أنه خلف التهويل الأميركي ضد إيران أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لزيارة طهران للتفاوض مع القيادة الإيرانية، وأن دولتين عربيتين إحداهما سلطنة عمان، ودولتين أوروبييتين إحداهما ألمانيا، نقلتا الرسالة إلى طهران، وأن هذه الدول تحاول التوسط بين الجانبين، وفق ما ذكر أمير الموسوي على شاشة الميادين.