إكتشاف حمّامات رومانية في سوريا
يقول عالِم الكلاسيكيات ومدير البعثة الأثرية أنجلبرت وينتر من "تجمّع التفوّق" والذي أدلى بهذا التصريح في أعقاب نهاية موسم التنقيب "توضح حفرياتنا في مدينة دوليتشي القديمة بجلاء كيف ازدهرت تلك البلدة عبر الدهور والأديان فيما كان وقتها شمال سوريا- من العصر الهلنستي وعبر المسيحية إلى بداية الحقبة الإسلامية".
انتشرت الإمبراطورية الرومانية طولاً وعرضاً من غرب أوروبا إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وكانت سوريا مقاطعة رومانية مبكرة حيث ضُمت إلى الإمبراطورية الرومانية عام 64 قبل الميلاد. ولا تزال بعض المستوطنات الرومانية المبكرة تنتشر في المنطقة ولكن ضمن إطار سوريا الحديثة.
فمدينة دوليتشي هي جزء من سوريا التاريخية ولكنها تقع اليوم في تركيا المعاصرة. عمل علماء الآثار في الفترة الماضية في دوليتشي واكتشفوا مؤخّراً علائم تشير إلى مدينة قديمة فائقة الغنى والإزدهار.
يقول عالِم الكلاسيكيات ومدير البعثة الأثرية أنجلبرت وينتر من "تجمّع التفوّق" والذي أدلى بهذا التصريح في أعقاب نهاية موسم التنقيب "توضح حفرياتنا في مدينة دوليتشي القديمة بجلاء كيف ازدهرت تلك البلدة عبر الدهور والأديان فيما كان وقتها شمال سوريا- من العصر الهلنستي وعبر المسيحية إلى بداية الحقبة الإسلامية".
يقول علماء الآثار أن درّة تاج عقد دوليتشي كان حمّاماً فارهاً وغريباً في الوقت ذاته. وبالرغم من تصميمه المُذهل لم يستخدم الحمّام إلا لمدة قرن أو إثنين من الزمن.
زُيّن الحمام بموزاييك رائع وبُنيَ خلال القرن الثاني أو الثالث بعد الميلاد ، عندما كانت الحمامّات العامة في سوريا نادرة الوجود بعكس الغرب اللاتيني. ولكن الحمّام لم يستخدم مع حلول أوائل القرن الرابع بعد الميلاد.
هَجَر الناس المدينة بسبب الحروب والأزمات الإقتصادية ومع تغيّر التوجّهات الثقافية مع تصاعد التأثير المسيحي في المنطقة، وبدأ المشهد المعماري بالتغيّر وتمّ التركيز بشكل أكبر على ما كان يُعتبر آئنذاك الدين المُبتكر وهُجرت معابد الآلهة القديمة لصالح الدين الجديد ولكن لم يستسلم الجميع لهذا التغيير.
يقول علماء الآثار أن درّة تاج عقد دوليتشي كان حمّاماً فارهاً وغريباً في الوقت ذاته. وبالرغم من تصميمه المُذهل لم يستخدم الحمّام إلا لمدة قرن أو إثنين من الزمن.
زُيّن الحمام بموزاييك رائع وبُنيَ خلال القرن الثاني أو الثالث بعد الميلاد ، عندما كانت الحمامّات العامة في سوريا نادرة الوجود بعكس الغرب اللاتيني. ولكن الحمّام لم يستخدم مع حلول أوائل القرن الرابع بعد الميلاد.
هَجَر الناس المدينة بسبب الحروب والأزمات الإقتصادية ومع تغيّر التوجّهات الثقافية مع تصاعد التأثير المسيحي في المنطقة، وبدأ المشهد المعماري بالتغيّر وتمّ التركيز بشكل أكبر على ما كان يُعتبر آئنذاك الدين المُبتكر وهُجرت معابد الآلهة القديمة لصالح الدين الجديد ولكن لم يستسلم الجميع لهذا التغيير.
وكما يحدث غالباً كان كشف هذه الأبنية الأثرية الخطوة الأولى. لا يهتم عِلم الآثار الحديث بكشف الأبنية بقدر ما يهتم بكيفية تأثيرها على حياة الناس وطريقة عيشهم.
يقول البروفسور مايكل بلومر من جامعة أرهوس الدانماركية: "أمامنا مهمة كبيرة هنا ونحاول التعامل معها عبر الطرائق الحديثة وتساؤلات الأبحاث. لا يتعلّق الأمر بعرض المباني المُذهلة بقدر اقتناص أكبر قدر من المعلومات عن كيفية عيش البشر عبر الدهور. ماذا استهلك السكان وكيف كان شكل حياتهم اليومية وآلية عمل الإقتصاد. وكيف تفاعلت البلدة مع الأزمات مثل الحروب والكوارث الطبيعية ومع التغيّرات السياسية والدينية".
لا تزال بلدة دولوك التركية التي حلّت محل دولوتشي القديمة تتبع المذهب الكاثوليكي اللاتيني وهو أمر مستغرب، لذلك يمكن القول إن التغيرات القديمة لا تزال تحتفظ بتأثيرها المستديم لغاية اليوم.
المؤلف: ميهاي أندريه
المصدر:
https://www.zmescience.com/science/archaeology/roman-bath-syria-05112018/