إخفاقات أميركية في الشرق الأوسط وانتصارات في أميركا اللاتينية وترقّبٌ في آسيا الوسطى
ماذا بعد الانسحاب؟ لعلّ السؤال الأساسي ماذا بعد التصادمات العسكرية أو ما بعد القتال؟
جدول الانسحابات العسكرية من المنطقة تراوح بين التأخير والتأجيل وما بين الذهاب والإياب وما بين التموضع وإعادة الانتشار. قرّر ترامب مُفاجئاً حتى وزير دفاعه، حيث اتّصل رئيس الأركان الأميركي بوزير الحرب في البنتاغون أحقاً سننسحب من شرق الفرات؟ أجاب غاضباً متعّجباً لا أدري ليس لديّ عِلم سأتّصل بترامب؟
ترامب يؤكّد ذلك. ليضع بعدها استقالته على طاولة الرئيس المجنون كما يُسمّيه البعض!
لماذا الانسحاب الأميركي
أو بدأ بالتراجُع أو أعلن أنه سينسحب؟
فمركز القرار الروسي رحَّب بذلك وقال عنها خطوة نحو الحل السياسي. ولكن بقي يتساءل عن خلفّيات القرار المُبهَمة؟
محور المقاومة يعتبر الأمر انتصاراً له وهزيمة نكراء ويُبرّر ذلك بأن القواعد تحت مرمانا، أي الخاصِرة الرخوة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط
الكيان العبري قلق خائِف يعتبر نفسه خاسِراً
فهو يتحدّث عن القوّة وعن الوجود الإيراني مُهدّداً سنتابع الحرب ضدّ الجمهورية لقد تركنا الأميركي في العراء؟
الأتراك تخربطت أوراقهم فلم يكونوا على عِلم كما يدّعون؟
الكرد الخاسِر الأكبر بحيث أنهم خسروا حليفاً مهماً لذلك طلبوا النجدة قبل التأديب التركي بموافقة دول المحور؟
وهدّدوا بإطلاق سراح داعش من السجون إلى الحدود التركية أليس غريباً ذلك؟
يقول ترامب أنا شرطي ولكن بأجر، هكذا حوَّل حاكم واشنطن الجيش الأميركي إلى شركة أمنية مدفوعة الأجر؟
تركيا، أردوغان تخلّى عن أطماعه وسيُرجِع اللاجئين إلى سوريا فهل هذا ما يريده؟
لقد دخل مع تنسيق أمني وسياسي مع محوره؟
عملية السلام في سوريا تجري بوتيرةٍ عالية
فهل خطّة واشنطن هي عودة الدولة السورية ولكن مُنهَكة بإعادة الإعمار
وبمشاكل سياسية ودستورية لإلهائها بكل
تحدّيات للعودة إلى اتفاق الهدنة مع العدو؟
هل الأتراك هم عين ويد الأميركي في سوريا
برضا روسي؟
هكذا انهزمت القوات الأميركية في سوريا! ولكن ماذا ستفعل الدولة العميقة
إذا كان القرار ارتجالياً؟
قاسم سليماني هاجم البارجة الأميركية في المياه الإقليمية فقط على بُعد 300 متر
رسالة هجومية واضحة التعبير!
الحرس الثوري يتحدّث عن تحوّل القوات بسرعة من حال الدفاع والردع وحال الهجوم أي اختلفت العقيدة هو أقرب اليوم إلى الهجوم منه إلى الدفاع متى ينقضّ على الأسطول الأميركي؟
الانسحاب الأميركي من أفغانستان هو عودة طالبان إلى الساحة أليس ذلك هزيمة؟
مما لاشك فيه أن أميركا خسرت الكثير من أوراقها وقوّتها فهي لا تريد الصِدام العسكري لأنها ستنهزم فهي تريد الحفاظ على ما تبقّى من قوّتها وهيبتها وتبدأ مرحلة
القتال بقفّازات بيضاء هي الاقتصاد القاتل والفساد القاتِل؟
لقد ربح العقل الروسي والإيراني جولة مهمّة على العقل الأميركي
ولكن السؤال الأهم ماذا بعد الانسحاب
فوضى داعشية جديدية أم تموضع أميركي في أميركا اللاتينية وآسيا ففي البرازيل
حقّق بولتون تقدّماً مهماً حيث نتنياهو يتحدّث عن ثورةٍ جديدة فهل تنتصر استراتيجية الإدارة الترامبية في وسط آسيا
إلا أن التّنين الصيني في المرصاد. فلا يمكن أن ينام على الحرير ما زالت الأيام تُنذِر بما يخفي الدهر!