المهاجرون ينزحون في قوافل بحثاً عن الأمان
قطعت قافلة المُهاجرين من أميركا الوسطى المتوجّهة نحو الولايات المتحدة بحثاً عن اللجوء نصف الطريق بعد أن وصلت إلى المكسيك.
بدأت القافلة مسيرها يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر في هندوراس بـ200 شخص ومع تنقّلها في هندوراس وغواتيمالا والآن المكسيك تضخّمت لتضمّ أكثر من 7000 شخص حسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
انضمّ إلى المهاجرين ممثلون عن المنظّمات الإنسانية مثل الصليب الأحمر المكسيكي والتي تقدّم الرعاية الطبية وبعض مجموعات حقوق الإنسان التي تراقب الحال. وبالطبع هناك الصحافيون حيث لفتت تقاريرهم انتباه الرئيس دونالد ترامب.
أين قافلة المهاجرين؟
يتوجّب على المهاجرين من غواتيمالا والسلفادور وهندوراس قطع أكثر من ألف ميل مشياً على الأقدام قبل الوصول إلى الحدود الأميركية.
ادّعى ترامب أن القافلة قد تحتوي بعض الإرهابيين من الشرق الأوسط ولكنه اعترف بعد ذلك بأنه لا يوجد دليل على ذلك ولكن وسائل الإعلام المحافظة التقطت الرسالة ونشرتها على الملأ.
ومن المنطقي أن يكون للأميركان مخاوف أمنية بخصوص الهجرة. وبصفتي مختّصة بدراسة التهجير القسري أعتقد أن من المهم النظر إلى سبب سفر المهاجرين في مجموعات وأهم تلك الأسباب الأمان.
الأمان بالأعداد.
يهرب الأشخاص من أميركا الوسطى ضمن القافلة مثل مئات الآلاف من الأفراد في المنطقة كل عام من العنف الهائل وقلّة الفُرَص الإقتصادية والمشاكل البيئية المُتفاقمة بما في ذلك الفيضانات والجفاف في أوطانهم.
إذ تعاني غواتيمالا وهندوراس والمكسيك من أعلى معدّلات القتل في العالم. ووفق منظمة أطباء بلا حدود التي توفّر الرعاية الطبية في مناطق الأزمات عانى أكثر من 68% من المهاجرين واللاجئين من العنف. وعانى ثلث النساء من الاستغلال الجنسي.
وسواء عبر المهاجرون أميركا الوسطى أو الصحراء الكبرى أو جبال أفغانستان فإنهم يتعرّضون بشكلٍ مُتكرّر لاعتداء المجرمين والميليشيات ومسؤولي الهجرة الفاسدين الذين يعلمون أن المهاجرين يمثلون أهدافاً سهلة: فهم يحملون النقد ولا يحملون أسلحة.
ترفع المجموعات الكبرى من هامش المرورالآمن للمهاجرين وتوفّر لهم بعض الإحساس بالإنتماء للمجموعة والوحدة خلال الرحلة كما يذكر المهاجرون أنفسهم.
التنبيه على الأخطار المحيقة بهم.
تجذب مجموعات المهاجرين الكبرى انتباه وسائل الإعلام. حيث يكتب الصحافيون عن أسباب الهجرة ويسلّطون الضوء على معضلات أميركا الوسطى الكثيرة.
ولكن عناوين الأخبار عن قوافل الهجرة الكبيرة قد تُسيء عرض التوجّهات عند الحدود الأميركية المكسيكية حيث تتناقص الهجرة في الواقع.
ورغم تنامي أعداد العائلات والأطفال القادمين من أميركا الوسطى والباحثين عن اللجوء في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين ، تناقصت أعداد المهاجرين المكسيكيين الباحثين عن فرصة إقتصادية أفضل إلى مستويات قياسية تاريخية.
وبينما يرغب معظم المهاجرين بالعبور إلى الولايات المتحدة بيّنت البيانات المؤخّرة أن الكثير منهم ينتهي به المطاف في المكسيك.
وفي ردّ فعل على إدارة الهجرة في حكومة ترامب وعد الرئيس المكسيكي المُنتخب أندريه مانويل لوبيز أوبرادور بالترحيب بالمهاجرين من أميركا الوسطى والحفاظ على أمنهم.
المؤلّفة:
الدكتورة كارين جاكوبسن. أستاذة الهجرة الدولية في كلية القانون والدبلوماسية في جامعة تفتس الأميركية.