داعِم وراعي الإرهاب هو مَن اغتال خاشقجي
محاولة تبرئة محمّد بن سلمان قد تنجح نظراً لما يمتلكه من ثروات وأموال التي قد تُستخدَم للحصول على هذه التبرئة والمغفرة الرسمية من إدارة أكبر دولة في العالم تتحدّث وتدعو إلى الحرية والديمقراطية، ولكنها تدعم مَن يُصادر هذه الحريات.
عملية اغتيال الكاتب والصحافي السعودي جمال الخاشقجي لاقت إدانة عالمية كبرى، وحازت على تغطية إعلامية عالمية لا مثيل لها. وهي عملية مُدانة إلى حدٍ كبير، وتعكس جُرم الذين اقترفوا عملية تقطيع جسده إلى أكثر من 15 قطعة والتخلّص من هذا الجسد الذي مُثِّل به أبشع تمثيل.
ما زالت التحقيقات جارية ومتواصلة حول مَن أصدر أمر تصفية هذا الكاتب: هل هو وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، أو آخرون؟ مع أنه هو المسؤول الأول والأخير عن الفريق السعودي الذي توجّه إلى إسطنبول ونفّذ هذه العملية القذرة جداً جدا.
هناك سكوت من الإدارة الأميركية على هذه الحادثة، إذ يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبرئة ابن سلمان، أو التغاضي عن جُرمه. وهذا أمر ليس مُفاجئاً إذ أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تغاضت عن الإجرام الذي ارتُكِب بحق الشعب السوري، وبحق الشعب اليمني، والشعوب الأخرى، لأن مَن دعم تنظيم داعش الإرهابي هو "النظام السعودي"، وكان هذا النظام حسب ما قاله عدّة مرات الرئيس الأميركي ترامب بأنه كان جزءاً من الإرهاب، لكنه الآن يُكافحه ويُعارضه، تماماً كما هي الحال للسياسة الأميركية التي تدّعي أنها تُحارب الإرهاب، ولكنها في الواقع تشجّعه وتدعمه بطريقةٍ سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة، لأنها تستغلّ هذا الإرهاب لتمرير مُخطّطاتها ومشاريعها في منطقة الشرق الأوسط.
مَن علَّم داعش ارتكاب أبشع المجازر بحق أبناء الشعبين السوري والعراقي، ألم يرتكب هذا التنظيم عمليات قطع الرؤوس والقتل الجماعي وحرق الأفراد، والتمثيل بالجثث! ألم يكن هذا مدعوماً من النظام السعودي الذي لم يلق أيّ رفض عالمي لمُمارساته ودعمه لهذه الجرائم. فتقطيع جثّة الخاشقجي وتذويبها ليس بالأمر المُفاجىء للعالم المُتابِع لما يجري في سوريا من جرائم بحق الشعب السوري الشجاع الذي صمد بوجه الإرهاب، وها هو يسحقه الآن، ويُلاحق فلول ما تبقّى منه.
لماذا العالم ثار ضدّ قتل خاشقجي، ولم يثر عندما كان يشاهد جرائم "داعش"؟ ولماذا هذا العالم يسكت حتى الآن على ما يتعرّض له أطفال اليمن من قتل وجوع وإرهاب من قِبَل تحالف تقوده السعودية!
إن محاولة تبرئة محمّد بن سلمان قد تنجح نظراً لما يمتلكه من ثروات وأموال التي قد تُستخدَم للحصول على هذه التبرئة والمغفرة الرسمية من إدارة أكبر دولة في العالم تتحدّث وتدعو إلى الحرية والديمقراطية، ولكنها تدعم مَن يُصادر هذه الحريات، ويستخدم أبشع وسائل القمع والإرهاب والقتل من أجل السيطرة على الحُكم، ومواصلة الاستبداد بمُباركة وموافقة مدفوعة الأجر!
إن كل عاقِل يدين جريمة قتل واغتيال الصحافي خاشقجي. ويدين أيضاً، وهذا الأمر المهم والمطلوب، كل أشكال الإرهاب والإجرام وخاصة ضدّ أطفال وشيوخ. ويدين كل مَن يسكت عن هذا الإرهاب الذي يكتوي بناره ونتائجه الأبرياء في هذا العالم الذي فَقَدَ قادته الأخلاق والمنطق، وعاثوا في الدنيا ظلماً وبغياً وفساداً وفوضى!