تهويل نتنياهو يعكس ضعفه وخوفه
يمتاز نتنياهو بامتلاكِ قدرةٍ في الخِداع من خلال ابتداع أخطار، أو من خلال إطلاق تهديدات عديدة، أو عبر تصريحاتٍ استفزازية ، إذ أنه يدَّعي ويقول إن تواجد مُستشارين أو خبراء إيرانيين، وكذلك مُجاهدين من حزب الله في سوريا يُشكِّل خطراً على إسرائيل، وفي الوقت نفسه لا يستحي بالقول، بل يتبجَّح بالتصريح بأن الجولان السوري المُحتل سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.
مُستقوياً بعلاقاته الشخصية جداً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يواصل رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، عربداته عبر تصريحاته العديدة التي يحاول من خلالها إظهار أنه بطل قومي، وهو مسؤول كفوء لمواجهة الأخطار العديدة المُحدِقة بالكيان الإسرائيلي، ويحاول أيضاً من خلال هذه التصريحات دغدغة مشاعر الإسرائيليين ليعيشوا حال خوف وحَذَر من هذه الأخطار، حتى يبقى هؤلاء مُتمسّكين به لأنه قادر على إدارة المعركة ضدّ مَن يحاول الاعتداء على إسرائيل.
ويمتاز نتنياهو بامتلاكِ قدرةٍ في الخِداع من خلال ابتداع أخطار، أو من خلال إطلاق تهديدات عديدة، أو عبر تصريحاتٍ استفزازية ، إذ أنه يدَّعي ويقول إن تواجد مُستشارين أو خبراء إيرانيين، وكذلك مُجاهدين من حزب الله في سوريا يُشكِّل خطراً على إسرائيل، وفي الوقت نفسه لا يستحي بالقول، بل يتبجَّح بالتصريح بأن الجولان السوري المُحتل سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد، وفي الوقت نفسه يسعى في الحصول على اعتراف من إدارة ترامب بأن الجولان المُحتل هو جزء من أراضي "دولة إسرائيل". مع أنه يعلم أن القرارات الدولية العديدة واضِحة بأن الجولان سيتحرَّر عاجِلاً أمْ آجِلاً. وسيبقى سوريّاً مهما حاول التمسّك به، ومهما اتّخذ من إجراءات قمعية بحق أبنائه الأبطال.
كل هذه العربدات هي تهيئة أو مُقدِّمة لحملة الانتخابات الآتية لا محالة خلال الفترة القليلة القادمة، وكذلك للتغطية على التحقيقات الجارية معه حول 4 ملفات فساد، وليس ملفاً واحداً.. وهذه العربدات تؤكّد وبشكلٍ قاطعٍ أنه قلق على مستقبله، وقلق أيضاً من انتصار سوريا على "الإرهاب" وعناصره المُجرمين، وبدء عودة الاستقرار إليها، وامتلاكها لخبرةٍ وقدرةٍ عسكريةٍ كبيرةٍ بعد حوالى ثماني سنوات من المواجهة العسكرية النوعية ضدّ تنظيمات إرهابية مدعومة من حوالى مائة دولة في العالم، ومن بينها الكيان الصهيوني!
نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين الغوغائيين يعرفون حقّ المعرفة أن الدولة السورية هي صاحبة الحقّ الأول والأخير في القبول أو عدم القبول بتواجد أية قوات أو عناصر أو خبرات صديقة على الأراضي السورية، وليس من حقّ أحدٍ التدخّل في هذه السيادة، وكذلك ليس من حقّ نتنياهو وغيره التدخّل في هذا الشأن السيادي السوري.
هذه التصريحات المُعربِدة لا تُخِف سوريا، ولا تُخِف حلفاءها، فهي تعكس خوف نتنياهو النفسي الداخلي، ولذلك فهو يحاول عبر تهديدات فارِغة أن يحقّق لنفسه مكاسب ذاتية، ويحاول أيضاً مواصلة التحريض على سوريا وكأنها هي المُعتدية ، بينما الواقع هو أن "إسرائيل" هي المُعتدية من خلال استمرار احتلالها لأراضٍ عربية، وإنها تخاف من أيّ سلامٍ حقيقي وعادِل، لأن سياستها ومنذ تأسيسها قائِمة على التوسّع والاستيطان، والقمع والتمييز العنصري..
لقد كانت إسرائيل تُرعِب وتُرهِب سابقاً، ولكنها اليوم هي التي تـَرهَب وتـَخاف لأنها تعرف وتُدرِك بأن ما بُنيَ على باطلٍ وظلمٍ سيُهدَم عاجِلاً أم آجِلاً.