إسرائيل قد تُضلِّل دولاً ما عدا روسيا
وقبل أيام حاولت خِداع روسيا الاتحادية بتحميل مسؤولية إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية "20.IL" قرب اللاذقية إلى سوريا وإيران، وقدَّمت تقريراً عن ذلك للقيادةِ العسكريةِ الروسيةِ التي رفضت هذا التقرير المُزيَّف، ودحضته من خلالِ إعلانِ التفاصيل الكاملة والدقيقة عن سقوط هذه الطائرة التي كانت تقلّ 15 عسكرياً من خيرةِ قوات الاستطلاع والرصد في روسيا الاتحادية.
حاولت إسرائيل، وكعادتها، التغطية على تصرّفاتها السيِّئة غير المسؤولة من خلالِ تحميلِ الآخرين مسؤولية ما تقترفه من أخطاءٍ خطيرةٍ. ومن أولى تلك التقارير بيانات الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى، إذ كانت تدَّعي أنها تُطلق النار على أرجل الشبّان المُنتفضين، في حين أن الرصاصات كانت توجَّه نحو الرأس لقتلِ أكبر عددٍ ممكنٍ من هؤلاء الشبّان الذين سقطوا دفاعاً عن قضيّتهم العادلة.
وقبل أيام حاولت خِداع روسيا الاتحادية بتحميل مسؤولية إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية "20.IL" قرب اللاذقية إلى سوريا وإيران، وقدَّمت تقريراً عن ذلك للقيادةِ العسكريةِ الروسيةِ التي رفضت هذا التقرير المُزيَّف، ودحضته من خلالِ إعلانِ التفاصيل الكاملة والدقيقة عن سقوط هذه الطائرة التي كانت تقلّ 15 عسكرياً من خيرةِ قوات الاستطلاع والرصد في روسيا الاتحادية. وقالت لإسرائيل وبكلِ صراحةٍ: نرفض كل تقريركم، ولدينا الوثائق التي تُدينكم لأنكم أنتم مَن انتهكتم المجال الجوي لشمال سوريا، وأنتم الذين اعتديتم على الأراضي السورية، وأنتم الذين خرقتم التفاهُمات الموقَّعة معكم لتجنّب وقوع صِدامات في الجو، من خلال التمويه والكذب في إبلاغ القيادة الروسية بأن الطائرات الإسرائيلية متوجّهة نحو الجنوب السوري، وليس شماله، وفي وقتٍ قصيرٍ جداًّ، لا تستطيعون أن تضحكوا على روسيا أو تخدعوها، لأنها، أي روسيا، تمتلك من الإمكانات التقنية العالية والمتطوِّرة جداً، إضافة إلى أجهزةِ الرصد والأقمار الصناعية، أن تعرف لا بل أن تكشف الحقيقة.. وهذا ما حدث مع سقوط الطائرة الروسية التي كان على متنها خبراء عسكريون والتي كانت على وشك الهبوط في مطارٍ عسكري قرب اللاذقية.
لقد تعوَّدت واعتادت إسرائيل أن تخدع العالم من خلال تقارير كاذِبة ومُلفَّقة، واستطاعت أن تحوّل الشعب الفلسطيني المُحتلة أرضه إلى شعبٍ مُعتدٍ يشكّل خطراً على إسرائيل، وأن تُبقي الاحتلال جاثِماً على الأراضي العربية والفلسطينية لأكثر من نصف قرن، وقد وصل الأمر إلى أن تضحك على قادةٍ عربٍ من خلال الادّعاء بأنها تنوي تحقيق سلام، ولن يتم ذلك إلا بعد التطبيع مع إسرائيل، وهذا ما يحدث وللأسف مع دولٍ عربيةٍ ما يُضعِف القضية الفلسطينية، ويُثقِل كاهل المُعاناة على شعبنا الفلسطيني.
استطاعت روسيا أن تعري إسرائيل في المحافظة الوضع الأمني على الحدود السورية على ما كان عليه قبل بدء المؤامرة الكونية على سوريا يوم 15 آذار/مارس 2011. ردت إسرائيل على ذلك بطعن روسيا وخرق كل التفاهُمات ما حدا بالقيادة الروسية ألا تأمن لهذه التفاهمات الموقّعة مع إسرائيل، وأن تحمي جيشها المُتواجد على الأراضي السورية، وأن تُعزِّز القوّة الدفاعية الجوية للجيش السوري!.
لقد استطاعت إسرائيل أن تخدع دولاً عديدة في هذا العالم، ولكنها لن تستطيع ذلك مع دولةٍ قويةٍ مثل روسيا. وستدفع ثمن أية عربَدة أو محاولة تضليل قادمة!.