كشمير...جرح عميق ما زال ينزف ويهدد استقرار منطقة جنوب آسيا

لعلّ بذور الصراع في كشمير تكمن في تقسيم ما كان يعرف بالهند البريطانية في عام 1947. وقد كانت جامو وكشمير واحدة من أكبر الولايات الأميرية 562 في الهند. و خلال تقسيم عام 1947 أعطيت المنطقة ذات الأكثرية المسلمة في جامو وكشمير خيار الانضمام إما إلى الهند أو إلى باكستان. و لكن عكس رغبات الغالبية المسلمة في جامو وكشمير اختار الحاكم الهندوسي آنذاك المهراجا هاري سينغ  الانضمام إلى الهند وبذلك أشعل فتيل صراع مسلح مع انتفاضة شعبية ما زالت ارتداداتها الدموية واللانسانية ودموع الأمهات الكشميريات تذرف حتى يومنا هذا.

عقب المواجهات في المنطقة عام 1948 تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتقسيم دولة جامو وكشمير بين باكستان والهند. كلتا الدولتين أرسلتا قواتهما المسلحة إلى المنطقة التي ارتفع الوجود العسكري فيها أضعافاً مضاعفة من 24 ألف في عام 1949 إلى أكثر من 800 ألف اليوم.

ولقد خاضت كل من الهند وباكستان ثلاث حروب حول كشمير, في عام 1947 و1965 و1999 و تمخّض الاحتلال العسكري لـكشمير عن سقوط أكثر من 250 ألف كشميري على الأقل وما زالت تمارس الانتهاكات لحقوق الإنسان والاعتداءات حتى الساعة.

"منذ عام 1947 فإن القوات الهندية تمعن في قتل الكشميريين بلا رحمة متمتعة بالحصانة، لهذا السبب فانك ترين كل انتهاكات حقوق الانسان تلك التي اتيت على ذكر بعض منها. أعتقد أنه وفقاً لإحصاءاتنا، فقد قتل أكثر من 100 ألف كشميري منذ 1989. لكن بالعودة إلى عام 1947 فقد قتلوا 250 ألف كشميري ودفعوا قرابة 300 ألف كشميري إلى النزوح إلى باكستان"، بحسب الرئيس سردار مسعود خان, رئيس دولة كشمير الحرة أو ما يعرف بـ "آزاد جامو وكشمير".

ويضيف الرئيس مسعود خان "الهند يريدون ادامة احتلالهم للمنطقة، لقد كتبوا في دستورهم أن هذه المنطقة هي جزء متكامل من الفيدرالية الهندية، وهذا ليس صحيحاً، وهذه أكبر كذبة في تاريخ القرن الماضي، لأن الكشميريين يقولون أنهم يريدون الحرية، ويريدون حقهم في تقرير مصيرهم، يريدون أن يكونوا أسياد مصيرهم، ويريدون تقرير ما يختارونه والكيفية التي سيكون عليها مستقبلهم السياسي، بينما تريد الهند قسراً إبقاءهم تحت احتلالها".

مخاوف باكستانية و هندية بشأن كشمير

مخاوف باكستان بشأن كشمير تنبع من الالتزام الأخلاقي للبلاد في ترجمة الحق الإنساني الأساسي للشعب الكشميري لتقرير مصيره. بالإضافة إلى ذلك، تقع كشمير في منطقة تتشارك فيها دولتان مسلحتان بالقوة النووية حتى النخاع حدودهما مع بعضهما البعض. ولذلك يتحتم من أجل الاستقرار الاستراتيجي للمنطقة أن يحل نزاع كشمير بطريقة ودية عبر القنوات الدبلوماسية بحسب المتابعين لهذه الأزمة.

الكشميريون في أزاد جامو وكشمير يرون أنّ هنالك مخاوف هندية من نتائج أي استفتاء لأبناء كشمير من أنها ستكون على الأرجح لصالح باكستان، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الوضع الإقليمي لباكستان. كان من الممكن لأي ديمقراطية حقيقية أن تجري استفتاء حراً في كشمير منذ فترةٍ طويلة، عوضاً عن اللجوء إلى التكتيكات القمعية المتمثلة في الإبادة الجماعية وعمليات الخطف والتعذيب والاغتصاب بينما المجتمع الدولي  يغض الطرف عن ذلك الصراع اللانساني المستمر.

مأسآة كشمير تهدد الاستقرار الاستراتيجي الاقليمي في منطقة جنوب آسيا

مأسآة كشمير، إذا لم يتم حلها، ستؤدي إلى حمام دم في جنوبِ آسيا، والذي يمكن أن يتحول بسهولة إلى حرب تقليدية نووية في المنطقة بحسب المراقبين. لذلك يتطلب الحل السلمي لهذه القضية أقصى قدر من الاهتمام والأولوية من العالم من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي.

إذاً يجب حل القضية الكشميرية عبر المفاوضات بين أصحاب المصلحة بينما على الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها لهذا الغرض وفي حال عدم حدوث ذلك قد يقع اشتباك محتمل تكون له عواقب وخيمة بحسب المراقبين.

القواسم المشتركة ما بين معاناة كشمير و فلسطين المحتلتين

عن هذه المأسآة التي لا تنفك فصولها تزداد صفحات حمراء كميت من دماء الشهداء والجرحى يقول الرئيس مسعود خان:

"نقول إن الشعب الفلسطيني لم يُمنح العدالة، وشعب كشمير قد أُنكر عليه حقه في تقرير مصيره، إذا فإن هاتين حالتان متماثلتان. الأمر الآخر هو واقع الاحتلال لكلتا هاتين المنطقتين هناك إحتلال وحشي في فلسطين، وهناك احتلال وحشي في كشمير المحتلة من قبل الهند وكلتاهما تطالبان بحق تقرير المصير، لكن هناك بعض الفوارق، فلسطين تحظى بكل الاهتمام العالمي سواء من الاتحاد الاوروبي أو من الأمم المتحدة، هناك إعتراف بفلسطين كعضو مراقب لأنها ممثلة في الأمم المتحدة كدولة مراقبة ولديها القدرة على تعبئة المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن، على الرغم من أن إرادة الفلسطينيين أو طموحاتهم محجوب في مجلس الأمن، لكن فلسطين تحظى بكل الإهتمام. بخلاف ذلك، فإن كشمير لا تحظى سوى بالقليل من الاهتمام، على الرغم من أن القسوة متشابهة".

الرئيس سردار مسعود خان, رئيس دولة كشمير الحرة أو ما يعرف بـ "آزاد جامو وكشمير" يحدثنا من الداخل عن نزاع كشمير وآثاره على الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي وعن أسباب الصراع في منطقة تعد الأكثر عسكرة في العالم ولماذا لا تزال القضية الكشميرية غير محلولة وماذا عن واقع منطقة أزاد جامو وكشمير والسلطة الباكستانية عليها؟ وبعد كل تلك السنوات، ألا يعتقد السيد مسعود خان أن المنطقة لن تتحرر إلا بأيدي الكشميريين أنفسهم عبر المقاومة؟ وما القواسم المشتركة ما بين معاناة الكشميريين ومعاناة الفلسطينيين في حوار من جزئين...

لمعرفة المزيد تابعونا من الداخل:

من-الداخل_الرئيس-سادار-مسعود-خان---الجزء-الأول

من-الداخل_الرئيس-سردار-مسعود-خان---الجزء-الثاني