هل يجب علينا الاستغناء عن النفط لأجل مناخٍ أفضل هل نحن قادرون على ذلك؟

في مؤتمر باريس للمناخ في كانون الأول/ديسمبر 2015 اتفقت حكومات 196 دولة على ضرورة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث ألا يتجاوز الارتفاع في درجات الحرارة درجتين مئويتين أعلى من المستوى التي كانت عليه قبل الثورة الصناعية. عن طريق إعادة النظر في اقتصادها وتكييف أدائها بالطريقة التي تحد من المخاطر البيئية

أكملت السفينة الفرنسية الصنع "الأوديسة" عامها الأول بلا قطرة وقود واحدة

تقوم العديد من المؤسّسات العلمية حول العالم بالأبحاث والدراسات في مجال الطاقة المُتجدّدة، حيث تقدّر قيمة الاستثمارات بهذا المجال بمليارات الدولارات سنوياً.

والاعتماد والإجابة هي، نعم، يمكن الاستغناء عن النفط تماماً على مصادر الطاقة البديلة في مختلف المجالات، فبعد نجاح البريطانيين في صنع الطائرة المُهجّنة "إيرلاندر" أكملت السفينة الفرنسية الصنع "الأوديسة" عامها الأول في رحلتها حول العالم بلا قطرة وقود واحدة.  

وكانت السفينة قد انطلقت من ميناء سانت ميلو الفرنسي في الرابع والعشرين من حزيران/يونيو 2017 في رحلة تستغرق ست سنوات تزور فيها 50 بلداً وترسو في 101 ميناء حول العالم. حيث تعتبر "الأوديسة" الأولى من نوعها في العالم في اعتمادها المطلق على الهيدروجين ومصادر الطاقة المُتجدّدة. وتعتبر طريقة عمل المركبة فريدة من نوعها حيث تقوم بتقنية مياه المحيط من الأملاح والأيونات ومن ثم إرجاع المياه إلى عناصرها الأساسية: الهيدروجين والأوكسيجين، وتتكفّل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح بباقي القوة.

قال جيروم ديلافوس قائد الرحلة "إن هذا الانتقال البيئي يجب أن يُرى على أنه الوعد بمستقبل أفضل، من خلال هذه السفينة التي لا مثيل لها نريد أن نحلم بزيادة الوعي، نحن نريد أن نثبت بأنه يمكن للرجل العيش بتناغم مع الطبيعة وأن المعركة ضد الاحتباس الحراري قادرة على تمهيد الطريق لازدهار أقتصادي جديد".

هل الإنجازات التكنولوجية وحدها كافية لتأمين مستقبل أفضل؟ ديلافوس: "لا، يتطلب الأمر أكثر من الإنجازات التكنولوجية وحدها لتأمين مستقبل أفضل". وأضاف: "على الرغم من ذلك نحن نسعى من خلال هذه السفينة لنشر الوعي بين عامة الناس عن المخاطر البيئية التي ستحدث إذا ما أستمر العالم بهذا النهج وما ينجم عنها من تغيير المناخ، فخلال الرحلة جرت سلسلة من ثمان ُتنتج للتلفزيون الفرنسي بالإضافة إلى عدد من أفلام وثائقية من الفيديوهات ستنشر على الأنترنت والمقابلات التي ننظّمها  عند أهم الموانئ في العالم". يطمح ديلافوس أن يكون قادراً يوماً على مشاركة كل المعلومات التي يملكها مع كل المدارس والمراكز التعليمية حول العالم.

في مؤتمر باريس للمناخ في كانون الأول/ديسمبر 2015 اتفقت حكومات 196 دولة على ضرورة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث ألا يتجاوز الارتفاع في درجات الحرارة درجتين مئويتين أعلى من المستوى التي كانت عليه قبل الثورة الصناعية. عن طريق إعادة النظر في اقتصادها وتكييف أدائها بالطريقة التي تحد من المخاطر البيئية، حيث من المرجّح أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ سنة 2020. لكن في الوقت الراهن، تستمر الحكومات التي تقود مكافحة تغيّر المناخ في دعم وحماية الاستثمار في البحث عن النفط  ونقله، بدلاً من الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. حيث تقول هذه الحكومات أشياء، ولكنها تفعل شيئاً آخر.

وفقاً لأحدث تقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية، بلغ الإنفاق العالمي في قطاع النفط والغاز 649 مليار دولار عام 2016، أي أكثر من ضعف مبلغ 297 المستثمر في توليد الطاقة المتجدّدة، ما يشير إلى قيام العديد من الدول بإضفاء الطابع المالي البحت في تعاملها مع الطبيعة، الأمر الذي يؤدّي إلى عواقب لا تحمد عقباها، هذا وأوضحت باتريشيا سبينوزا الأمينة التنفيذية لاتفاقية تغيّر المناخ بأن التغيّر المناخي هو التهديد الأخطر الذي يهدّد حياة، استقرار وأزدهار الإنسان على الأرض. وأضافت بأن الأمم المتحدة تعمل كل شيٍ بناء لاستجابة عالمية لتغيّر المناخ. في النهاية هذا مصيرنا جميعآ، الأفعال التي سنقوم بها اليوم، ستحدد مستقبلنا وأولادنا غداً من أجل مواجهة المخاطر.