النجاح في الرياضة قد يفتح طريق الحكومة في العراق؟

لم تثر شخصية الجدل حولها كما فعل وزير الشباب العراقي عبد الحسين عبطان... فصار محبوباً لدى الشباب لإنجازاته، كنجاحه في بناء سلسلة من المنشأت الرياضية في ظرف سياسي ومالي صعب، وجوهرة الإنجازات نجاحه في توحيد الجهود لرفع الحظر عن الكرة العراقية بعد مرور عشرات السنين من فرضه.

جوهرة نجاح وزير الشباب عبد الحسين عبطان هو توحيد الجهود لرفع الحظر عن الكرة العراقية بعد مرور عشرات السنين من فرضه

لم تثر شخصية الجدل حولها كما فعل وزير الشباب العراقي عبد الحسين عبطان... فصار محبوباً لدى الشباب لإنجازاته، كنجاحه في بناء سلسلة من المنشأت الرياضية في ظرف سياسي ومالي صعب، وجوهرة الإنجازات نجاحه في توحيد الجهود لرفع الحظر عن الكرة العراقية بعد مرور عشرات السنين من فرضه.

ليكون تقييمنا صحيحاً لما يمكن عدّه إنجازاً لعبطان يجب الإطّلاع على واقع حال وزارة الشباب والرياضة.. فهي ليست سيادية أو من التي يمكنها در المال لتتقاتل عليها الأحزاب.. ولم تملك كادراً فعالاً كما تظهره مستويات نشاطاتها خلال السنوات السابقة.. ولم تخصّص لها ميزانية تحقّق ولا حتى عُشر ما حققته الآن، فكيف نجح هذا الشاب في تفعيلها لتحقّق كل هذه الإنجازات؟

من الواضح امتلاك الرجل لكاريزما شخصية تميّزه عن غيره ونجاحه رغم قلّة خبرته في المجال الرياضي بتشكيل فريق استشاري موفّق وتعامل مع الشركات التي تنفذ تلك المنشآت باحترافية عالية وثقة راسخة ما دفعها لتنجز أعمالاً كانت ترفضها من دون دفع المال مسبقاً، كما هو معتاد لدينا، بأن يعمل المقاول بأموال الدولة!

بساطته وتواصله اليومي مع الشباب وهم غالبية الشعب العراقي على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، وإجابته على كل المتداخلين أعطاه شعبية وتفرداً عن باقي الساسة والمسؤولين... وحتى من هاجمه فيها نجح في تجيير هذا الهجوم لصالحه من خلال ردود عقلانية مُهذّبة.

يظهر ما تنشره مواقع الوزارة الإعلامية وصفحاته وما يتداوله محبوه ومتابعوه نشاطاً غير طبيعي للرجل، مقارنة بغيره من الوزراء في المتابعة المستمرة والحثيثة لكل مواقع مشاريع وزارته ومشاركته في كثير من الأحداث الرياضية وتفاعله الإنساني والعاطفي مع المشاركين.. وامتلاكه لطريقة مميّزة في التحدّث بعاطفية مُحبّبة جعلت كثيراً من العراقيين يحبّونه وهم بعيدون عن الرياضة وبمرحلة عُمرية ليست شبابية.

أكثر ما ينتقد به أنه لم ينجز وإنما أكمل ما بدأه سابقه وهذا ميزة له لا عليه.. وكذلك انتماؤه لتيار إسلامي فهاجمه العلمانيون واليساريون وحتى منافسيها الشيعة.. والحقيقة أن طريقة عمله ونجاحه المثير وهذا الانتقاد الفارغ أتاح للجهة التي ينتمي إليها عبطان أن تظهر أنها يمكن أن تقدّم نموذجاً ناجحاً لرجل الدولة، وأن ما تسوّقه من مشاريع سياسية يمكن أن يكون صادقاً فصارت ميزة له ولها لا انتقاصاً عليهما.

كل تلك العوامل والمميّزات التي يمتلكها الرجل هل هي كافية لتتيح له تولّي مسؤولية قيادة بلد مثل العراق؟ وبكل تعقيداته ومشاكله المتراكمة وأزماته وتخالف فرقائه وتناحرهم؟

الواقع يقول إن مَن يتولّى الحُكم في العراق يأتي به تحالف قوّي متماسك يقوده مَن يحقّق النتائج الأعلى في الانتخابات ولديه خطوط تواصل ومقبولية مع القوى المؤثّرة دولياً.. والتيار الذي ينتمي إليه عبطان ليس مُقرّباً من إيران وأميركا لكنه ليس عدواً لهما، و كليهما يحترمانه لمواقفه المعتدلة.

مؤثر آخر يتعلق بدول الاقليم فهي يمكن لها إغراق أي حاكم بالمشاكل أو خنقه اقتصادياً.. وتمنع أدواتها المحلية من التعاون معه وتنجح بإفشاله ولو كان يحمل معه المعجزات!

العامل الأهم في نجاح الحاكم هو وقوف الجمهور معه في تنفيذ خطّته ومشروعه.. والصبر معه في أية إجراءات تتطلّب حزماً وتنظيماً اقتصادياً وقانونياً.. فهل نحن مستعدون لهكذا حال؟

عوامل النجاح والفشل ليست دوماً مرتبطة بالشخص نفسه وقد تتأثّر بعوامل خارجة عن إرادته.. لكن القائد الحقيقي سينجح في تحقيق ما لن يحقّقه غيره من الرجال العاديين، وعبطان حقّق لحد الآن في كل المناصب التي تولاها شيئاً غير مألوف من ساسة وقادة العراق.. ولديه كل مؤهّلات القيادة اللازمة.

فهل سينجح في قيادة العراق؟ وهل سيتاح له أصلاً أن يجرّب قدراته في هكذا منصب قريباً, مع وجود كل هذه الشخصيات التي ربما تملك ما لا يملكه؟