فداكِ خالي وخالتي يا إيفانكا

نحن أمام ظاهرة استثنائية تتفنن في الجمع ما بين السياسة والتجارة. أول رئيس أميركي يبيع العرب "اللاشيء". هؤلاء هم العرب أنفسهم الذين توجسّوا خيفة من فوز ترامب بالإنتخابات الرئاسية. وهم أنفسهم "المنحوسون" الذين انتقدوه علانية ووصفوه بالمجنون، قبل أن يثبت بالدليل أن لا فضل لرئيس عربي على رئيس أميركي وأن العلاقة بين الطرفين تكوينية خارقة لقوانين الطبيعة.

نحن أمام ظاهرة استثنائية تتفنن في الجمع ما بين السياسة والتجارة

أن يطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المال من الدول العربية لتمويل بقاء جيشه في سوريا فهذا أمر فيه ذكاء و"فهلوة"، لكن أن يأخذ أموالهم ثم يطلب منهم إرسال جنودهم إلى سوريا فهذا إبداع!.

لقد اعتاد العرب تاريخياً أن تكون العلاقة بين الرئيس الأميركي وحكامهم اُحادية الإتجاه. هو يطلب وهم ينفذّون، لكن ترامب طورّ العلاقة: هم يطلبون فيدفعون ثم ينفذون.. ولعيون إيفانكا ممنونون.. ولأجل مبسمها يهتفون: "فداكِ خالي وخالتي يا بنت الحنون".

منذ بدء ولايته، يبرع "أبو إيفانكا" في سياسة الإبتزاز، لكنه حالياً يتفوق على نفسه.

مستر بريزيدنت.. يا كايدهم.

نحن أمام ظاهرة استثنائية تتفنن في الجمع ما بين السياسة والتجارة. أول رئيس أميركي يبيع العرب "اللاشيء".

هؤلاء هم العرب أنفسهم الذين توجسّوا خيفة من فوز ترامب بالإنتخابات الرئاسية.. وهم أنفسهم "المنحوسون" الذين انتقدوه علانية ووصفوه بالمجنون، قبل أن يثبت بالدليل أن لا فضل لرئيس عربي على رئيس أميركي، وأن العلاقة بين الطرفين "تكوينية" خارقة لقوانين الطبيعة.

تخيلوا مثلاً عدم وجود زعماء عرب من الطينة الموجودة، لاستقال ترامب منذ يومه الأول في البيت الأبيض لشدة الملل، ولكان الرئيس الأسبق بيل كلينتون "محرم" الرئيسة هيلاري في زيارتها إلى السعودية. ولكن الله - جلّت قدرته وخفيت حكمته – شاء أن يبتلي الكوكب بتشكيلة رئاسية من الطراز الحالي، لعلّنا وعسانا نتوب إليه توبة نصوحة.

واسمحوا لي أن استعير في وصف أبا إيفانكا بعضاً من أسطر كتبتها اللاموسوعة "بيضبيديا" في مولانا قطب الدين "باراك بن حسين بن عبد النبي أوباما" الذي أبدع في إدخال معارف جديدة في الإسلام، فجزاه الله عنّا خير جزاء.

فقد ورد فيه عدة أحاديث أشهرها ما نقله "قتيبة بن أبي زحليطة":"يا معشر قريش سيأتي عليكم زمن أسود يقودكم فيه رجل قلبه أسود من بني عنبسة ذو شعر أشقر، تخافونه كخوفكم من نار جهنم". وقال "من رام مُلكاً لا يزول فليأمل في ترامب خيراً".

أقول قولي هذا وأستغفره.. ولا حول ولا قوة إلا به... وإن له وإن إليه راجعون.