المتلازمة العضوية بين الإرهاب وصانعيه
من يتابع كلمات المندوب الأميركية والبريطاني والفرنسي في جلسة مجلس الأمن الدولي يوم أمس لمناقشة تداعيات القرار الأممي 2401 المتضمن وقف الأعمال القتالية على مساحة الجغرافية الوطنية السورية ليس بالضرورة يجب أن يكون خبيراً استراتيجياً وعميق الاختصاص في البرمجة الغوية العصبية وعلم الكلام ولا يحتاج إلى جهد فكري ليدرك مدى الترابط العضوي بين المجموعات الإرهابية وصانعيه ومشغليه لخدمة الأجندة الأميركية الصهيونية.
من خلال الدعم المباشر والصريح لهذه المجاميع الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة وفيلق الرحمن وأحرار الشام وغيرهم في الغوطة الشرقية بعد التقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية سواء من حيث الإطباق وقطع طرق الإمداد فيما بينها، وفي ذات الوقت يسعى جاهداً لفتح الممرات الآمنة للمدنيين المحاصرين والذين يستخدمهم الإرهابيون كدروع بشرية وكأن المشهد وسيناريو مماثل ذاته تماماً لما حدث في معركة حلب قبل عامين، يسعى مجلس الأمن الدولي تحت الذريعة الإنسانية لتأمين غطاء سياسي داعم للإرهابيين.
أصوات القذائف التي تُطلقُ من مسلحي الغوطة الشرقية على مدنيي دمشق الآمنين لاقت آذاناً صماء من المجتمعين في مجلس الأمن، الذين يهرعون لإنقاذ الإرهابيين من صواريخ الجيش السوري التي تدكُّ معاقلهم و أوكارهم لإنقاذ مشروعهم الاستعماري في المنطقة. مجلس الأمن الدولي شريك في دعم الإرهابيين ويغطي على أعمالهم الإجرامية تحت عناوين عديدة أبرزها المواضيع الإنسانية، في قلبٍ واضح للحقائق فالدولة الوطنية السورية لم توفّر جهداً لإيصال المساعدات كما فتحت المعابر الإنسانية لخروج المدنيين من الغوطة"، تباكي مجلس الأمن على هؤلاء الإرهابيين وهم يقومون بأعمال إجرامية لمن يحاول الخروج من كنفهم وظلمهم باتجاه الدولة السورية. أمرٌ عجيب، بالأمس استهدفت قوات العدوان التركي قافلة مساعدات إنسانية وهي في طريقها إلى عفرين والإرهابيون ما يزالون يقصفون أحياء دمشق بالقذائف والصواريخ و لم يُسمع لهم صوت ولم يجتمع مجلس الأمن الدولي للضغط على تركيا في الالتزام بالقرار الدولي 2401.
ومن هنا أي قرار شعبي سوري أكبر بكثير من كل القرارات الأممية و خاصةً أنّ الدول الداعمة للإرهابيين ما تزال تمارس عملية الغطاء السياسي على المستوى الدولي لدرجه أنه أصبح مجلس الأمن الدولي غرفة عمليات للمندوبة الأمريكية في توجيه أمر عملياتي في الجلسة الأخيرة من خلال التوجيه باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين لاتهام الدولة السورية في الوقت الذي يعرف العالم كله بأن سوريا لن ولم تستخدمه وأنها تخلصت منه تحت مراقبة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبرعاية روسيا وبعلم جميع دول العالم.
وهم يحاولون بقرارات الهدنة و وقف إطلاق النار إعطاء هؤلاء الإرهابيين المهل لعدة أسباب أولها تأمين الدعم العسكري لهم"، مشيراً إلى أنّه "عندما يجتمع مجلس الأمن تحدث اعتداءات مباشرة على المدنيين في دمشق الذين يطالبون بالحسم العسكري في الغوطة للقضاء على المجاميع الإرهابية، ومن الطبيعي أن يجتمع مجلس الأمن ويطالب بوقف هجمات الجيش السوري على مواقع الإرهابيين كما حدث في معركة حلب التي أُعيد الأمن والاستقرار لها بعد تطهير الجيش السوري لها ولا بد أن يعود قريباً لدمشق أيضاً والسؤال الذي يطرح كيف للغرب أن يقبل باستهداف الدمشقيين بالقذائف والصواريخ البالستية كما حدث في حي ركن الدين يوم أمس حين استهدف تنظيم "جيش الإسلام" المدنيين بصاروخ بالستي لولا أن تلك التنظيمات تتلقى الدعم المباشر منه.
كما يحاولون اليوم تأمين الغطاء السياسي لها بخرقٍ واضح لميثاق الأمم المتحدة"، مؤكداً أن "هذه التنظيمات الإرهابية التكفيرية مدعومة بشكل واضح من الغرب ومن أمريكا تحديداً التي تعمل على تغطية أعمالها الإجرامية ضد المدنيين مطالبُ روسيا للغرب الداعم للإرهابيين بضمانات تهدف للضغط على المجاميع الإرهابية كي تلتزم بالقرار الأممي حيث لم يكن هناك التزام منها بذلك طيلة السبع سنوات الماضية فالولايات المتحدة الأمريكية تريد الضغط على الدولة السورية لإرباك الجيش السوري فهي المتضررة الأولى من القضاء على الإرهابيين لأنها من صنعتهم وموّلتهم وقدمت لهم كل أنواع الدعم العسكري وهي وحلفاؤها من يقومون بتغطية سياسية مباشرة وصريحة، بالقرار المقدم إلى مجلس الأمن الذي يتبنى وجهة نظر واحدة و يتجاهل الواقع.
لذلك كان القرار سوري واضحاً منذ البداية القضاء على الإرهاب الذي يُشكّل خطراً على حياة السوريين، فالإرهابيون هم من يحتجزون الأطفال و النساء في الغوطة كرهائن و يتباكون عليهم في الإعلام كي يشكّلوا رأياً عاماً داعماً لهم يُغطى في المحافل الدولية، و هذا أمرٌ معيب على مستوى المجتمع الدولي كما قال الدكتور بشار الجعفري خلال كلمته في مجلس الأمن التي كانت واضحة و لقّنت داعمي الإرهاب درساً في القيم و الأخلاق. تحاول أمريكا و شركاءها الغربيين في الحرب على سوريا يُسيّرون مجلس الأمن الدولي للاستثمار في الإرهاب و الضغط على الحكومة السورية فهم المتضررون الوحيدون من القضاء على التنظيمات الإرهابية التي صنعوها بمختلف المسميات، وخاصة بعد تقدم الجيش السوري و حلفائه في محور المقاومة و استعادتهم لمعظم الأراضي السورية ليكون بداية إسقاط المشروع الإرهابي الوهابي التكفيري الصهيو- أمريكي في المنطقة، ومحاولاتهم في زجُّ أعداء محور مكافحة الإرهاب بورقتي الكيميائي والوضع الإنساني إلّا دليلٌ على تخبطهم و بداية فشلهم لدرجة التهديد المباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام القوة العسكرية ضد الدولة السورية المؤسس للأمم المتحدة لصالح المجموعات الإرهابية.
وأخيراً لا بد من الإشارة إن الأمم المتحدة قلقت كثيراً ونددت بتقدم الجيش السوري على أحياء شرق حلب واليوم عاد أكثر من نصف مليون شخص ويعيشون آمنين في تلك الأحياء بعد تطهير الجيش لها الذي يتجه اليوم إلى الغوطة الشرقية لإعادة الأمن و الاستقرار لها و تطهيرها من المجاميع الإرهابية و تخليص سكانها الذي تتخذهم تلك المجاميع دروعاً بشرية في الوقت الذي أكد أنّ تطالب الأهالي والمدنيين من داخل الغوطة الشرقية ومن خارجها بدخول الجيش الذي يقوم بواجبه الوطني الدستوري والأخلاقي في حين أن الأمم المتحدة مُسيّسة لخدمة المشروع الإرهابي الوهابي التكفيري الصهيو – أمريكي الذي سيسقط أمام المحور الدولي لمكافحة الإرهاب المعولم الذي صنعته الولايات المتحدة وتريد المحافظة عليه إلى أبعد استثمار ممكن فيه، وهذا ما يؤكد لنا التلازم العضوي بين الإرهاب وصانعيه.