أسقطنا طائراته وفجرنا صواريخه وأدخلنا مستوطنوه إلى الملاجئ
على سلطات الكيان الغاصب إدراك حقائق قواعد الإشتباك الجديدة، وأن دمشق لن تترك وحيدة وستبقى الخط الأحمر لمحور المقاومة, بالرغم عن واشنطن وتل أبيب وعن أعرابٍ تاّمروا على الدولة السورية لأجل الدفاع عن الكيان الصهيوني...
فبعد نجاح مؤتمر سوتشي, وبالتزامن مع العدوان التركي على عفرين, وبعد الهزائم والإنهيارات الكبرى للمجاميع الإرهابية في الغوطة الشرقية والتي لم تستطع الغارات الإسرائيلية قبل عدة أيام أن تنفذها وتوقف تقدم وحدات الجيش العربي السوري وحلفائه, وبالتزامن مع وصول وحدات الحشد الشعبي إلى الحدود السورية العراقية, وبعد العدوان الأميركي على القوات الرديفة للجيش العربي السوري في ريف دير الزور, وبعد أقل من 12 ساعة على إعلان القيادة العسكرية السورية عن تطهير 1100 كم مربع في أرياف حلب حماة إدلب, والقضاء على مئات الإرهابيين من داعش والنصرة... يأتي العدوان الإسرائيلي اليوم على وقع هول المفاجئة والصدمة التي عكستها وسائل إعلامه بعواجل أخباره "أكثر من 25 صاروخاً سورياً لاحقت طائراتنا, سقوط طائرة إف 16 إسرائيلية فوق الجليل, سقوط صاروخ مضاد للطائرات فوق الجولان, إصابة طياري الـ إف 16 التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية", ولم تكتف بهزيمتها فسارعت لإطلاق عدة صواريخ تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاطها أيضاً, الأمر الذي أضاف لكيان العدو هزيمة جديدة انعكست عبر هروب المستوطنين من الشمال نحو الجنوب وغصت بهم الملاجئ, فيما علت الدهشة والذهول موقع ولاه الصهيوني الذي نشر "ما جرى أمامنا اليوم هو حدث تاريخي كبير جداً", فيما ذهبت صحيفة هاّرتس لتقول "الرئيس الأسد انتقل من مرحلة التهديد إلى مرحلة التنفيذ", هو العدو ذاته الذي كان ينفي ويُخفي اعتداءاته, تراه اليوم مصدوماً ومهرولاً نحو موسكو و واشنطن لوقف تدهور الأوضاع ولإحتواء الموقف والتدخل قبل أن تتحرك غرف عمليات محور المقاومة لنسف تل أبيب عن بكرة أبيها.
لقد سارعت سلطات الإحتلال لترويج رواية إختراق إحدى الطائرات المسيرة السورية للمجال الجوي لفلسطين المحتلة, الأمر الذي نفاه وأكد زيفه البيان الذي أصدره حلفاء سورية في غرفة عمليات محور المقاومة, وأكد فيه أنه "من الاآن وصاعداً لن يتم السكوت على أي إعتداء صهيوني جديد", وكذلك فعلت الخارجية الإيرانية على لسان بهرام قاسمي.
فيما لم تخف موسكو استيائها من الإعتداء الإسرائيلي على سوريا وأكدت على ضرورة إحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية, كذلك أدانت الخارجية اللبنانية العدوان وأكدت على حق الدفاع المشروع للدولة السورية على أي إعتداء إسرائيلي, وبأنها ستقدم شكوى لمجلس الأمن لإستخدام أجواء لبنان في الإعتداء, ووسط صمتٍ عربي بالكاد سُمع صوت السعودية وهي تتهم سورية وإيران بإستفزاز إسرائيل...
ولا بد من التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي الجديد على سوريا، ليس الإعتداء الأول من نوعه، ويأتي في سلسلة اعتداءاته المتكررة في سياق الحرب المفتوحة، التي تتماشى مع طبيعة "إسرائيل" العدوانية، ودورها الأساسي في الحرب الدولية على سوريا, واستهداف مواقع هامة للجيش العربي السوري تحت عناوين واهية – كلما دعت الحاجة, استفزازات سورية, وغيرها..
على سلطات الكيان الغاصب إدراك حقائق قواعد الإشتباك الجديدة، وأن دمشق لن تترك وحيدة وستبقى الخط الأحمر لمحور المقاومة, بالرغم عن واشنطن وتل أبيب وعن أعرابٍ تاّمروا على الدولة السورية لأجل الدفاع عن الكيان الصهيوني... فالدولة السورية تستعيد توازنها وقوتها، وجيشها الباسل يتقدم من نصرٍ إلى نصر، و الإرهاب والإرهابيون ينهارون ويُهزمون في كل المعارك, فالرئيس بشار الأسد ووعد بتحرير "كل شبر"، فيما وعد سماحة السيد حسن نصر الله بدخول الجليل المحتلة، وبإستجلاب مئات ألوف المقاومين من كافة أنحاء العالم للدفاع عن سوريا وعن شرف الأمة.
وبات عليه إدراك أن سوريا ومع إقتراب العام الثامن للحرب الكونية عليها، ستبقى متمسّكة بقائدها وأسدها، وأنّ جيشها لا زال القوي والقادر، وقدراتها ومنظومات دفاعاتها الجوية لا زالت من أقوى منظومات الدفاع الجوي الفعّالة في المنطقة.