عودة كركوك والحقيقة العارية!

في الوقت الذي اجتاحت فيه "جحافل داعش" شمال العراق في منتصف العام 2014، بسبب رخاوة حكومة المالكي، وتواطؤ قيادات عراقية ، وتدخّل دول اقليمية في الشأن الداخلي العراقي، تسلّلت "ميليشيات" "البيشمركة" الكردية "البرزانية" بحجّة مكافحة "داعش" واحتلت محافظة كركوك وبعض الأقضية المحيطة بها ، وحاولت التسلّل إلى منطقة "نينوى"، لتتّضح لاحقاً ، مؤامرة "الحزب الديمقراطي الكردستاني"-البرزاني، على وحدة العراق ، وسعيه للإنفصال عن الوطن الأمّ، من خلال الشعار، الذي أطلقه قائد الانفصال والمؤامرة ، مسعود البرزاني، وأعتناق ميليشياته، له :"ما أخذ بالدم لا يعود الأ بالدم"!!

لم يتمعّن البرزاني ملّياً، في خريطة الكيان الكردي الذي يطمح لانفصاله عن الوطن الأمّ

لم تكن "كركوك"محافظة عراقية عادية، بل هي مميّزة، من حيث ثرواتها ونسيج سكانها الفسيفسائي، إذ هي تحوي 40 في المئة من نفط العراق، و70 في المئة من غازه الطبيعي، من النوع الممتاز، ومليون ونصف المليون من العرب والكرد والتركمان، قبل أن تقوم ميليشيات "البيشمركة"بجرائم التطهير العرقي، والتهجير القسري، للمكوّنين السكانين الآخرين في المدينة وأقضيتها: العرب والتركمان، من أجل استباق أي ستفتاء سكاني لاحق، تبيّن أن الميليشيات المذكورة، وزعيمها الانفصالي، يعملان، من زمن، عليه !!

بدا واضحاً للعيان ولكل مُبتدىء بالشأن الداخلي العراقي، أن تآكل شعبية مسعود البرزاني، وهشاشة زعامته لأكراد العراق، وعدم إعادة انتخابه على رئاسة الحزب الديمقراطي الكردستاني من سنوات عديدة، ومُنافسة قيادات وأحزاب وحركات كردية داخل "أربيل " ذاتها، و"دهوك"و"السليمانية"، مُنافسة جدّية، له، هو السبب الرئيس وراء التوجّه الانفصالي والانقلابي على وحدة جغرافيا العراق ووحدته الدستورية والسيادية والسكانية .

لم يتمعّن البرزاني ملّياً، في خريطة الكيان الكردي الذي يطمح لانفصاله عن الوطن الأمّ: العراق ! ولم يفهم التطوّرات والتحوّلات الاقليمية والدولية الجديدة، في منطقة الاقليم، بعد انكفاء الوجود  الأميركي المؤثّر في الاقليم ، بفعل التعاون الروسي العسكري والسياسي المؤثّرين، مع القوّتين الاقليميتين: تركيا وإيران، ودولتي ساحة المواجهة: العراق وسوريا! ولم يع الرجل، أن الإسوارة مُحكمة من حول كيانه الموهوم!

رجعت "كركوك" بلمح البصر، وباتت  قواته من"البيشمركة" - التي نفخ فيها كثيرون، وموّلها كثيرون- ، في خبر كان! بل هي ظاهرة صوتية، أمام عزيمة الجيش العراقي، الذي خرج لتوّه، من وَهْج الانتصار على "داعش"، ولم يعد يحتمل أن يمتد انفصال البرزاني و"بيشمركته"، إلى اقليم غرب العراق، أو "تركمانه"! كمقدّمة ل"ثورة" أكراد تركيا (23مليوناً) وأكراد إيران (4,5 ملايين) أو مانسبته 6 في المئة من سكان إيران البالغ حوالى 76 مليون نسمة !! وهو حلم يشترك فيه البرزاني وحزبه والعدو الصهيوني وإدارة الجمهوريين الأميركيين !!

عادت كركوك، وعاد نفطها وغازها، وطرقها الأستراتيجية، وعادت وحدة العراقييين في المحافظة، وسيطوي النسيان زعيم الانفصال الكردي الفاشل، ولن يتقسّم العراق وسوريا وتركيا وإيران، وإذا ما حاول البرزاني وميليشياته، اللعب ثانية بالنار، فقد يجد، الجيش العراقي ذات فجر قريب في "أربيل"، التي كادت أن تستسلم لعصابات "داعش" في الماضي القريب، لولا استبسال "كتيبة قاسم سليماني"عنها وعلى الجميع أن يُسلّم نهائياً، بالحقيقة العارية تماماً ، وأن زمن دعم الشاه المخلوع مع أصدقائه : بن غوريون وغولدا مئير وموشيه دايان، شمعون بيريز، ل"مصطفى البرزاني"، قد مات للأبد، مع موت تلك العصابة ، وأن عواصم الاقتدار :موسكو وطهران واسطنبول وبغداد ودمشق و"بنت جبيل" هي وحدها من يصنع سياسات الاقليم وحاضره ومستقبله،..لقد ولّى زمن الهزائم ياصاحبي!! و"إن الله وحده من يُحيي العظام وهي رميم"!