حين بكي لولا دا سيلفا

الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يتحدث لمجتمعيه من قيادة الحزب عن سلوك الرئيسة ديلما روسيف أثناء متابعتها جلسة التصويت البرلمانية التي عقدت يوم الأحد الماضي وخلصت إلى إحالة طلب إقالة روسيف إلى مجلس الشيوخ.

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
في لحظات تعد الأكثر عاطفية في تاريخ حزب العمال الحديث، تحدث الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لمجتمعيه من قيادة الحزب عن سلوك الرئيسة ديلما روسيف أثناء متابعتها جلسة التصويت البرلمانية التي عقدت يوم الأحد الماضي وخلصت إلى إحالة طلب إقالة روسيف إلى مجلس الشيوخ.

 يروي دا سيلفا عن تأثره الشديد وهو يرى النواب يتداورون على شتم إمرأة كرست جلّ حياتها للنضال، بكى مرات عدة ولشدة تأثره خرج إلى الباحة الخارجية فأرسلت ديلما مساعديها لمواساته وتخفيف آلامه، يصف دا سيلفا شريكته في النضال بالمرأة الفولاذية التي لا تنكسر أمام أعتى العواصف وتحافظ على هدوءها ورباطة جأشها، لا بل تعطي من حولها دروساً في الصبر والثبات.

لعل دموع دا سيلفا تختصر المشهد القادم الذي سيبدو مؤلماً للعماليين الذين فقدوا الثقة في المؤسسات القضائية والتشريعية، فكل الإشارات تدل على أن نتيجة تصويت الكونغرس الذي سينعقد بين 10 و 11 أيار/ مايو القادم لن تأتي بأحسن ما أتى به البرلمان حيث أن آخر الإستطلاعات تشير إلى موافقة 46 عضواً من أصل 81 على إقصاء روسيف.

يدرس العماليون خياراتهم رغم أنها باتت ضيقة ومتأخرة، لكن ثمة إصرار كان محط إجماع بين الكل، لن ندع ميشال تامر يحكم، وليكن ما يكون، اقترح بعضهم اللجوء إلى الأمم المتحدة والبعض الآخر اقترح تجييش الشارع، وبحكم الإجتماعات المفتوحة بقي القرار الأخير رهن الأيام المقبلة التي ستكون حافلة بالأحداث.

في المقلب الآخر، بدأت المحاصصة الحكومية تأخذ طريقها إلى الإنجاز، الحزب الإجتماعي المعارض بدأ بفرض شروطه لتشريع حكومة ميشال تامر، فرفض عرض الأخير إسداء وزارة الأشغال والبنية التحتية إلى القيادي جوزي سيرا طالباً وزارة الإقتصاد (المالية) كخطوة أولى لفتح النقاش، تامر الذي بدا قلقاً من ابتزاز حلفائه الجدد يرى أن الحلول الداخلية ممكنة إلا أن القلق الأكبر يكمن في النظرة الدولية إلى حكومته حيث أن الإعلام العالمي نقل صورة مغايرة لتمنيات السياسي الحالم، ولتفادي ما هو أسوء على الصعيد الخارجي أرسل تامر السناتور زوينير فينتورا على عجل إلى نيويورك لطلب البركة الأميركية ومساعدتها في تلميع صورة العهد الجديد .

بالنسبة إلى الفيلسوف البرازيلي ليوناردو بوف فإن تامر يخطو خطواته الأولى نحو فك الشراكة مع اليسار وإعلان الولاء السياسي الجديد، وهذا ما يؤكد نظرية التدخل الخارجي في الأحداث البرازيلية، يستبق بوف الموقف الأميركي بتوقعه أن يلقى تامر الرعاية الكاملة حيث سيكون بمثابة الإبن المطيع للإملاءات الأميركية وخصوصاً فتح الباب أمام استثمارات الشركات الكبرى في النفط المائي البرازيلي... وهنا بيت القصيد.

يقول الكاتب السياسي ألفونسو دي أوليفيرا أن ما عقد وضع روسيف هو التلاقي الفضائحي بين المعارضة، فرئيس مجلس النواب إدواردو كونيا المتورط في عدة قضايا فساد يحفظ في درج مكتبه الطلب القضائي بالتصويت على إقصاء نائب الرئيس ميشال تامر، وبالتالي فإن الطرفين باتا يربطهما مصير واحد، وعليه فإن المعادلة السياسية التي تحكم البرازيل يختصرها إقرار الزعيم المعارض روبرتو جيفرسون الذي امتدح فساد كونيا بادعائه أن الطريقة الوحيدة لمواجهة لصوصية لولا وروسيف هي تنصيب لص يتقن اللغة نفسها.