لا هدنة ! بداية العمليات العسكرية في أحياء حلب الشرقية
بينما لم تزل نيويورك مشغولة بإنعاش الهدنة الهشّة، تُعلن قيادة العمليات العسكرية في حلب بدء عملياتها في الأحياء الشرقية، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن مقرّات ومواقع المجموعات الإرهابية المُسلّحة، مُجدِّدة الدعوة للمدنيين والمُغرَّر بهم بالعودة إلى حضن الوطن.
بينما نيويورك مشغولة بإنعاش الهدنة الهشّة تُعلن قيادة العمليات العسكرية في حلب بدء عملياتها
" من دون نتائج ملموسة" ينتهي
الاجتماع الثاني لـلمجموعة الدولية لدعم سوريا الخميس 22 أيلول بحسب وزير الخارجية
الروسي. ويُضيف بأنّ أعضاء المجموعة سيواصلون مُشاوراتهم لتسوية الأزمة السورية،
داعياً إلى ضرورة عدم السماح لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي باستغلال الوضع
في سوريا. وكان الاجتماع الأول للمجموعة، الثلاثاء 20 أيلول، قد انتهى إلى إقرار
أميركي بصعوبة فصل "جبهة النصرة" عن "المُعارضة المُعتدِلة".
مع "الخطأ
الأميركي" و قوافل إنسانية مُحتَرِقة وهدنة مُنتَهية، عُقِدَت جلسة مجلس
الأمن الدولي حول سوريا، الأربعاء21 أيلول. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
بأنه لا بديل عن العملية السياسية القائمة على الاحترام المُتبادَل والشمولية ومن دون
شروط مُسبَقة. مُعتبراً بأنه "لا وقف للقتال من جانب واحد"، وأن اتّفاق
وقف إطلاق النار يجب أن يتم بخطوات مُتزامِنة من قِبَل كل الأطراف. وأكدّ لافروف
على أولوية فصل "المُعارضة" عن "داعش والنصرة". وأن روسيا لم
تُصرّ على موقفها بإدراج "أحرار الشام" و "جيش الإسلام" على
قائمة المُنظمات الإرهابية، كبادرة حُسن نيّة أمام الوعود الأميركية بأنهم "لن يسمحوا لهم بالعمل بشكل ٍفعَّال" ، لكن أحرار الشام رفضت الالتزام ببنود الاتّفاق
نظراً إلى علاقتها الوثيقة مع جبهة النصرة.
أما
وزير الخارجية الأميركي جون كيري فحذَّر من تدهور أكبر في الأزمة السورية إذا لم يتم
إيجاد حلّ سياسي لها. واعترف بخطأ التحالف الأميركي في قصف الجيش السوري في دير
الزور وأن البنتاغون يُجري تحقيقاً في الحادثة. وجدَّد اتّهام روسيا باستهداف
قافلة المُساعدات قرب حلب. مُطالباً بمنع تحليق الطيران السوري في مناطق "المُعارضة
المُعتدِلة"، الأمر الذي اعتبره نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن
هذا الاقتراح غير قابل للتطبيق، وأن الولايات المتحدة ليست قادرة حتى الآن على فصل
"المُعارضة المُعتدِلة" عن "جبهة النصرة" .
المندوب السوري في الأمم
المتحدة بشّار الجعفري، قال بأن سوريا رحَّبت بالاتّفاق الروسي الأميركي، وأن سبب
فشل الاتّفاق هو غياب الإرادة الأميركية في إجبار المجموعات المُسلَّحة المدعومة
من "التحالف الدولي" على الالتزام باتّفاق جنيف. وتابع الجعفري بأن
العدوان العسكري الأميركي و التركي والإسرائيلي يدلّ بوضوح لا لُبس فيه إلى
"الانتقال من مرحلة العدوان بالوكالة إلى مرحلة العدوان بالأصالة". وجدَّد
استعداد سوريا للحوار السوري السوري من دون شروط مُسبَقَة وفقاً للقرارات
والتفاهمات التي قام عليها هذا الحوار. وأننا “لن نسمح أبداً أن يتم تحويل بلادنا
إلى ليبيا أخرى وإلى عراق آخر أبداً”. وأن "نجاح أي مسار سياسي في سوريا يتطلّب
الانخراط والتعاون والتنسيق التام مع الحكومة السورية بوصفها الشريك الأساسي في
مختلف الجوانب والملفات المُتعلّقة في هذا المسار".
الأمين
العام للأمم المتحدة بان كي مون قال بأن طريق المُحادثات السياسية مرهون بوقف
الأعمال القتالية وتسهيل المُساعدات الإنسانية وحظر سلاح الجوّ السوري وعمل عسكري
مُشترك ضدّ الجماعات الإرهابية. وأضاف بأنه "لا
يجب أن يقوم مصير أي بلد على مصير فرد واحد." مُعتبراً أن لا مفاوضات حقيقية
مع الإصرار على عدم خضوع صلاحيات الرئيس للتفاوض، أو المُطالبة برحيل الرئيس الأسد
في بداية العملية الانتقالية.
أما المندوب الأممي دي
ميستورا فقال :بأنّ "المرحلة الانتقالية تنطوي على نقل حقيقي للسلطة وليس مُجرّد
انضواء المعارضة تحت الحكومة الحالية". وأن الانتقال يكون "بممارسة
السلطة بشكل مُختلف" ولا يتعلَّق فقط بشخص أو رئاسة أو نقل السلطة من جماعة
سياسية إلى أخرى.
في مُقابلته مع وكالة
أسوشيتد برس الخميس 22أيلول، قال الرئيس الأسد بأن الولايات المتحدة ليست صادِقة
بالتوصّل إلى وقف للعنف في سوريا، وليست مُستعدّة أيضاً للانضمام إلى روسيا في مُحاربة
الإرهاب، لأنها لا تملك إرادة العمل ضدّ "النصرة" و"داعش"
ولكونها تعتقد بأن "هذه المجموعات ورقة في يدها لتحقيق أجندتها الخاصة".
وأكدّ الرئيس السوري بأن الهجوم الأميركي على موقع للجيش السوري في جبل ثردة كان مُتعمَّداً.
وردّ على الاتّهام الأميركي لسوريا وروسيا باستهداف قافلة المُساعدات الإنسانية،
بأنّ "كل ما يقوله المسؤولون الأميركيون عن الصِراع في سوريا ليست له أية
مصداقية ومُجرّد أكاذيب". وأنهى الرئيس الأسد مقابلته بأمل في رؤية رؤساء
أميركيين عقلانيين ومُنصِفين ومُلتزِمين القانون الدولي ويتعاملون باحترام مُتبادَل
ونديّة من البلدان الأخرى، واعتبر أن هذا تفكير حالِم وضرب من الوهم.
وبينما لم تزل نيويورك
مشغولة بإنعاش الهدنة الهشّة، تُعلن قيادة العمليات العسكرية في حلب بدء عملياتها
في الأحياء الشرقية، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن مقرّات ومواقع المجموعات الإرهابية
المُسلّحة، مُجدِّدة الدعوة للمدنيين والمُغرَّر بهم بالعودة إلى حضن الوطن.