إيران من وراء النقاب
طهران التي فرحنا بزيارتها وكرم أهلها اختارت أيضا أن تحكي لنا حكايات عُمرانٍ عشقَ تاريخا...فكانت الوجهة إلى أكبر جسر مشاة في ايران. هوجسر الطبيعة في عباس أباد المؤلف من ثلاث طوابق، يصل بين حديقة طالقاني، وحديقة الماء و النار التي تحاكي قصة النبي ابراهيم. أراد النمرود إحراق نبي الله بالنار، فأنجاه الله بالمطر.
طهران التي فرحنا بزيارتها وكرم أهلها اختارت أيضا أن تحكي لنا حكايات عُمرانٍ عشقَ تاريخا
بوردَة
استقبلتنا طهران، في كل معلم أخذتنا اليه روت لنا المدينة المتكئة على جبل حكاية
حقبة أو قصة تراث وضع روحه في قوس وباتجاه طوران أطلق سهما، رسم الحدود،وأسلم
الروح.
شامخاً
وقف تمثال آرش الأسطورة الذي ضحى بنفسه لينقذ إيرانه، يرحب بزوار البلاد من الصين
وهولندا ومن شرق العرب. وقفنا نلتقط الصور سحرتنا الطبيعة في حديقة سعد آباد التي
تبلغ مساحتها حالياً أكثر من مليون متر مربع. ومنها إلى قصور الشاه دخلنا
بين ملاحم الشاعر الإيراني الشهير الفردوسي الذي ترجمت ملاحمه لوحات زيَّنت أسقف
قصور البهلويين، وقاعات المرايا الفاخرة والأواني المرصعة بالذهب. رصدت أنظارنا
معالم حقبة "بذخ فيها الحاكم ليجوع الشعب" بحرقة قالتها منى
المترجمة المحبة التي رافقتنا في أغلب جولاتنا.
على
مسافة ليست بالبعيدة لاحت لنا ملامح حقبة جديدة، دللتنا عليها غرفتان صغيرتان في
جماران، يضاف اليهما ممر حديدي صغير مكسوٍّ بقطعة"موكيت" أخضر بسيطة
يسير عليها لتوصله إلى من احتشد لرؤيته وسماعه. في غرفة جلوس بسيطة استقبل مفجر
الثورة الاسلامية في ايران وقائدها الامام الخميني ضيوفه الرؤوساء. بتواضع المكان
أفهمهم "هذه ثورتنا"، إلى جانب البيت حسينية أمَ بها آية الله الخميني
المصلين وخطب بهم، دخلناها فصلَت كل بطريقتها ،منا من سجدت ومنا من رسمت صليب
سيدنا المسيح على صدرها.
طهران
التي فرحنا بزيارتها وكرم أهلها اختارت أيضا أن تحكي لنا حكايات عُمرانٍ عشقَ
تاريخا...فكانت الوجهة إلى أكبر جسر مشاة في ايران. هوجسر الطبيعة في عباس أباد
المؤلف من ثلاث طوابق، يصل بين حديقة طالقاني، وحديقة الماء و النار التي
تحاكي قصة النبي ابراهيم. أراد النمرود إحراق نبي الله بالنار، فأنجاه الله
بالمطر. ومن هنا كانت الفكرة في هذا المتنزه تطلق مجموعة من الأعمدة ليلا نيراناً
ولهباً. تشتعل النيران في الأعمدة ليصل ارتفاعها إلى ستة أمتار فوق الأبراج،
فيندفع الماء فجأة من رقعة كبيرة دائرية تشبه النافورة، ويقفز فوقها الزائرون
صغارا وكبارا.
من
على الجسر رأينا برج ميلاد البالغ من الطول 435 متراً، كنا قد زرناه في اليوم
الأول لوصولنا إلى ايران التي اختارت أن تكرم إعلاميات عربيات كنت منهن، فكانت
الزيارة ببرامجها المتنوعةِ سياسياً وثقافياً وسياحيا ًودينياً نظمتها لنا
الجمهورية الاسلامية في إيران.
عزفت
مناظر الجبال المجدولة على بعضها في "دربند" سمفونية فرح في نفوسنا،
كذلك فعلت المكتبة الوطنية فرسمت بسمة في عقولنا عبر حواسب في المكتبة التي تفتح
أبوابها على مدى أربع وعشرين ساعة. تطلب كتابك المنشود، يصل الطلب إلى القسم
المختص ليعود اليك ُمرادك في قطار يسير على سكة طولها أربعة كيلو مترات. وإلى نظام
"بريل" حُولت آلاف الكتب كي لا يُحرم كفيف البصر من متعة المعرفة.
وللأطفال أيضاً قسم في المكتبة التي تحوي أكثر من مليونين ونصف المليون كتاب. حظوة
كبرى يتمتع بها الجانب التعليمي والثقافي في الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن
"إيران الثقافة تبعدها بعض الحكومات عن شعوبها بحجج واهية"، يقولها
المعاون الثقافي لرئيس الرابطة الثقافية محمد حسين هاشمي بحزن متوارٍ خلف أسلوب
حديثه المرح الممزوج بضحكات تحتفي بضيوف بلاده. ويستطرد بلغة عربية فصيحة بينة،
بقوله نحن منفتحون على الجميع. ضارباً مثال حضور السعودية في جناح خاص في
إحدى المعارض الثقافية في إيران.
السعودية
لم تغب أيضاً عن حديث المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني الذي حدثنا عن
قدرة المملكة على لعب دور إيجابي لإرساء الأمن والأمان في المنطقة. والدكتور حسين
أمير عبد اللهيان كان له حديث في السياسة عن الملف الرئاسي في لبنان وعن
تطورات المنطقة "نقلنا أبرز نقاطه عبر شاشتنا يومها"، ليترك للنائب عن
الأشوريين في مجلس الشورى وسكرتير الإتحاد الأشوري العالمي "يوناثان بت
كوليا" الحديث عن الحقوق التي تتمتع بها "الأقليات" في إيران كمكون
أساسي لا ينفصل عن مكونات الشعب الإيراني الذي ذكر أيضا بالمآسي التي تعانيها هذه
المكونات على يد الإرهاب الوحشي الذي يضرب في سورية والعراق.
وفي كل جولاتنا ومذ أن وطأت أقدامنا أرض إيران كانت
المرأة الايرانية حاضرة بقوة، هي قصة أخرى في الجمهورية الاسلامية أرويها في مقال
مقبل على الميادين نت.