بين القدس والنقَب... قصة الاستيلاء على الأراضي
أعداد عمليات الهدم التي تنفذها حكومة نتنياهو وشراهته لسياسات التطهير العرقي تزداد مع كل خطاب أو فسحة تتيح له الإفصاح عن نيّته هدم المزيد من منازل وممتلكات الفلسطينيين. أكثر من 30 عملية هدم نفّذتها آلة الهدم الإسرائيلية بحق منازل لشهداء ارتقوا خلال انتفاضة القدس بالإضافة إلى عمليات هدم منازل أسرى قابعين في سجون الاحتلال. هي سياسة عِقاب، ظنّت حكومة نتنياهو إنها ستشكّل رادعاً يلجم ويُقيّد مُنفّذي العمليات الفدائية، إلا أن النتائج كانت مُغايرة على الأرض.
صمود النقَب والأغوار بين فكّي الوحش..
من الأغوار الشمالية في الخليل إلى أمّ الحيران والعراقيب والعديد من القرى الفلسطينية في النقَب المحتل، يحاول البدو الفلسطينييون في تلك المناطق الصمود في وجه سياسات الهدم التي تنغّص عليهم حياتهم.لا يُخفى على أحد، الـ109 مرات التي هُدِمَت فيها على التوالي قرية العراقيب ، لتصبح أكثر قرية تعرّضت لعمليات هدم كاملة في التاريخ، إلا أن قاطنيها يُعيدون بناءها في كل مرة.ولا ننسى قرية أم الحيران في النقَب المحتل أيضاً، والتي طالتها مخالب آلة الهدم الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، والمواجهات التي اندلعت في البلدة جرّاء تصدّي أهاليها لآليات الاحتلال والتي على إثرها استشهد مواطن من البلدة هو الشهيد يعقوب أبو القيعان.وفي الأغوار مئات المنشآت هُدِمَت في قرى ومناطق عدّة، نذكر منها الجفتلك، عين البيضاء، العقبة، ويرزا والميتة.
انتفاضة القدس وعِقاب الهدم...
هي سياسة عِقاب، ظنّت حكومة نتنياهو إنها ستشكّل رادعاً يلجم ويُقيّد مُنفّذي العمليات الفدائية، إلا أن النتائج كانت مُغايرة على الأرض، إذ لم تفلح تلك السياسة الهمجية بردع أيٍ من العمليات التي ما تلبث أن تهدأ، حتى تعود لتُلهب شرارة الانتفاضة من جديد.أكثر من 275 شهيداً أرتقوا منذ اندلاع انتفاضة القدس في بداية تشرين الأول/ أكتبور عام2015، والانتفاضة لا تزال مستمرة، لا تردعها سياسات حكومة نتنياهو الهمجية والمخالفة لكافة المواثيق والقوانين الدولية والتي لا تحفظ حتى أبسط الحقوق من اتفاقيات حقوق الإنسان في العالم.
أصحاب الأرض... لا أرض لهم
هو ليس الانتهاك الوحيد الذي ترتكبه "الحكومة الإسرائيلية" للقوانين والمواثيق الدولية، فهي بسياساتها العنصرية والتي هدفها الأول والأخير هو "التطهير العرقي" واستحواذ "إسرائيل" على أكبر قدر ممكن من الأرض من خلال التهجير والهدم وبناء المستوطنات. "فإسرائيل" بهذه السياسات تنتهك أيضاً المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي تحرم تدمير الممتلكات أياً كانت ثابتة أو منقولة.وبهذا يبقى الرادع الوحيد لوحش الهدم "الإسرائيلي" صمود المواطن الفلسطيني في أرضه، ومواجهته لكافة سياسات التهجير والهدم والتطهير العنصري التي تمارسها "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني.