نكسات حُكم ترامب .. الضربات على الرأس تتوالى
يتعرّض حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، من بدء التحقيق معه بتهمة "إعاقة العدالة" إلى الشكوك الكبيرة بشأن صفقات التسليح الأخيرة مع الرياض إلى فشله في تنفيذ قرار حظر السفر. هكذا يصبح مستقبل ترامب مثار جدل واسع في البيت الأبيض.
انطلقت هذه التهمة بعدما أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي في جلسة استجواب أمام مجلس الشيوخ، أن ترامب طلب منه في إحدى اللقاءات الكفّ عن ملاحقة مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بتهمة التواصل غير المشروع مع جهات روسية. (شكّلت استقالة فلين على خلفيّة هذه القضية ضربة حقيقية للإدارة حديثة العهد).
تلك الجلسة كانت عبوة موقوتة انفجرت بوجه الإدارة الأميركية. وصف كومي رئيس بلاده بأنه "اعتاد على الكذب". أوضح أن ترامب أقاله من أجل التأثير على التحقيق في احتمال دور روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي. هاجم الإدارة الجديدة قائلاً إنها فبركت الأكاذيب للتخلّص منه بعدما رفض التعاون معها.
تسبّب كومي بأذيّة حقيقية لسمعة ترامب، بشكل مختلف وأكثر حدّة عما كان يُقال عنه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية. قبل هذا الأمر، كان ترامب يغرّد على صفحته على موقع تويتر واعداً المواطنين الأميركيين بالكثير من فُرَص العمل، وذلك بعدما نجح بعقد صفقة أسلحة مع السعودية بقيمة 110 مليارات دولار.
لكن معهد بروكينغز الضليع بمثل هذه الشؤون أكّد أن مؤسسات الدفاع الأميركية لم توقّع عقداً تسليحياً واحداً مع السعودية. خرج المعهد على موقعه على الأنترنت ليقول عن صفقات ترامب العظيمة إنها "أخبار كاذبة"، مشيراً إلى أدلّة عدّة تُعزّز القول بعدم وجود أيّ عقد يشمل الدفاع الجوي أو السفن الحربية كما ظهر في الإعلام عن قمّة الرياض الأخيرة.
ينقل المعهد عن مصادره أن الأوراق التي تم التوقيع عليها بحضور ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في العاصمة السعودية هي وثائق نوايا تعبّر عن اهتمامٍ سعودي بأسلحة أميركية يمكن أن يؤدي إلى عقود بيعٍ في المستقبل، لا أكثر.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الرئيس الأميركي الذي أّكد مراراً وتكراراً بأنه قادم ليضع نُصب عينيه محاربة تنظيم داعش والقضاء عليه، رافضاً الدخول في جبهات أخرى، كقتال الجيش السوري وحلفائه مثلاً، وجد نفسه بعد حينٍ يأمر سلاح البحرية الأميركية بإطلاق صواريخ التوماهوك على مطار في حمص، قيل إن طائرات حربية انطلقت منه لتطلق ذخيرة تحمل مواد كيميائية على مدنيين.
بعدها، تطوّر الأمر إلى غارات نفّذها التحالف الغربي بقيادة واشنطن ضدّ الجيش السوري وحلفائه في منطقة التنف، ما استدعى تحذيراً سوريا بأن الردّ سيأتي لا محال إذا استمرّ السلوك الأميركي على حاله.
هكذا وجد ترامب نفسه في عمق وَحل الأزمة السورية، بعدما وعد الشعب الأميركي بالتركيز على قتال داعش، لتنحرف سياسته في الشأن السوري وتخضع لما يُعرف بالدولة العميقة في الولايات المتحدة.
أبرز نقاط فشل سياسات ترامب الداخلية، تتمثّل في عجزه عن شقّ طريق التنفيذ أمام قرار حظر سفر مواطني سبع دول إلى الولايات المتحدة. فالقضاء عطّل هذا القرار، لتسقط أبرز أفكار ترامب في "حماية الأمن القومي الأميركي". ولا تغيب إيران عن سلسلة الضربات التي تلقّتها وعود ترامب، فبعد التهديد بتمزيق الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، تواضع الرئيس الأميركي متراجعاً عن الأمر وواعداً بإجراء مراجعة للاتفاق.
بناءً على ما سلف تتعرّض مكانة ترامب الداخلية وسياساته الخارجية إلى ضربات قوية، قد لا يخرج منها سليماً في آخر المطاف بحسب توقّعات أميركية. وفي أول المطاف يزداد تداول الأوساط عن مشروع عزل ينتظر ترامب في المستقبل القريب بدأ يجد صداه داخل الكونغرس.