ترامب هدّد بالاعتداء.. وتيلرسون سكَب الماء
لم تعد المعارضة السورية فقط في أسوأ حالاتها كما أعلن مؤخراً رياض حجاب منسّق الهيئة العُليا للمفاوضات، بل شارفت على نعيتها، وهي التي عوّلت على لهيب "جمرات" داعميها وتصريحاتهم النارية، فلا أمل من دول الخليج المُنشغلة كثيراً ببعضها هذه الأيام، ولا رجاء مع أردوغان الذي يبيع "والديه" أمام المصالح، ولا تعويل على عنتريّات ترامب، التي باتت في ميزان تيلرسون "تكتيكات" لن تُسمن ولن تغني من هزيمة.
ما وصفته الفورين بوليسي بتجليّات الوقت العصيب للسياسة الأميركية، وأن تصريحات تيلرسون تعكس استعداد الولايات المتحدة ترك روسيا هي التي تقود الملف السوري، وترمي أي أميركا الجغرافية السورية جانباً لصالح التركيز علي هزيمة داعش، كل ذلك جاء في اعتقادنا استناداً لنقطتين رئيسيتين :
الأولي ما تم الإعلان عنه في اجتماع أستانة، لجهة إقامة مركزين لمراقبة مناطق خفض التصعيد، روسي تركي في الشمال السوري، وروسي أميركي في الجنوب، هو في العمق نتيجة تفاهمات روسية أميركية، حسمت موضوع القلق الإسرائيلي في الجنوب، وضمانات لتحقيق " الهدوء" في المنطقة، ومن هنا نقرأ ونفهم تصريحات ليبرمان الأكثر تطرّفاً بأنهم ليسوا بوارد أية عمليات عسكرية ضدّ الجيش السوري في الشمال ولا حتى ضدّ حماس في الجنوب.
النقطة الثانية هي في انحسار وخسارة داعش المُتنامية في الجغرافية السورية والعراقية، وتالياً يغدو التركيز الأميركي على أولوية هزيمة التنظيم، بمنزلة سعي واضح للشراكة مع موسكو وحلفائها في حصد معادلة المنتصرين معاً.
لم تعد المعارضة السورية فقط في أسوأ حالاتها كما أعلن مؤخراً رياض حجاب منسّق الهيئة العُليا للمفاوضات، بل شارفت على نعيتها، وهي التي عوّلت على لهيب "جمرات" داعميها وتصريحاتهم النارية، فلا أمل من دول الخليج المُنشغلة كثيراً ببعضها هذه الأيام، ولا رجاء مع أردوغان الذي يبيع "والديه" أمام المصالح، ولا تعويل على عنتريّات ترامب، التي باتت في ميزان تيلرسون "تكتيكات" لن تُسمن ولن تغني من هزيمة.