رامون أحد "الكوبيين الخمسة": التغيير في هافانا آت لا محالة
رامون لابانيينو هو أحد الكوبيين الخمسة الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة عام 1998 قبل أن تفرج عنهم منذ أشهر. التقينا به خلال تواجدنا في هافانا. ومع هذا الثائر صاحب الوجه المتورد كان حديثنا عن نظرته لمستقبل بلاده. نظرة يحدوها الكثير من الأمل بغد أفضل بما يليق بالشعب الكوبي وثورته.
إنه رامون لابانيينو أحد "الكوبيين الخمسة"، أنطونيو غيريرو، رينيه غونزاليز، فرناندو غونزاليس وجيراردو هيرنانديز، الذين أفرج عنهم مؤخراً بعد أن أمضوا 17 عاماً في السجن الأميركي بتهمة التجسّس لمصلحة بلدهم الأم، فيما كانوا في الحقيقة يتجسسون على المافيا الكوبية الموجودة في ميامي والمعارضة للثورة الكوبية والتي كانت تنفّذ عمليات إرهابية ضد كوبا.
في جلسة مسائية في فندق بريزيدنتي presidente في هافانا. حضر مع زوجته وابنته الشابة التي قال إنها ستظل صغيرته أبد الدهر. دارت بيننا محادثة صغيرة باللغة الإنكليزية مع لكنة إسبانية. تحدث عن مشاعر الفخر لدى سماعه أن كثيراً من اللبنانيين والعرب يقدرون مسار الثورة الكوبية.
تكلم بفخر عن وطنه عندما سألته ما إذا كان يتخوف من المستقبل بعد عودة العلاقات الأميركية الكوبية. "لا بد من التغيير وهو آت".. يرى رامون أن التغيير سينقل بلاده إلى مراحل أفضل طالما أن شعبه مثقف وواع وطامح لحياة أكثر رفاهية. الكوبيون بدورهم يعبرون عن حماسة للمستقبل القريب، لكن كثيراً من الأمور تبقى مجهولة بالنسبة لهم. يتساءل صاحب محل لتصليح الحواسيب المحمولة عما ستصير إليه الأمور حين تقتحم الشركات الكبرى السوق المحلية "هل سنحتفظ بأعمالنا أم تلك الشركات ستبتلعنا وتمتلك السوق؟". رامون صاحب البنية الضخمة ذو الوجه الممتلىء تورداً، يكمل حديثه "المداخيل الشهرية في كوبا منخفضة، لكن الدولة توفر للشعب جميع المستلزمات للعيش بكرامة، تؤمن حقه بالحصول على أساسيات الحياة بأفضل نوعية، الثلاثية الأهم التعليم والصحة والطعام، كلها مقابل لا شيء". يسألني رامون "هل تجولت ليلاً في هافانا؟ هل رأيت النساء والأولاد يتسكعون في أنحائها؟". لم أخف إعجابي وانبهاري الشديد بأمن كوبا المستتب، أجبته بأنني فوجئت بمقدار الأمن المتوفر في هافانا. فهنا السياح يتجولون بأمان أنّى شاؤوا.. يركوب التاكسي والباص
ويرتادون الأماكن السياحية ويختلطون بالكوبيين من دون أي خوف من التعرض للأذى أو التحرش أو السرقة. "شعبي يستحق حياة أفضل" يقول رامون، مردفاً "مستقبل البلاد في يد أبناء جيلي، سيستكملون مسيرة قادة الثورة بعد حين وسيحاولون تحسين شروط حياة الكوبيين".
يبدي رامون حماسة لزيارة لبنان مع أنه يتابع الأحداث في الشرق الأوسط والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية في بيروت. يعتقد أن الشعب لا يمكن أن يحصل على حقوقه إلا بالانتفاضة والثورة على الظلم، لكن أي ثورة بحاجة إلى قائد وإدارة جيدة.
يبدي الكوبيون تفاؤلاً بالغاً عند مواجهتهم أي مشاكل.. رامون منهم.. فهذا الكوبي الثائر يرى أن الظلمة ستتلاشى ويعود النور لا محالة...