هل تستخدم "إسرائيل" أسلحة نووية مصغّرة في غزة وجنوب لبنان؟
لقد استخدمت "إسرائيل" منذ هجماتها على لبنان في عام 2006 وتلك التي شنّتها على غزة في عامي 2008 و2014، سلاحاً نووياً جديداً، يقتل بوميض إشعاعي عالي الحرارة وبالنيوترونات.
يجري مجلس معلومات السلام الأميركي (APIC) ومنظّمة "Green Audit" ومقرّها المملكة المتحدة، تحقيقاً في احتمال استخدام "إسرائيل" للأسلحة النووية الصغيرة في غزة وجنوب لبنان.
يقدّم الدكتور كريستوفر باسبي، السكرتير العلمي للجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاع؛ وعضو سابق في اللجنة البريطانية لفحص مخاطر الإشعاع من الباعثات الداخلية؛ وعضو سابق في مجلس مراقبة اليورانيوم المنضّب التابع لوزارة الدفاع البريطانية، الخلفية العلمية والاجتماعية للقضية أدناه.
وفي هذا الصدد، تعلن "APIC"، و"Green Audit"، عبر شبكة الميادين، أنّها تحتاج من الأشخاص الذين يقودون سيارات الإسعاف في الجنوب، أو يعيشون هناك، إحضار فلاتر الهواء الخاصة بمحرّكات سيارات الإسعاف التي تعمل في المناطق التي تعرّضت للقصف، وعيّنات من الشعر الطويل (طوله 10 سم على الأقل) إذا كانوا يعيشون في المناطق التي تعرّضت للقصف، بالإضافة إلى عيّنات من التربة التي سقطت فيها القنابل، وقراءات عدّاد "جايجر" Geiger counter ويجب إحضار هذه المواد إلى مبنى شبكة الميادين التي بدورها سترسلها للمنظّمتين.
وتقول المنظّمتان: "قد يظنّ المرء أنّ أسهل طريقة للحصول على فلاتر الهواء الخاصة بسيارات الإسعاف هي من الصليب الأحمر اللبناني، لكنّ أمينه العام السيد جورج كتانة يرفض المساعدة في هذا التحقيق".
"إسرائيل" في غزة: الزئبق الأحمر
في عام 2021، أكد تقرير علمي في مجلة "نيتشر" المرموقة ما كنت أقوله منذ عام 2006. لقد استخدمت "إسرائيل" منذ هجماتها على لبنان في عام 2006 وتلك التي شنّتها على غزة في عامي 2008 و2014، سلاحاً نووياً جديداً، يقتل بوميض إشعاعي عالي الحرارة وبالنيوترونات.
هذا السلاح، الذي يترك بصمة تعريفية، ولكن لا يترك نواتج انشطارية مثل "السيزيوم 137". لقد تمّ استخدامه أيضاً من قبل الولايات المتحدة في الفلوجة بالعراق في عام 2003، وقبل ذلك في كوسوفو أيضاً.
وتتسبّب بقايا غبار اليورانيوم القابل للاستنشاق، إلى جانب الضرر النيوتروني للأنسجة، في مجموعة من التأثيرات الصحية الخطيرة والمميتة في كثير من الأحيان والتي تحيّر الأطباء وتتحدّى العلاجات. ومن دون معرفة سبب مثل هذه التأثيرات، والتي غالباً ما تحاكي أمراضاً أخرى أو تؤدي إلى التهابات فطرية قاتلة، فإنّ الأطباء عاجزون عن المساعدة ويكتفون بمشاهدة الأفراد المعرّضين يموتون.
في حالات التعرّض المباشر للوميض، تحترق أجزاء من الجسم، مثل الذراعين والساقين والأماكن التي لم تكن محمية بشكل كبير، وتتحوّل إلى أعواد سوداء. وعند استنشاق غبار اليورانيوم، يدمّر الرئتين من خلال التليّف، وينتقل إلى الجهاز الليمفاوي، ويسبّب لاحقاً السرطان، ليس فقط الليمفوما واللوكيميا، بل وأي سرطان تقريباً نتيجة لتوطين جسيم اليورانيوم في العضو، على سبيل المثال الثدي، الذي يحتوي على أوعية ليمفاوية واسعة. وإذا تم السعال وابتلاع الجسيم، فقد ينتهي به الأمر إلى الثبات في القولون والتسبّب في السرطان هناك.
وتشمل النتائج المترتّبة على ذلك في التجمّعات السكانية المعرّضة لليورانيوم التأثيرات الجينية، ووفيات الرضّع غير المبرّرة، والتشوّهات الخلقية، والإجهاض، واضطرابات عند الولادة، وفقدان الخصوبة، وكلّها وجدت في الدراسات الوبائية التي ساعدتُ في إجرائها في الفلوجة من عام 2010 إلى عام 2011.
هذا ليس خيالاً علمياً أو تلاعباً بالرأي. لقد عملت كشاهد خبير في قضيتين قانونيتين ناجحتين، واحدة في إنكلترا والأخرى في أستراليا، حيث خلص القاضي ومحكمة الطب الشرعي إلى أن الجسيمات تسبّبت في سرطان القولون. وأنا أساعد حالياً أحد قدامى المحاربين الأميركيين في قضيته، وهو يعاني من ورم في الغدة النخامية (الغدة الصغيرة تقع خلف الأنف حيث تستقرّ الجسيمات).
لقد بدأتُ هذا التحقيق في عام 2006 عندما ظهر مقال في إحدى الصحف اللبنانية يفيد بأن حفرة قنبلة إسرائيلية في الخيام كانت مشعّة. وقد استخدم الدكتور علي قبيسي "عدّاد جايجر" في الحفرة، ووُجد مستوى إشعاع خلفيّ في الحفرة يبلغ عشرين ضعفاً مقارنة بتربة من منطقة أخرى.
وبحلول عام 2006، أصبحت أمارس نوعاً من السلطة فيما يتعلق بأسلحة اليورانيوم المنضّب. لقد قدّمت أدلة للجنة الكونغرس الأميركي لشؤون المحاربين القدامى حول آثار اليورانيوم المنضّب ومتلازمة حرب الخليج، وقمت بزيارة العراق وأيضاً كوسوفو، وكنت عضواً في مجلس الإشراف على اليورانيوم المنضّب التابع للحكومة البريطانية؛ لقد كتبت مقالات، بما في ذلك للأمم المتحدة، وقدّمت أدلة للجمعية الملكية.
لقد طلبت من أحد زملائي أن يذهب إلى لبنان ويأخذ عيّنات من الحفرة، وكذلك فلتر هواء سيارة إسعاف. وعندما تمّ تحليلها، باستخدام طريقتين منفصلتين، أظهرت وجود اليورانيوم المخصّب وليس اليورانيوم المنضّب. وهذا مستحيل، ما لم يكن السلاح مصنوعاً من اليورانيوم المنضّب أو تم إنشاؤه من اليورانيوم المخصّب من خلال إشعاع النيوترونات من "اليورانيوم "234 و"اليورانيوم 238".
لشرح الأمر، تحتاج إلى معرفة بعض العلوم. اليورانيوم الطبيعي، كما يُستخرج من الأرض، له ثلاثة نظائرU-238 ، U-234، وU-235.
معظم هذا اليورانيوم من حيث الكتلة هو U-238 (99.7%).
أما نسبة 0.3% من U-235، فهي مهمة لتصنيع القنابل النووية، والطاقة النووية، ويتمّ استخراجها بطرق مختلفة لصنع اليورانيوم المخصّب (EU).
وما يتبقّى هو "اليورانيوم 238" الأقل إشعاعاً، وهذا ما يسمّى باليورانيوم المنضّب (DU).
عندما يتحلّل "اليورانيوم 238" فإنه يتحوّل إلى "الثوريوم 234" والذي يتحوّل بسرعة إلى "البروتوأكتينيوم 234" والذي يتحوّل بدوره إلى "اليورانيوم 234".
ثم تحصل على قائمة طويلة من النسل، ولكن هذه لا تهمنا. كلّ هذا يحدث بسرعة كبيرة، وتطلق العملية أشعة كبيرة تجعل اليورانيوم المنضّب يشكّل خطراً من حيث الإشعاع، على عكس تصريحات الجيش بأنّ اليورانيوم المنضّب لا يشكّل خطراً عند التعامل معه. إنه كذلك. ولكن هذا ليس مهماً في هذه القصة.
إنّ المسألة الرئيسية هنا هي: هل كان اليورانيوم المخصّب في القنبلة التي أطلقت على لبنان اكتشافاً حقيقياً وواقعياً؟ هل كان من الممكن أن يكون خطأً مختبرياً؟ الإجابة هي لا. لقد استخدمنا مختبرين مختلفين وطريقتين مختلفتين لتحليل اليورانيوم، وهما جهاز "ICPMS" وجهاز قياس "الطيف ألفا".
لقد التقط المراسل روبرت فيسك ما وجدناه، ونشر القصة في صحيفة "الإندبندنت" في تشرين الأول/أكتوبر 2006: لغز قنبلة اليورانيوم السرية لـ "إسرائيل".
وحتّى عثرنا على اليورانيوم المخصّب، كنت أركّز على التأثيرات الصحية لليورانيوم المنضّب.
وفي عام 2006، اتصل بي عالم فيزياء نووية إيطالي بارز، إيميليو ديل جيديس. التقيت به في لندن، حيث أخبرني أنّ مصدر اليورانيوم المخصّب كان سلاحاً جديداً يستخدم الهيدروجين أو الهيدروجين الثقيل، والديوتيريوم المذاب في اليورانيوم، وعندما يتمّ إطلاق هذا الرأس الحربي، الذي لا يتجاوز حجمه حجم كرة البيسبول، على جسم صلب، يتعرّض الهيدروجين للاندماج البارد لتكوين الهيليوم مع انبعاث أشعة "غامّا" gamma القوية التي تتسبّب في تحوّل اليورانيوم 238 إلى يورانيوم 239 غير مستقر يتحلّل إلى يورانيوم 235 ونيوترون.
أنا لست متخصصاً في الفيزياء النووية، رغم أنّ لدي أفكاري الخاصة حول هذا التفسير، ولكنّني في ذلك الوقت تقبّلت أنه كان يعرف ما كان يتحدّث عنه. على الأقل، كان هذا التفسير يوضح مصدر التخصيب.
في عام 2008، اتصل بي بعض الأطباء في مصر وتساءلوا عمّا إذا كان الإسرائيليون يقصفون غزة باليورانيوم المنضّب. وبصعوبة بالغة، حصلت على عيّنات من غزة، وعيّنات من التربة وفلتر هواء، وأظهر التحليل وجود اليورانيوم المنضّب. وفي عام 2010، كجزء من دراستنا للتشوّهات الخلقية في الفلوجة، قمنا بتحليل شعر الأمهات بحثاً عن 52 عنصراً لمحاولة تحديد سبب العيوب الخلقية. ووجدنا اليورانيوم المنضّب في شعر الأمهات.
وقد جاء دعم إضافي لوجود سلاح يحتويه اليورانيوم المخصّب، أو ينتجه، من دراسة أجريت على أحد قدامى المحاربين في حرب كوسوفو، حيث أجرى بعض الأطباء في ليفربول ومانشستر تحقيقات شاملة حول أمراضه الغامضة. وقد تبيّن أنّ كليتي الرجل تحتويان على يورانيوم مخصّب.
لم يقف إميليو ديل جيديس ساكناً في التحقيق الذي أجراه شيرلوك هولمز. فقد قام برفقة مراسلين من التلفزيون الإيطالي "راي نيوز" بزيارة والد "الاندماج البارد"، البروفيسور مارتن فليشمان، الذي عملت معه أيضاً من قبل عندما كنت في جامعة "كينت" في عام 1980. وقد أضاف فليشمان إلى اللغز العلمي المحيّر، ولكنه لم يكن راغباً في التدخّل.
فقد بدا الأمر وكأنّ العلماء الذين يبحثون في "الاندماج البارد" كانوا يموتون في ظروف مريبة. ويبدو أن فليشمان نفسه قد تعرّض للتسمّم بمادة تسبّبت في إصابته بسرطان متعدّد المواقع وتوفي في الثالث من آب/أغسطس 2012. كما أصيب زميل له في مجال الاندماج البارد بالسرطان نفسه المتعدّد المواقع ولم ينجُ.
كتب ديل جيديتشي وهو منتج في "راي نيوز" الذي تابع القصة كتاباً بعنوان "سرّ الرصاصات الثلاث"، نُشر في عام 2014. وقد ظهرتُ في الكتاب تحت أسماء مختلفة. ولكن قبل بضعة أشهر من نشره، توفي ديل جيديتشي بشكل غير متوقّع عندما كان بمفرده في منزله. وقد قيل لي إنّ محرّر "راي نيوز" المشارك في تأليف الكتاب، ماوريتسيو توريتلا، اختبأ بعد أن تلقّى ثلاث رصاصات حقيقية في مظروف.
في عام 2021، قدّمت ورقة مجلة "Nature"، نتائج تحليل 65 عيّنة من التربة والرمل والأسمنت ومواد البناء من غزة. حدّد المؤلفون بعض المستويات المرتفعة بشكل ملحوظ من اليورانيوم المخصّب في جميع العيّنات، ولكن في الغالب في عيّنات التربة. وأصبحت مستويات التخصيب أكبر من تلك التي وجدناها في دراساتنا السابقة.
في شهر آذار/مارس من هذا العام، كتبتُ إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية الرسمية للأمم المتحدة على استخدام الأسلحة النووية. كما أرسل زميلي من الفلوجة، الدكتور محمد الدراجي، رسالتي باسمه. لكن لم يحدث شيء، ولم أتلقَ أيّ ردّ. وكان من المقرّر أن ينظّم الدراجي مؤتمراً صحافياً في فيينا لتسليط الضوء على استخدام هذا السلاح في الفلوجة، وتناول المستويات العالية من الإشعاع، وقد قمت بتصوير مقطع فيديو لتقديمه في هذا المؤتمر، لكنه لم يتمكّن من الحصول على مكان لتنظيم الحدث.
لقد قمت بإرسال نسخة ثانية في تموز/يوليو، طالبت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالردّ. لقد كتبت ورقة بحثية حول هذه القضية وقدّمتها إلى مجلتين، ووضعت النسخة الأولية على الإنترنت. وقد تمّ رفضها على أساس أنّ المراجعين لم يصدّقوا نتائج التحليل التي نشرتها مجلة "nature". وفي النهاية، تلقّى الدراجي رداً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تصدّق نتائج مجلة "nature".
وطرحت عضو مجلس اللوردات البريطاني عن حزب الخضر البارونة جيني جونز سؤالاً في البرلمان البريطاني. قالت الحكومة إنّها ليس لديها ما تقوله بشأن هذا الأمر. فيما يتعلق بالمستوى المرتفع من اليورانيوم المخصّب في غزة.
هذا كلّ ما في الأمر. ماذا بوسعنا أن نفعل؟ لقد طوّرت "إسرائيل" والولايات المتحدة (على الأقل) ما يمكن اعتباره على الأرجح قنبلة نيوترونية صغيرة. وتستخدمها "إسرائيل" في غزة. وربما تستخدمها في لبنان مرة أخرى الآن. والواقع أنّ هناك أدلة تشير إلى أن تطوير مثل هذه القنبلة تمّ اختباره منذ فترة طويلة تعود إلى تشرين الأول/أكتوبر1962، في الاختبار الجوي الأخير الذي أجرته الولايات المتحدة في سلسلة "دومينيك" في المحيط الهادئ. وكان هذا الاختبار هو الاختبار المسمّى "هوساتونيك" والذي حقّق قوة تفجيرية بلغت 9.96 مليون طن متري، ولكنّ التقارير أفادت بأنه لم يكن له أي تداعيات نووية. وهذا يعني أنه لم يكن به فتيل انشطار في المرحلة الأولى، وهو شرط ضروري لجميع القنابل الهيدروجينية التي سبقته.
لقد انضممت إلى فريق مختلط من المراسلين الاستقصائيين والمعلّقين من لبنان وبعض صنّاع الأفلام للبحث عن حلّ لهذه المعضلة. ونحن نهدف إلى متابعة الأمراض الغريبة التي تظهر على أرض المعركة. ونهدف إلى البحث عن اليورانيوم المخصّب ومنتجات تنشيط النيوترون مثل الكوبالت 60 والتريتيوم والكربون 14. وفي تطوّر جديد، أغلقت جميع المختبرات التي استخدمتُها لفحص العيّنات السابقة أبوابها فجأة. فقد أغلق أحدها أبوابه بالكامل بعد التحليل الأول لغزة. وتعرّض أحدها للتهديد. ولكننا نستطيع أن نفعل الكثير بما لدينا من إمكانيات.
إنّ ما نريده هو أن يحصل الناس على عدّادات "جايجر" لفحص مواقع التأثير بعد الانفجار مباشرة، ومعرفة ما إذا كانت مشعّة، وأن يحصلوا لنا على عيّنات من الغبار والأوساخ. كما نريد عيّنات من شعر النساء، وخاصة الشعر الطويل، من مؤخّرة العنق، من النساء اللاتي كنّ بالقرب من المناطق التي تعرّضت للقصف أو كنّ يعشن فيها. ويمكنك شراء عدّاد "جايجر" بنحو 60 يورو. ويمكنك حتى الحصول على "مطياف غامّا" محمول منخفض الدقة بنحو 350 يورو.
نودّ من أيّ شخص لديه تعليقات أو معلومات أن يتصل بنا، هذا أمر مهم للغاية.
لا شكّ أنّ هذا السلاح سوف يستخدم في تبادلات مستقبليّة، وسوف يجعل الحرب النووية المحلية ممكنة.
لقد أطلقت على الجهاز اسم الزئبق الأحمر. كان الزئبق الأحمر هو الرمز الذي استخدمه ستالين لليورانيوم المخصّب. ومن الواضح أن الولايات المتحدة طوّرت هذا السلاح. ولأنه يقتل من دون أن يترك نواتج انشطارية، فهو غير مرئي لأنظمة الكشف عن الانفجارات النووية العالمية ومراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولكن لا شكّ أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلم بهذا الأمر. فتقريرها الأخير عن اليورانيوم في البيئة يتجاهل تماماً مسألة اليورانيوم المخصّب. وحين سألت أحد مؤلفي التقرير عن السبب وراء ذلك، أجابني أنهم لا يملكون المال الكافي، ولم يكن لديهم ما يكفي لفحص اليورانيوم المنضّب. فهل تصدّقون هذا الكلام؟
الدكتور كريستوفر باسبي