ترامب يرفع سقف الشروط في سوريا قبل لقائه بوتين في هامبورغ

هل ستقدم القوات الأميركية على عمل عسكري جديد ضد الجيش السوري قبل قمة ترامب - بوتين؟

مقاتلة أميركية - صورة من الأرشيف
 مع وصول حاملة الطائرات الأميركية جورج بوش الى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة بدأت تظهر على مواقع تابعة لتنسيقيات المسلحين مزاعم عن استخدام غاز الكلور السام من قبل الجيش السوري في مواقع مختلفة بريف دمشق الشرقي.

ولا يبدو هذا التزامن من قبيل الصدفة. فما زالت عالقة في الأذهان الادعاءات الأميركية بحيازتها على معطيات حول احتمال اقدام الجيش السوري على استخدام مواد كيميائية سامة في مناطق يسيطر عليها المسلحون.

في حينه، رفضت موسكو هذه الادعاءات واتهمت واشنطن بإخراج سيناريو استفزازي لتبرير إجراء عسكري جديد ضد سوريا. وحذر الكرملين البيت الأبيض من مغبة تجاوز الخطوط الحمراء في سوريا متوعداً برد مناسب على أي عدوان أميركي جديد.

في غضون ذلك، تظهر المواقع الغربية المتخصصة بمتابعة حركة الطيران العسكري والمدني أن طائرات عسكرية أطلسية، ولا سيما أميركية كثفت في الأيام الأخيرة تحليقاتها الاستطلاعية فوق المياه الدولية بمحاذاة المياه الإقليمية السورية. فقد رصد السبت مرة أخرى تحليق استطلاعي بالقرب من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.

واستناداً الى تقارير صحافية غربية، فإن طائرة استطلاع استراتيجية تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز RC-135U ت تحمل الرقم (46-14847) ورمز النداء (HAMAL27) أقلعت من قاعدة جوية في جزيرة كريت اليونانية وحلقت وقتاً طويلاً بمحاذاة الساحل السوري واقتربت الى مسافة حوالي 40 كم من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.

وكانت طائرة حراسة مضادة للغواصات تابعة للبحرية الأميركية من طراز Poseidon  P-8A تحمل الرقم (168852) قد أقلعت الجمعة من قاعدة سيغونيلا في جزيرة صقلية الإيطالية وحلقت وقتاً طويلاً بالقرب من طرطوس في المجال الجوي فوق المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط.

إضافةً الى ذلك فإن أربع طائرات أميركية وواحدة نرويجية قامت يوم الخميس بأنشطة استطلاعية قرب القاعدة الروسية في طرطوس.

ويشير موقع أفيونيست Aviationist المتخصص بحركة الطيران إلى نمو غير مسبوق في عدد تحليقات طائرات الاستطلاع الأميركية بالقرب من القاعدتين الروسيتين في سوريا وفوق مياه شرق البحر المتوسط، حيث تنشط السفن الروسية المرابطة على نحو دائم في المنطقة.

ووفقاً للتقارير فإن عدد التحليقات الاستطلاعية الأميركية بالقرب من الحدود البحرية السورية بلغ 15 تحليقاً على مدى الأسبوع الماضي.

ويذكر أن اربع طائرات استطلاع أميركية حلقت بشكل متواصل طيلة يوم الثلاثاء الماضي عندما قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة القاعدة الجوية الروسية في حميميم يرافقه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف.

ويعتقد في أوساط الخبراء العسكريين الروس أن إرسال حاملة الطائرات الأميركية جورج بوش الى شرق المتوسط وتكثيف التحليقات الاستطلاعية الأطلسية في المنطقة يعتبران بمثابة عرض للقوة والعزيمة الأميركيين ويعكسان اهتمام واشنطن برصد الأنشطة العسكرية للبحرية الروسية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ولا سيما إطلاق الصواريخ المجنحة من طراز "كاليبر"، التي تخللت المناورات البحرية الروسية في الفترة من 18 الى  30 حزيران / يونيو الماضي بالقرب من طرطوس.

ورداً على سؤال فرضي: هل ستقدم القوة الأميركية الضاربة في المنطقة على عمل عسكري جديد ضد الجيش السوري؟ يُستنتجُ في موسكو أن واشنطن تستعرضُ عضلاتها على أبواب قمة ترامب - بوتين في هامبورغ بين السابع والثامن من تموز / يوليو الجاري لرفع سقف الشروط الأميركية في سوريا. إلا أن التجارب العديدة أثبتت أن بوتين ليس ذلك الرجل الذي يخضع للضغط ويذعن للشروط، ولا سيما أنه بات يسيطر بشكل كبير على اليابسة والسماء والبحر في الفضاء السوري.