مسؤولون إماراتيون في إيران.. أبو ظبي تسعى للانسحاب من واجهة التوتر!
6 أعوام مرت على آخر اجتماع بين خفر السواحل الإيرانية والإماراتية. اليوم، يحل وفد عسكري يضم 7 من كبار مسؤولي خفر السواحل الإمارتيين في طهران للمشاركة في الاجتماع السادس للتعاون الحدودي بين خفر سواحل البلدين.
ولا يبدو الأمر مفاجئاً، فقد كشف مستشار المرشد الإيراني حسين دهقان قبل أيام، أن السلطات الإماراتية أوفدت مندوبين إلى طهران للحديث حول السلام في ظل التوترات التي تعصف بمنطقة الخليج.
قائد خفر السواحل الإماراتي، محمد علي مصباح الأحبابي، قال عقب اللقاء مع نظيره الإيراني إنه "يجب على دول المنطقة أن تتعاون من أجل الحفاظ على أمن الخليج وبحر عمان".
واعتبر أن تدخل بعض الحكومات في الخطوط الأولى للملاحة هو سبب لعدم الاستقرار في المنطقة، وأضاف "يجب مواصلة الاجراءات المشتركة والتنسيق من أجل الحفاظ على أمن التجارة والسلامة البحرية.
من جهته، شدد قائد خفر السواحل الإيراني، العميد قاسم رضائي، على وجوب عدم السماح لباقي البلدان أن تمس الأمن في المنطقة ويجب الوقوف في وجههم، معبراً عن "العلاقات التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال رضائي إن التهريب مشكلة كبيرة بالنسبة لحرس الحدود وهذا الاجتماع نقطة تحول من أجل الوصول إلى الوضع الأمني المرجو.
ووفق وكالة "ايرنا" الإيرانية من المفترض أن يبحث الإيرانيون مع الإماراتيين التعاون الحدودي وتسهيل وتسريع التبادل المعلوماتي بين البلدين.
الزيارة الإماراتية تأتي بعد مفصل هام وهو حادثة إسقاط الطائرة الأميركية "غلوبال هاوك" فوق محافظة هرمزغان. عدم الرد الأميركي على الحادثة، دفع الإمارات إلى تغيير رؤيتها المتعلقة بالقدرة الأميركية على لجم طهران.
وهذا يفند أسبابه الباحث السياسي حسام مطر في اتصال مع الميادين نت معتبراً أن "هناك انقسامات في الداخل الإماراتي في التعاطي مع إيران، نظراً لمخاطر ذلك ولتداخل المصالح مع طهران"، كما أن الإماراتيين تفاجأوا من الحس الهجومي للإيرانيين في وقت تراجع فيه الأميركي إلى الخلف، ما سيجعلهم في مرمى الاستهداف، دائماً وفق مطر.
اللافت أيضاً في توقيت الزيارة الإماراتية أنها تجري في لحظة تسعى فيها طهران إلى إنشاء تحالف بحري يضمن سلامة الملاحة في الخليج، في وجه تحالف عسكري تسعى الولايات المتحدة لتشكيله للهدف عينه، بعد حوادث الناقلات التي بلغت ذروتها عقب احتجاز الناقلة البريطانية "stena impero" من قبل حرس الثورة الإسلامية.
وبناء على ذلك، يرى مطر أن الإيرانيين يطلبون من الإماراتيين خطوات جدية لوقف التصعيد، وهو ما تمثل بكلام الجنرال دهقان الأسبوع الفائت، الذي قال إن "أبو ظبي تحولت إلى مركز أميركي لضرب أمننا القومي وهي تعرف ما يتوجب عليها فعله".
ولم يستبعد مطر أن تجري زيارات على مستوى أرفع بين البلدين مستقبلاً، مشيراً أن ذلك قد يتطور إلى تبريد التوتر الإيراني - السعودي.
تجدر الإشارة إلى أن التبدّل في الاستراتيجية الإماراتية في المنطقة بدا واضحاً لدى إعلانها تخفيض عديد قواتها في اليمن.