منتدى آرميا 2019: روسيا تستعرض قوتها
انتهت فعاليات منتدى "آرميا 2019" الذي يعقد سنوياً في مدينة كوبينكا الواقعة في ضواحي العاصمة موسكو. شارك في معرض هذا العام وفود من نحو 120 دولة، بجانب أكثر من 1300 شركة ومؤسسة صناعية، عرضت أكثر من 27 ألف منظومة وقطعة سلاح. هذا المعرض يأتي في ظل طفرة كبيرة تشهدها الصناعة الحربية الروسية، التي صدّرت إلى الخارج منذ أوائل العام الجاري وحتى الآن أسلحة ومعدات تتعدى قيمتها 6 مليارات دولار. وشهد معرض هذا العام تقديم عدة منظومات روسية جديدة كلياً أو محدثة، بجانب أحدث ما تم إنتاجه بالفعل ودخل للخدمة في صفوف الجيش الروسي.
كان مدفع الهاون ذاتي الحركة من عيار 120 مللم "2S42 Lotos" من أبرز ما تم عرضه من منظومات روسية جديدة، وقد تم تصنيعه اعتماداً على شاسيه معدل خاص بعربة الإنزال المحمولة جواً "BMD"، ويبلغ الوزن الكلي للمدفع الجديد 18 طن، وتم تزويده بمحرك جديد تبلغ قدرته 450 حصان، يوفر له سرعة قصوى تبلغ 70 كيلو متر في الساعة، ومدى حركة يصل إلى 500 كيلو متر. من الممكن استخدام هذا المدفع في مهام الضرب المباشر كمدافع الهاوتزر، أو في مهام الضرب غير المباشر مثل مدافع الهاون.
يستطيع هذا المدفع إطلاق ما بين 6 إلى 8 قذائف في الدقيقة الواحدة، بمدى أقصى يصل إلى 13 كيلو متر، وتحمل عربة المدفع ما يصل إلى 40 قذيفة، ويبلغ عدد أفراد طاقمها، وتتميز بإمكانية تحركها في الموانع المائية بسرعة تصل إلى 7 كيلو متر في الساعة. يتسلح البرج الخاص بالمدفع برشاش من عيار 7.62 مللم مزود بنحو 1500 طلقة.
من أهم مميزات هذا المدفع أنه يحتاج فقط إلى دقيقة واحدة ليكون جاهزاً للتشغيل، ويمتلك ذخائر خارقة تستطيع اختراق ما بين 600 إلى 650 مللم في صفائح الصلب، بجانب إمكانية إطلاقه للقذائف الروسية الموجهة بالليزر "Kitolov" التي يصل مداها إلى 10 كيلو مترات وتصل دقة إصابتها إلى 90 بالمائة. يتوقع أن يدخل هذا المدفع فعلياً إلى الخدمة في الجيش الروسي منتصف عام 2020، ليحل محل مدفع الهاون "2S9 Nona-S".
من ضمن المعروضات الجديدة في منتدى هذا العام، طائرة الإستطلاع والمراقبة دون طيار "Korsar"، وهي طائرة مخصصة لمهام الدورية والاستطلاع، يبلغ مداها الأقصى 120 كيلو متر، وتتراوح سرعتها بين 120 و150 كيلو متر، وتستطيع الوصول إلى ارتفاعات تصل إلى 5 كيلو مترات. تستطيع هذه الطائرة الطيران بشكل متواصل لمدة تصل إلى 10 ساعات، وتمتلك محركاً تبلغ قدرته الكلية 50 حصاناً، سيتم استبداله مستقبلاً بمحرك تبلغ قدرته 70 حصاناً.
تم خلال منتدى هذا العام عرض النسخة الأحدث من منظومة الدفاع الجوي ذاتية الحركة "بانتسير"، تحت اسم "بانتسير - أس أم"، وفي هذه النسخة تم تحديث الرادار الخاص بالمنظومة، ليصبح راداراً ذا مصفوفة مسح الكتروني نشط، أو ما يعرف بـ "أيسا"، ما يوفر للمنظومة مدى كشف أكبر يصل إلى 75 كيلو متر بالمقارنة بالنسخ السابقة التي كان مدى الكشف الراداري بها لا يتعدى 40 كيلو متر. كذلك تم تزويد المنظومة بصواريخ ذات سرعة أكبر تسمح لها بمدى استهداف أكبر يصل إلى 40 كيلو متر مقارنة بـ 20 كيلو متر في النسخ السابقة.
كذلك تم تحميل المنظومة الجديدة على عربة ثمانية الدفع من إنتاج شركة "كاماز"، ويتوقع أن تدخل المنظومة الجديدة الخدمة في الجيش الروسي عام 2021.
من التحديثات اللافتة أيضاً خلال هذا المنتدى، إلحاق منظومة الدفاع الجوي القريب ذاتية الحركة "9M337 Sosna-R" على شاسيه خاص بعربات القتال المدرعة "BMP-3"، وهو ما يوفر لهذه المنظومة قدرات برمائية ومرونة كبيرة في الحركة.
هذه المنظومة متخصصة في حماية الأرتال العسكرية أثناء تحركها ضد كافة التهديدات الجوية، كما أنها تمتلك القدرة على تدمير الأهداف الأرضية قليلة التدريع، وذلك في كافة الظروف الجوية ليلاً أو نهاراً.
من أهم ميزات هذه المنظومة أن إدارة النيران فيها أوتوماتيكية، وأنها تمتلك 12 صاروخاً من نوع "9M340"، يتم توجيهها ليزرياً أو لاسلكياً، ويمتلك كل صاروخ منها شحنتين متفجرتين تبلغ زنتهما معاً 7 كيلو جرام، ويبلغ المدى الأقصى للصاروخ الواحد 10 كيلو مترات، بسقف ارتفاع يبلغ 10 كيلو مترات وسرعة تصل إلى 4 ماخ، مع إمكانية تغيير مسار الصاروخ أثناء التحليق، وتتوفر لهذه المنومة قدرات متفوقة على التعامل مع إجراءات التشويش والإعاقة المعادية.
في ما يتعلق بعربات القتال متعددة المهام، شهد منتدى هذا العام تقديم النسخة الأحدث من عربات "تايجر" القتالية تحت اسم "تايجر - نيكست"، وفي هذه النسخة تمت الإستفادة من التجارب الميدانية التي جرت خلال المعارك في سوريا، والتي شاركت فيها وحدات روسية مزودة بعربات "تايجر".
تمت زيادة تدريع هذه العربة ليصبح من الدرجة الثالثة، بما يسمح لها بتحمل العيارات النارية الخفيفة والمتوسطة بجانب الألغام حتى زنة 6 كيلو جرام من مادة تي ان تي. تمت كذلك زيادة حمولتها الكلية إلى 1.6 طن، ومحرك ديزل جديد، بما يمكنها من نقل 6 جنود بكامل عتادهم وتجهيزاتهم.
تم كذلك خلال المنتدى عرض نسخة أخرى من عربات تايجر تحت اسم "ASN-233115 TIGER-M SPN"، وهي عربة متعددة المهام تم الإعلان عنها للمرة الأولى أواخر العام الماضي، وتمتلك تدريعاً من المستوى الأول يضمن لها حماية من العيارات النارية الخفيفة مثل 7.62 و5.56 مللم، ويصل وزنها الإجمالي إلى 8 أطنان، وتستطيع نقل حمولة يتعدى وزنها طناً واحداً أو 6 جنود بكامل تسليحهم، ويمكن تزويدها بقمرات مسلحة علوية مسلحة برشاشات خفيفة أو متوسطة، أو قواذف للقنابل اليدوية.
تبلغ سرعتها القصوى 120 كيلو متر في الساعة، ويصل مداها إلى 1000 كيلو متر، وتم تزويدها بمنظومة متكاملة للرؤية الخارجية تسمح لركابها بمراقبة كامل المحيط الخارجي لها.
من ضمن المعروضات المهمة خلال منتدى هذا العام كان مدفع الهاون ذاتي الحركة "2S41-dROK" من عيار 82 مللم. تم الإعلان عنه للمرة الأولى عام 2017 وهو من إنتاج احدى شركات مجموعة "روستيك" الصناعية، ومثبت على عربة مدرعة من نوع "تايفون في دي في" التي تنتجها شركة "كاماز".
هذا المدفع مخصص لعمليات الدعم الناري للقوات المحمولة جواً، ويوفر البدن المدرع للعربة حماية ممتازة للقذائف الخاصة بالمدفع، والتي يبلغ عددها 40 قذيفة. المدفع الملحق بهذه العربة يتم تلقيمه يدوياً، ومن الممكن أن يتم إلحاق مدفع آخر من نفس العيار به ليصبح المدفع الثاني مثبتاً في الباب الخلفي للعربة بحيث يكون مرتكزاً على الأرض عند الإطلاق، مما يوفر قدرة نارية أكبر لهذه المنظومة.
البرج الخاص بهذه العربة يتسلح أيضاً بمدفع رشاش بجانب مستشعرات للتحذير والرصد وقواذف للدخان. يبلغ طاقم هذا المدفع 4 أفراد، ويصل وزن كامل المنظومة إلى 14 طناً، ويستطيع مدفعها إطلاق ما يصل إلى 12 قذيفة في الدقيقة الواحدة، بمدى يتراوح بين 100 متر و 6 كيلو متر.
كذلك تم عرض النسخة الأحدث من عربة القتال الثقيلة "T-15 Armata"، والتي تتزود ببرج قتالي من نوع "DUBM-57 Kinzhal" الذي يحتوي على مدفع متفوق من نوع "BM-57" من عيار 57 مللم، بجانب صواريخ موجهة مضادة للدروع من نوع "أتاكا".
تتزود هذه العربة بمحرك تبلغ قدرته الإجمالية 1500 حصان، ويتكون طاقمها من 3 أفراد بجانب 9 جنود من الممكن نقلهم.
تصل سرعتها القصوى إلى 70 كيلو متر في الساعة، ووزنها الكلي 48 طناً، ومداها الأقصى 550 كيلو متر.
كذلك تم عرض النسخة المحدثة من العربة المقاومة للألغام الأرضية "VPK-3924 SPM3"، والتي تتميز بإمكانية تزويدها بطيف واسع من المحطات القتالية المتحكم بها عن بعد والمسلحة برشاشات خفيفة أو متوسطة.
تمتلك محركاً تبلغ قدرته الإجمالية 330 حصان، وتمتلك تدريعاً من المستوى الثالث للشاسيه الخاص بها، مما يسمح لها بتحمل انفجار عبوات ناسفة تصل زنتها إلى 6 كيلو جرام من مادة تي ان تي، كما تزودت بتدريع من المستوى الثاني لبدنها.
تصل سرعتها الإجمالية إلى 100 كيلو متر، ووزنها الكلي 12 طن، ويبلغ طاقمها فردين يضاف إليهما 8 جنود.
عربة القتال المدولبة "VPK-7829 BUMERANG" كانت من المعروضات المهمة خلال هذا المنتدى، وظهرت خلال المعرض مزودة ببرج قتالي متحكم به عن بعد مسلح بمدفع من عيار 30 مللم بجانب 4 صواريخ مضادة للدروع من نوع "كورنيت" ومدفع رشاش من عيار 7.62.
بدأ الإنتاج الكمي لهذه العربات عام 2015، ويبلغ مداها الكلي 800 كيلو متر، وقدرة محركها 510 حصان، يوفر لها سرعة قصوى تبلغ 100 كيلو متر في الساعة، وتستهدف وزارة الدفاع الروسية امتلاك نحو 2000 عربة من هذا النوع.
بنفس هذا التسليح ظهرت أيضاً عربة القتال المجنزرة "KURGANETS-25" التي بدأ إنتاجها أيضاً عام 2015، ويبلغ وزنها الكلي 25 طناً، وتصل سرعتها القصوى إلى 80 كيلو متراً على اليابسة، و10 كيلومترات خلال العمليات البرمائية. وتصل قدرة محركها الإجمالية إلى 800 حصان، وتستطيع نقل 8 جنود بكامل عتادهم بجانب طاقمها المكون من 3 أشخاص.