مفوضية حقوق الانسان تدعو إلى إجراء تحقيق قضائي "مستقل وسريع" في ظروف وفاة مرسي
ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية صباح الثلاثاء أن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وري الثرى في القاهرة، بحسب محاميه. فيما نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر طبي أن مرسي توفي إثر نوبة قلبية.
من جهتها، دعت المفوصية السامية لحقوق الانسان السلطات المصرية إلى اجراء تحقيق قضائي مستقل وسريع في ظروف وفاة الرئيس السابق محمد مرسي.
ولفتت المفوضية إلى أن مخاوف كثيرة أثيرت حول احتجاز مرسي بما في ذلك وصوله إلى الرعاية الطبية وإلى محاميه وعائلته، مضيفةً أنه يجب أن يغطي التحقيق جميع جوانب معاملة السلطات لمرسي للنظر فيما اذا كان لاحتجازه تأثير على وفاته.
كما أوضحت أنه يجب أن تجري التحقيق سلطة قضائية او سلطة مستقلة على أن تفوض السلطة باجراء تحقيقات فورية ونزيهة.
وكان التلفزيون الرسمي المصري أعلن وفاة مرسي مساء الإثنين أثناء جلسة محاكمته، موضحاً أنه أصيب بإغماء وتوفي بعد رفع الجلسة التي كانت تنظر في قضية التخابر المتهم فيها، وتمّ نقل جثمانه إلى المستشفى.
مصدران قضائي وأمني قالا لوكالة (أ.ف.ب) إن "مرسي تحدث أمام المحكمة لمدة 20 دقيقة وانفعل ثم أغشي عليه".
وقال نجل الرئيس المصري على صفحته على "فيسبوك" إن والده دفن في القاهرة. ولفت في وقت سابق إلى أن السلطات ترفض طلب أسرته دفنه بمقابر العائلة"، مضيفاً أن "الأسرة لا تعرف مكان الجثمان ووسيلتها الوحيدة للاتصال بالسلطات هي عبر المحامين".
النيابة العامة المصرية أعلنت وفاة مرسي الساعة 16:50 بتوقيت القاهرة في المستشفى، وقالت إنه سقط مغشياً عليه بعد إدلائه بدفاعه داخل قفص الاتهام في المحكمة.
وقالت إن التقرير الطبي أشار إلى أنه تبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة لجثمان مرسي، وأمرت بالتحفظ على الملف الطبي الخاص به، كما انتدبت لجنة عليا من الطب الشرعي لإعداد تقرير بأسباب الوفاة تمهيداً للتصريح بالدفن.
كذلك، أمرت بالتحفظ على الكاميرات الموجودة بقاعة المحكمة وسماع أقوال المتواجدين أثناء المحاكمة.
بالتزامن، حمّلت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة ويتسون الحكومة المصرية مسؤولية وفاة مرسي، وقالت إنها فشلت في توفير الرعاية الطبية الكافية أو حقوق السجناء الأساسية.
وأضافت "نشعر بالحزن لهذا النبأ بشأن الرئيس مرسي بعد سنوات من اعتقال وحشي".
أما منظمة العفو الدولية فقالت إن "نبأ وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في المحكمة اليوم هو صادم للغاية"، ودعت "السلطات المصرية الى إجراء تحقيق نزيه في ظروف وفاته وحيثيات احتجازه"، مشيرةً إلى أنه "ادى السلطات المصرية سجل حافل في احتجاز السجناء في الحبس الانفرادي لفترات طويلة وفي ظروف قاسية".
هذا وبعث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة تعزية للشعب المصري في وفاة الرئيس مرسي ووصفه بـ"الشهيد".
وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية "إقامة صلاة الغائب الثلاثاء في كافة المساجد المركزية بعموم البلاد على روح مرسي".
المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت إن بلادها "اطلعت على التقارير بشأن وفاة مرسي وليس لديها أي تعليق".
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد حكمت بالسجن 3 سنوات بحق مرسي في قضية إهانة القضاة قبل عزله عام 2013.
وفي 15 أيار/ مايو 2015 حكم على مرسي وعدد من قياديات الإخوان بالاعدام. وقرر القضاء المصري إحالة أوراق مرسي وعشرات القيادات في قضيتي التخابر واقتحام السجون إلى المفتي لإبداء الرأي.
الإخوان المسلمين: وفاة مرسي جريمة قتل مكتملة الأركان
ووصفت جماعة الإخوان المسلمين وفاة مرسي بـ"جريمة قتل مكتملة الأركان"، وطالبت بتحقيق دولي في وفاته.
ودعت لمشاركة حشود في جنازة الرئيس المصري السابق.
نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود قال إن "هذه الجريمة ستعيد رونق الربيع العربي"، داعياً "جماعة الإخوان المسلمين إلى الخروج من منطق السلمية، والمطلوب هو العصيان المدني والتظاهر التي تعد أساليب ناجعة".
القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد سودان اعتبر من جانبه أن وفاة الرئيس مرسي هو "قتل مع سبق الإصرار والتصميم".
وفي اتصال مع الميادين شكك سودان في أن يسمح بإقامة جنازة لمرسي لأن الملايين سيشاركون فيها، على حد تعبيره.
القيادي في حركة النهضة التونسية عبد الحميد الجلاصي قال من جانبه إن مرسي حاول أن يقود الثورة المصرية في ظروف غير ملائمة لما يسمى بالربيع العربي.
فصائل المقاومة الفلسطينية: مرسي قضى حياته مسانداً لقضايا الأمة وفلسطين
بدورها، نعت فصائل المقاومة الفلسطينية الرئيس مرسي، وقالت إنه قضى حياته مسانداً لقضايا الأمة وفلسطين.
وقالت حركة حماس إن "مرسي قدّم مسيرة نضالية طويلة في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على الصعد كافة"، مضيفة أن "مرسي قدم الكثير دفاعاً عن القدس والأقصى وأن غزة ستسطر مواقفه الخالدة والشجاعة تجاهها".
حركة الجهاد الإسلامي نعت بدورها الرئيس مرسي، وقالت إن "مرسي قضى حياته مدافعاً عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس، إضافة إلى تصدّيه لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة عام 2012".