الصحافة الإسرائيلية تكتشف كاتباً سعودياً جديداً
احتفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قبل يومين (13 نيسان/أبريل 2019) بمقال جديد صادر عن أحد الكتاب السعوديين المرموقين. بالطبع لم يكن صاحب المقال حسين شبكشي، رجل الأعمال والكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط" لينال هذه الإشادة، لولا الشعلة الجديدة التي أضاءها على درب التطبيع بين الرياض وتل أبيب، ومن باب المذاكرة "الفكرية" هذه المرة.
وتحت عنوان "صحافي سعودي يدين معاداة السامية عند العرب" أضاءت الصحيفة على المقال الذي اقتبسه موقع (MEMRI) الأميركي الذي يُعنى بترجمة مضامين من صحافة الشرق الأوسط إلى الإنكليزية ويهتم بجمع الوثائق والمواضيع التي تتعلق بمعاداة السامية كما يُعرّف في موقعه.
وأشارت الصحيفة إلى أن شبكشي استخدم عموده في صحيفة "الشرق الأوسط "السعودية التي تتخذ من لندن مقراً لها لإدانة معاداة السامية في الثقافة الإسلامية.
ويأتي المقال بالتزامن مع إلغاء زيارةٍ لوفد إسرائيلي كان يعتزم حضور مؤتمر تنظمه "الشبكة العالمية لريادة الأعمال" في البحرين اعتباراً من 15 نيسان/ أبريل الحالي.
الزيارة ألغيت في أعقاب ما اعتبرته الصحف الإسرائيلية مخاوف أمنية، على ضوء إعلان البرلمان في البحرين رفضه لها وبعد احتجاجات أخرى في شوارع العاصمة المنامة.
وكتب شبكشي متسائلاً في مقاله: "التحدي هل يمكن أن تقوم حالة سلام مع الآخر دون أن تحقق ذلك السلام مع نفسك ومحيطك أولاً؟ هل نحن لدينا مشكلة كراهية وعنصرية ضد اليهود؟ سؤال يحتاج إلى إجابة صادقة وأمينة، وقد تكون بداية سلسلة من الأسئلة المحرجة التي لسنوات طويلة كان يتم الابتعاد عن مواجهتها والإجابة عنها."
وفي نهاية المقالة المنشورة في "جيروزاليم بوست" تنوّه الصحيفة بأن "إسرائيل" تقوم حالياً بتطوير علاقات دبلوماسية غير مسبوقة مع دول الخليج العربي، بينما تظل الروابط في الغالب تحت الطاولة. وتشير إلى وجود علامات مفتوحة على ذوبان الجليد كما حدث عندما زارت وزيرة الثقافة الإسرائيلية مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي في تشرين الأول/أكتوبر 2018.
وليست هذه المرة الأولى التي تشيد فيها الصحافة الإسرائيلية بكتّاب وصحافيين سعوديين أو تجري لقاءات معهم. فقد صرّح أحد هؤلاء ويدعى عبدالحميد الغبين لموقع I24news الإسرائيلي في 14 من كانون الثاني/يناير الماضي "أنه لا يوجد خيار من أجل الاستقرار والنمو الاقتصادي إلا بالتطبيع الكامل مع إسرائيل اليوم قبل الغد".
كما دافع عدد من الصحافيين ومنهم مقربين من دوائر الحكم في السعودية عن فكرة التقارب مع "إسرائيل" مروّجين للسلام معها.
حساب "خط البلدة" على "تويتر" نشر مقطع فيديو حول أبرز 10 شخصيات وكتاب روّجوا للتطبيع في السعودية، ومنهم مدير قناة العربية السابق عبدالرحمن الراشد، والروائي تركي الحمد، والكاتب في صحيفة "الجزيرة" أحمد الفراج، والكاتب والمحلل الاقتصادي حمزة محمد السالم.
⛔️ سجّل يا تاريخ، واحفظوا يا شباب .. أحقر 10 دعايات إعلامية قالها كُتاب سعوديون تجاه التطبيع و #القدس_قضيتنا pic.twitter.com/F6NP1AL77j
— خط البلدة ߚࠨ@saudibus222) November 25, 2017
في المقابل بقيت هذه الدعوات والاتجاهات محلّ استنكار من قبل طيف آخر من الصحافيين كان لهم الجرأة في التعبير عن موقفهم المعارض لهذه الخطوات.
ففي إطار الهرولة إلى التطبيع علّق الكاتب السعودي عبدالله المزهر في صحيفة "مكة" عام 2016 بالقول "دعاة التطبيع يرون أن من لم يؤمن بتوجههم عالة على الوطن والحياة والناس، وأن ما يرونه هو الحق، وهم ذاتهم بشحمهم ولحمهم لا يستطيعون التطبيع مع مخالفيهم"، داعياً هؤلاء المطبعين إلى أن يعتبروا بالحد الأدنى من يخالفونهم الرأي "صهاينة" ويتقبلوا رأيهم.
وفي يناير/كانون الثاني من هذا العام كشف موقع "ميدل ايست آي" أن رئيس الموساد التقى بمسؤولين كبار من السعودية ومصر والإمارات خلال رحلته للخليج الشهر الماضي.
وفي بداية هذا العام كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" مقالاً تحت عنوان "هل يزور نتنياهو الرياض؟"، ومما أوردته الصحيفة: "لا تتفاجئوا إذا قام نتنياهو بزيارة السعودية قريباً للقاء ولي العهد محمد بن سلمان"، مشيرة إلى أن إدارة ترامب تعمل منذ عامين لجعل الرياض وإسرائيل تعملان علانية معاً. وهذا ما أكدته "فوكس نيوز" بعد أيام قليلة على نشر الخبر.
وكانت السعودية شاركت مع دول خليجية في مؤتمر الشرق الأوسط الذي نظمته الولايات المتحدة في وارسو خلال شباط/فبراير المنصرم، حيث جلس مندوبو هذه الدول جنباً إلى جنب مع نتنياهو الذي صرّح خلال المؤتمر أنه سيلتقي وزير الدولة لشؤون الخارجية في السعودية عادل الجبير.
وكان موقع ODYSSEY نشر تحقيقاً استقصائياً خلال شباط/فبراير المنصرم أكد خلاله أن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي السابق الذي يشغل حالياً منصب وزير الدولة لشؤون الخارجية هو عميل للموساد الإسرائيلي.
واللافت بحسب ما ادعت كاتبة المقال Jemma Buckley أن علاقة الجبير بالموساد تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وتسبق انضمامه إلى السلك الدبلوماسي السعودي وترقيه في عدد من المناصب وصولاً إلى وزير في الحكومة السعودية.
ونشر مكتب نتنياهو تسجيلاً مصوّراً، ثمّ سحبه لمداخلات وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين، خلال جلسة نُظمت بنوع من التكتم في وارسو، وأبدوا فيها مواقف أكثر ميلاً للتطبيع.