"وول ستريت جورنال": الرياض وعدت بتمويل هجوم حفتر على طرابلس

السعودية وعدت المشير خليفة حفتر بدفع عشرات ملايين الدولار لتمويل هجومه على العاصمة الليبية طرابلس.
  • "وول ستريت جورنال": السعودية وعدت بتمويل هجوم حفتر على طرابلس

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن السعودية وعدت المشير خليفة حفتر بملايين الدولارات لتمويل عمليته العسكرية ضد العاصمة الليبية طرابلس.

وقالت الصحيفة إنه قبل أيام من شنّ القائد العسكري الليبي خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على العاصمة ومحاولة توحيد البلاد المنقسمة تحت حكمه، وعدته السعودية بدفع عشرات ملايين الدولار لتمويل العملية، بحسب مستشارين كبار للحكومة السعودية.

ونقلت عن المسؤولين السعوديين قولهم إن هذا العرض جاء في أثناء زيارة حفتر إلى السعودية، التي أجراها في الأسابيع التي سبقت العملية التي أعلن عنها في 4 نيسان/ أبريل الجاري.

وأوضحت "وول ستريت جورنال"  أن القوى الأجنبية، وبينها الولايات المتحدة، نظرت إلى حفتر، الذي تسيطر قواته على المنطقة الشرقية، على أنه مشارك مهم في مفاوضات السلام مع الأمم المتحدة. وأضافت أنه في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي حفتر لتجنب النزاع العسكري، فإن القوى الأخرى قدمت له السلاح والمال، فيما دعم آخرون حملته للسيطرة على المنشآت النفطية.

فقد أسهمت الاتصالات الأجنبية، التي كانت تهدف إلى تحقيق السلام، في تعزيز مكانة "أمير الحرب" المشير حفتر. وقال المبعوث الأميركي السابق لليبيا جوناثان واينر للصحيفة: "اعتقدوا أنه يدعم العملية الدبلوماسية، لكنه كان يبني قوته".

ورفضت الحكومة السعودية التعليق على ما ورد في تقرير "وول ستريت جورنال" من تمويل لعملية حفتر العسكرية، فيما قال مسؤول سعودي: "لقد كنا أسخياء معه". كما رفض متحدث باسم حفتر التعليق للصحيفة على الدعم السعودي والاتصالات الأجنبية الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الألماني لشؤون الأمن الدولي ولفرام لاتشر قوله: "لم يكن حفتر قادراً على أداء الدور الذي يؤديه اليوم من دون دعم أجنبي.. شهدت الأشهر القليلة الماضية ركوب الجميع في قطار حفتر".

وأشارت إلى أنه في اليوم الذي أعلن فيه الجنرال عن العملية كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش في طرابلس؛ للتحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية المقرر عقده في 14 نيسان/ أبريل الجاري، حيث حاول إقناع حفتر بألا يشن الهجوم لكنه رفض، وقال غويتريش إنه يترك البلاد بقلق عميق وقلب ثقيل.

وبحسب التقرير، فإن الحكومة السعودية لم ترد على أسئلة الصحيفة، لكن وزارة الخارجية السعودية أصدرت بعد أيام تغريدة، قالت فيها إن الملك سلمان أكد أهمية الأمن والاستقرار في ليبيا.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن حفتر حظي بدعم من دول أخرى رأت فيه حاجزاً ضد الإسلام السياسي، فقدمت له الإمارات ومصر غطاء جوياً، مشيرة إلى أن مصر نفت قيامها بذلك، فيما لم تعلق الإمارات على وجود طائراتها في ليبيا.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن روسيا أرسلت أسلحة ومستشارين، وهو الأمر الذي نفته موسكو مشيرة إلى أن واشنطن دعمت منافسي حفتر.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين بارزين في الإدارة قولهم إن مستشار الأمن القومي جون بولتون اتصل بحفتر قبل أيام من الهجوم، وطالبه بالتوقف عن الهجوم. وقال مسؤول أميركي للصحيفة: "أعتقد أنه بدأ الهجوم عندما تحدث معه بولتون"، وردت واشنطن بعد الهجوم بالشجب، فقال مايك بومبيو: "لا حل عسكرياً للنزاع".

وختمت تقريرها بقول الخبير الألماني ولفرام لاتشر إن "حفتر لا يريد أن يكون جزءاً من الحل، لكنه يريد أن يكون هو الحل".

المصدر: وول ستريت جورنال