مع وصول "ثاد".. هكذا أصبح شكل طبقات الدفاع الجوي في "إسرائيل"

منظومات "ثاد" العالمية، والتي سيتم ربطها مع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، والتي تعتمد على 200 منصة منتشرة في دول حليفة للولايات المتحدة عبر القارات، هي جزء حيوي من منظومة "الدرع الصاروخي" التي ترى فيها كل من روسيا والصين تهديدًا مباشرًا لها.
  • منظومات "تاد" العالمية هي جزء حيوي من منظومة "الدرع الصاروخي" الذي ترى فيها كل من روسيا والصين تهديدًا مباشرًا لها

للوهلة الأولى لا يمكن فصل الخطوة العسكرية الأميركية الأخيرة بربط منظومة "ثاد" للدفاع الجوي مع المنظومة الإسرائيلية عن مؤشرات عديدة في الأراضي المحتلة تنحو جميعها باتجاه حرب كبرى، بغض النظر عن توقيتها.

وان كان الظرف السياسي يستدعي ترضية أميركية لتل أبيب وحكومة نتنياهو تحديدًا، فإن حجم الإجراء العسكري يرقى إلى مستوًى استثنائي شكلًا ومضمونًا، علماً أنه بالفعل أمر مخطط له مسبقاً، وطلبته "تل أبيب" في العام 2011 من دون أن يُحدد موعد لنقل المنظومة إلى الأراضي المحتلة.

وبالفعل حرصت مديريات التخطيط والعمليات في الجيشين الأميركي والإسرائيلي على التأكيد أن توقيت المناورة غير مرتبط بأي أحداث.
وفي التفاصيل، أنه في الأيام القليلة الماضية، نقل سلاح الجو الأميركي منظمة "ثاد" على متن طائرتي نقل هبطتا في قاعدة "نيفاتيم" الجوية جنوب الأراضي المحتلة. وتولت القيادة الأميركية في أوروبا "يوكوم" الإشراف على العملية كما على المناورات التي ستجري لاحقاً وتشمل هذه المنظومة.
"ثاد" هي اختصار لعبارة  Theater High Altitude Area Defense، وهي نظام صاروخي أميركي، فائق السرعة وقادر على المناورة وتفجير الصواريخ البالسيتية خارج وداخل الغلاف الجوي، إضافة لاعتراضه أي سلاح للدمار الشامل يدخل في مساره. يتم إطلاقه أيضاً من البحر والجو، ويمكن دمجه بنظام باتريوت (باك-3).
النظام شديد التطور تقنيًا ويمكنه اكتشاف الصواريخ الباليستية حتى مسافة 1000 كلم من موقع الرادار الخاص به.
وإلى هذه المنظومة، سيتدرب كلٌ من الجيشين الأميركي والإسرائيلي لمدة شهر على عمليات الدفاع الجوي المشترك. علماً أن باقي المنظومات التي تستخدمها "إسرائيل" تغطي كافة الطبقات الجوية نظريًا.

ويشارك في المناورات 200 جندي أميركي، علماً أن العديد من منظومات الأسلحة الإسرائيلية تعمل بإشراف أميركي، بما في ذلك بعض بطاريات "القبة الحديدية" التي تقرر أخيرًا توريدها إلى الولايات المتحدة.
ويشكّل إشراف القيادة الأميركية في أوروبا تحديداً على المناورات مؤشرًا بارزًا، إذ أن هذه القيادة معنية بالدرجة الأولى بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي بالتالي تُعدّ امتدادًا عميقًا لأي تعاون ثنائي في الشرق الأوسط يكون أحد أطرافه الأميركيون.
كما أن منظومات "ثاد" العالمية، والتي تعتمد على 200 منصة منتشرة في دول حليفة للولايات المتحدة عبر القارات، هي جزء حيوي من منظومة "الدرع الصاروخي" التي ترى فيها كل من روسيا والصين تهديدًا مباشرًا لها. لكن نشر هذه المنظومة في "إسرائيل" ليس ذي صلة بدور "الدرع الصاروخي"، ذلك أن الولايات المتحدة تنشر المنظومة نفسها في السعودية وفي دول البلطيق وتخطط لنشرها في تركيا.

المصدر: الميادين نت